Booking.com

على ضفة نهر يانجتسي وبحيرة تايهو، وفي مقاطعة جيانجسو شرق الصين، وقريباً من شنغهاي، تقع مدينة سوجو أو سوتشو Suzhou، ذات التاريخ العريق الذي يعود لنحو 2500 عام كواحدة من أقدم المدن على ضفاف نهر يانجستي، والشهيرة ببواباتها وجسورها الحجرية الجميلة، وقنواتها المائية المتشابكة، وحدائقها الرائعة مما جعل البعض يعدها “فينيسيا الشرق” أو “البندقية في الصين” تشبيهاً بمدينة البندقية الإيطالية.

شوارع مائية في مدينة سوتشو وحدائقها

شوارع مائية في مدينة سوتشو وحدائقها

كانت سوتشو مركز هام لصناعة الحرير منذ عهد “سونج سو” من عام 960 إلى عام 1279، وتشتهر حدائق سوتشو الكلاسيكية، التي صُنفت ضمن مواقع التراث العالمي، بتصميمها الذي ينقسم إلى قسمين؛ قسم سكني وحديقة مع وجود أجنحة وبرك وقنوات مائية وجسور ومنحوتات حجرية وكلمات محفورة على الأحجار، مما يجعل الحديقة تجمع بين التخطيط الفني والنحت بجانب الفلسفة الصينية والنمط المعماري الصيني وقبل ذلك جمال الخضرة والنباتات، وهو ما جعل هذه الحدائق والتجول فيها من أهم ما يجذب السائحين لسوتشو، ومن أشهر حدائق فينيسيا الشرق:

حديقة ليويوان Liúyuán

هي من بين الحدائق الكلاسيكية الأكثر شهرة في الصين وتبلغ مساحتها 23300 متر مربع (حوالى 5.8 فدان)، وكانت في الأصل حديقة كلاسيكية خاصة بُنيت عام 1593 خلال عهد أسرة مينج من قبل مسؤول متقاعد يدعى شو تاي، وخلال عهد أسرة تشينج اشتراها شو ليو وهو فنان وخطاط  ونحت العديد من الأعمال والقصائد على أروقة الحديقة، وهي واحدة من الحدائق الأربع الأكثر شهرة في الصين والمعروفة بمبانيها الرائعة، وفي عام 1997 تم تسجيلها على لائحة التراث العالمي من قِبل اليونسكو.

مدخل واحدة من الحدائق الكلاسيكية في سوتشو

مدخل واحدة من الحدائق الكلاسيكية في سوتشو

حديقة شيز لين يوان Shīz Lín yuán

اسم الحديقة مستمد من شكل الصخور الموجودة بها، والتى يقال إنها تشبه الأسود، وتغطي الحديقة مساحة قدرها حوالي عشرة آلاف متر مربع، وتمتاز بالأجنحة الغنية بالنقوش والرسوم والأبراج ذات الأنماط المختلفة، ولكل برج تاريخه وقصته الخاصة. وقد بنيت في عام 1342 خلال عهد أسرة يوان من قبل الراهب البوذي تيانرو ومجموعة من تلاميذه كنصب تذكاري للراهب زهونجفينج Zhongfeng .

داخل حديقة شيز لين يوان في سوتشو

داخل حديقة شيز لين يوان في سوتشو

حديقة كانجلانج Canglang

من أقدم الحدائق الكلاسيكية، وتقع جنوب سوجو، ويتمثل فيها الانسجام بين المباني التي صنعها الإنسان والبيئة الطبيعية، وقبل الدخول إلى الحديقة يواجه الزائر مناظر طبيعية جميلة تتألف من تجمع المياه الخضراء التي تحيط بها أشجار الصفصاف، تحيط بها التكوينات الصخرية المنحوتة تتوزع على قسمين في الشرق والغرب، واستخدمت الحجارة لصناعة تلة صخرية صغيرة تبدو وكأنها طبيعية، كما يرى الزوار تشكيلات حجرية فريدة من نوعها ومجموعة من الأشجار القديمة.

جانب من الخضرة في حدائق سوتشو

جانب من الخضرة في حدائق سوتشو

مدينة زهوزينج Zhuozhuang 

تعتبر مدينة مائية كاملة بقنواتها المتداخلة وجسورها العديدة، وتقع على بعد 30 كيلومتر جنوب شرق سوجو، وتمتد على مساحة 52 ألف متر مربع (12.85 فدان)، ونظراً لجمال الحديقة وتصاميمها الفريدة صنفتها اليونسكو ضمن موقع التراث العالمي، وتم تعيينها كواحدة من الآثار الثقافية ذات الأهمية الوطنية في الصين، وواحدة من أهم الأماكن السياحية فيها.

جانب من الخضرة في حدائق سوتشو

جانب من الخضرة في حدائق سوتشو

ومن الوجهات السياحية والتاريخية المهمة في سوتشو تل النمر أو “تايجر هيل” Tiger Hill وسُمي بذلك لشكل التل الذي يبدو كالنمر الرابض، ويرجع البعض التسمية إلى أسطورة تقول أن نمر أبيض ظهر على التل لحراسته بعد دفن الملك هيلو، وظل التل مقصداً لآلاف من السياح منذ سنوات، ونُحت على صخوره مقولة لشاعر صيني شهير يُدعى سو شى تقول: “إنه لأمر مؤسف إذا كنت قد قمت بزيارة سوتشو ولم تقم بزيارة تل النمر”.

بوابة Chang Men القديمة في سوتشو ليلاً

بوابة Chang Men القديمة في سوتشو ليلاً

أما بالنسبة للوصول لمدينة سوتشو فعلى الرغم من كونها مقصد سياحى مهم، إلا أنه لا يوجد فيها مطار دولي خاص في الوقت الحاضر فمن الأفضل استخدام المطارات القريبة مثل مطار شنغهاي الدولي الذى يبتعد حوالى 86 كيلومترا عن سوجو، ويمكن للمسافرين الوصول سيراً على الأقدام إلى محطة سكة حديد شنغهاي، ثم ركوب القطار إلى سوتشو الذي يصل في حدود ثلاثين دقيقة. وأيضاً مطار بودونغ الدولي على بعد 120 كيلومتر من سوجو، وتوجد حافلة من المطار إلى سوجو.

وتعد محطة قطار سوجو، التي تم تجديها العام الماضي، البوابة الرئيسية للمسافرين عن طريق القطارات فائقة السرعة والمتصلة بالمدن الصينية الرئيسية، وهي أكثر وسيلة يستخدمها الزوار المحليين والدوليين.

إقرأ أيضا: الفنادق في سوتشو

مدينة سوتشو.. البندقية في الصين

مدينة سوتشو.. البندقية في الصين

شارك برأيك