إذا كنت من عشاق البحر وأسراره، من المؤكد أن شاطئ الزجاج في كاليفورنيا سيجذب انتباهك، وذلك ليس لنقاء مياهه أو كونه واحدا من أنقى الشواطىء في العالم، بل لأنه الأكثر إثارة للاهتمام بينها جميعا، ولا عجب في ذلك فهذه الشاطىء لا يتكون من الرمال البيضاء الناعمة كغيره على وجه الأرض، ولكنه يتكون من قطع مهولة من الزجاج الذي يتلآلآ في أشعة الشمس ليبدو كالجواهر المصقولة في مظهر فريد وجذاب.

يقع الشاطىء الزجاجي في مدينة فورت براغ في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد واحدا من أشهر المزارات السياحية بالولاية، إذ يقبل على زيارته ما يقرب من 1200 زائر يوميا خلال فصل الصيف، نظرا لما يتمتع به من مشهد رائع قليلا ما تجده في مكان أخر.

يعود سبب تكون هذا الزجاج بتلك الأعداد الكبيرة على الشاطىء إلى قيام أهل المدينة في عام 1906 إلى إلقاء جميع مخلفاتهم به، بما في ذلك السيارات القديمة وقطع غيارها، واستمر الأمر على ذلك حتى عام 1967، حين أعلن مجلس مراقبة الموارد المائية بولاية كاليفورنيا وقادة المدينة بهذا المجال إغلاق شاطئ الزجاج مع إجراء برامج تنظيف مختلفة طويلة المدى لسنوات.

وعلى مدار الأعوام أزيلت في نهاية المطاف جميع المعادن وغيرها من المواد وبيعها كخردة، إلا أن البحر كان قد اختذل الكثير منها، ومع حركة المد والجذر بدأت تظهر قطع الزجاج بهذا الشكل الملون الفريد، والذي حاز على إعجاب الجميع من الزائرين.

وفي عام 2002 قررت السلطات ضم جزء من شاطئ الزجاج إلى منتزه ماكريشر الوطني، ما زاد من أعداد الزائرين بشكل كبير.

وعلى الرغم من التحذيرات التي عادة ما تطلق لمنع السائحين من اقتناء تلك القطع الزجاجية الرائعة واللافتات الموجودة بالموقع، يؤكد الكثير من الزائرين على عدم جدواها، فعادة ما يحرص البعض على جمع بعض الزجاج لا سيما ذو اللون الأخضر نظرا لجماله، وهو أمر مخالف للقوانين.

ويعد هذا الشاطى واحدا من عجائب الطبيعة الرائعة وأغربها، خاصة مع التأكيدات على عمق الزجاج الملون على الشاطى ووجوده بأعداد لا تنتهي، حتى أنك لو قمت بالحفر بعمق سترى أيضا أروع هذه القطع مدفونة في مشهد رائع مثير للاهتمام.

شارك برأيكإلغاء الرد