نواكشوط العاصمة الموريتانية تقع في أقصى غرب موريتانيا على شواطئ المحيط الأطلسي، وتربطها بباقى المدن الموريتانية شبكة من الطرق البرية أهمها طريق الأمل، ويفوق عدد سكانها مليون نسمة.
ولقد عانت “نواكشوط” كبقية البلاد من وطأة الاحتلال الفرنسى لمدة ستين عاماً، وقد انبهر الفرنسيون بجمالها وسحر طبيعتها وعادات أهلها الغريبة، حتي باتت مزارًا سياحيًا، و”قبلة” لعاشقي المغامرات البحرية، كما تُعد واحدة من أفضل أماكن الصيد البحري في العالم، وتُقدم للسائحين أنواعًا مختلفة من المغامرات البحرية؛ فهناك رحلات الصيد البحري والمتاحة طوال فترات السنة حيث يمكن للسائح الاستمتاع بالصيد البحري وصيد الأسماك المختلفة، خاصةً أن شواطئ نواكشوط، تتمتع بوجود أنواع غريبة من الأسماك لا يمكن مشاهدتها إلا على ساحلها الأطلسي، فهناك أسماك التونة؛ القرش، الأسقمرى، القباب، الترس. ويبدو أن السر فى وجود هذه الأنواع من الأسماك فى هذه المنطقة هو أن هذه المنطقة من المحيط الأطلسي يمر من خلالها تيار الكناري، الذي يجلب معه الكثير من الأسماك النادرة.
حوض آرجين
ومن أبرز الجولات السياحية فى نواكشوط: زيارة حوض آرجين أو آرغين ” Banc d’Arguin National Park” وهو مركز تجمع الطيور البحرية، تجتمع فيه آلاف الطيور من مختلف الأنواع، وهذا المركز مُصنف كمحمية طبيعية دولية تابعة لليونسكو لأهميته، ويقع مركز آرغين يقع على شاطئ المحيط الأطلسي في منطقة من الجزر الطبيعية شديدة الجمال، وعلى مساحة 12000 كلم مربع، وبأرخبيل يتكون من أكثر من 102 جزيرة، وتقع المحمية علي بعد 150 كيلومتر شمال نواكشوط علي الطريق الرابط بينها وبين مدينة أنواذيبوا، ويُعد هذا المكان وجهة عالمية للسياح الذين يغامرون للإستمتاع بالأماكن الاستثنائية فى العالم.
وقد انتبهت السلطات الموريتانية لأهمية حوض آرجين، فأنشأت عدة مؤسسات رسمية هدفها المحافظة على تلك المحمية الطبيعة، وتجنيبها بقدر المستطاع الأضرار البيئية والبشرية.
وزيارة هذه المحمية تمثل تجربة فريدة وممتعة حيث يمكنك الاستمتاع برؤية آلاف الطيور الجميلة و هي تتجول على الشاطئ، وعلى الجزر القريبة منه وتحلق في الجو بتشكيلات مختلفة وبشكل بديع وساحر. وبعد زيارتك لتلك المحمية بشاطئها وطيورها الخلابة، من الممكن أن تأخذ قسطًا من الراحة داخل إحدي الخيام المقامة على الكثبان الرملية المنتشرة فى نواكشوط والمطلة على المحيط، أو تنتظر ليلاً لمشاهدة بعض من الفنون الشعبية الموريتانية.
سياحة دينية
ولكونها عاصمة لدولة إسلامية، فتكُثر في “نواكشوط” المساجد، ويُعد مسجد المغرب نفحة من الأندلس، وقد لعب دوراً كبيراً في نشر الصحوة الإسلامية، كما أن له موقعًا استراتيجيًا لوقوعه بين معلمين ثقافيين مهمين هما دار “الشباب الجديدة” التي تحفه من الجنوب، و”المركز الثقافي المغربي” الذي يحفه من الشرق، فيما يحفه من الشمال والغرب أسواق وأحياء العاصمة.
وقد بدأت قصة بناء “مسجد المغرب” في نهاية السبعينيات من القرن الماضي عندما أمر الملك المغربي الحسن الثاني ببناء هذا المسجد، الذى يعد تحفة تاريخية ومعمارية في عاصمة أحفاد المرابطين. وتفاجأ سكان نواكشوط بعد بناء المسجد لجماله العمراني، لأنه حمل بعضا من لمحات المساجد فى الأندلس؛ فالمبنىمستوحي من فن العمارة المغربي الأندلسي، ويتمتع المسجد بمنارة عالية بارتفاع عدة أمتار، وقاعة رئيسية للصلاة، تحتل الجزء الأكبر من المسجد، ومنبر ورواق دائري يمثل مكاناً فسيحاً لمرور المصلين من وإلى المسجد إضافة إلى الملحقات الأخرى.وتتميز البناية عامة بنقوش وزخارف وألوان خضراء وفسيفساء حجرية ورخامية روعي في وضعها الذوق الإسلامي.
وهناك مسجد السعودية ويعرف أيضا باسم “المسجد الجامع” أو”المسجد الكبير”، وقد أمر الملك فيصل ببنائه في السبعينات من القرن الماضي، ومسجد ابن عباس ويعرف بـ “الجامع العتيق”، وقد بنته تونس سنة 1963 وهو أول مساجد العاصمة نواكشوط.
منتجعات وشواطئ
تتميز مدينة نواكشوط ذات الرمال البيضاء الناصعة بوجود مجموعة من المراكز والمنتجعات المطلة على الشاطئ الخلاب مباشرة؛ حيث يمكن للعائلات قضاء إجازتها هناك؛ حيث توفر تلك المنتجعات أقساماً خاصة للاقامة، ويمكن من خلال تلك المنتجعات الاستمتاع بشاطئ المحيط الاطلسي بمياهه الزرقاء الصافية ورماله البيضاء الناصعة سباحة ولعباً بالأمواج والرمال البيضاء وممارسة لرياضة ركوب الأمواج وممارسة للصيد بواسطة الصنارة اليدوية من على الشاطئ، كل هذا في منطقة خاصة منعزلة من الشاطئ.
كما يُمكن زيارة الأسواق العامة والشعبية في نواكشوط ومركز المدينة، وسوق التحف والصناعات التقليدية، والمتحف الوطني ومركز الصيد التقليدي على الشاطئ.
[ad#Ghada Links]