هو من أقدم و أشهر متاحف التاريخ الطبيعي في العالم؛ إذ يرجع بناؤه وتكوين مجموعة معروضاته إلى ما قبل 250 عاماً، ويضم بين جنباته ما يبلغ في مجموعه 25 مليون قطعة علمية مخصصة للعرض.

يشغل متحف التاريخ الطبيعي أحد القصور العريقة في العاصمة النمساوية فيينا

يوجد متحف التاريخ الطبيعي Naturhistorisches Museum أو Natural History Museum Vienna في أحد القصور الشاهقة في العاصمة النمساوية فيينا منذ العام 1889، وتتوزع المعروضات على طابقين و39 صالة عرض، ويضم مجموعة متحفية دائماً ما تُوصف أنها ذات ثراء مستمر وتجدد ملموس، وبعضها من المعروضات القيمة التي لا مثيل لها في مكان آخر، والتي تؤرخ لمختلف أنواع العلوم.

بُنى متحف التاريخ الطبيعي بتمويل من القيصر (فرانتس جوزيفز) الأول (1830-1916) بتصميم المهندسين جوتفريد سيمبر، وكارل هازيناور. وقد استمرت عمليات البناء في المتحف من عام 1871وحتى1881، وتم افتتاحه في العاشر من أكتوبر عام 1889.

داخل متحف التاريخ الطبيعي في فيينا (laperm.wordpress)

تاريخ المجموعة المتحفية

في العام 1750 اشترى قيصر النمسا فرانتس الأول (شتيفان فون لوثرنجن) زوج ماريا تريزا المجموعة الشخصية للعالم (يوهان ريتر)، والتي كانت في ذلك الوقت أضخم وأشهر مجموعة مقتنيات للتاريخ الطبيعي في العالم، ووضع بذلك الأساس لإنشاء متحف التاريخ الطبيعي.

وضمت المجموعة ثلاثين ألفاً من القطع العلمية النادرة من بينها حفريات نادرة، وقواقع بحرية، وصدفيات، ورخويات، وشعاب مرجانية، بالإضافة إلى المعادن والأحجار الثمينة التي كانت من مقتنيات العائلة الملكية نفسها، لكن بالمقارنة بالكثير من المقتنيات الملكية والتي يحتويها المتحف فقد كان  لمجموعة (يوهان ريتر) أفضلية لطبيعتها العلمية.

ولقد أحب القيصر مجموعته كثيراً بحيث لم يكن يمر يوم دون أن يطالعها ويتفقده، كما لم يبخل عليها لا بالجهد ولا بالمال من أجل أن يزيدها وينميها. وبعد وفاة القيصر فرانتس (شتيفان) وهبت زوجته المجموعة لملكية الدولة العامة وفتحتها للزيارة العامة.

يضم المتحف عدد غير قليل من الديناصورات وغيرها من الحيوانات المنقرضة

معروضات المتحف

تتنوع معروضات المتحف بين معروضات من مجموعات الملوك الشخصية وتجارب العلماء وأبحاثهم، بالإضافة إلى مجموعات الرحالة ومحبي السفر والترحال، بجانب القطع الطبيعية النادرة والمعادن الثمينة والحفريات والديناصورات الضخمة والقطع المكتشفة التي ترجع لعصور ما قبل التاريخ. كل هذا أهله ليكون من بين أفضل عشرة متاحف في العالم.

جزء من مجموعة المعادن والأحجار النادرة التي يعرضها متحف التاريخ الطبيعي في فيينا

تمثال “جميلة ولندورف” الذي يعود تاريخه إلى 25 ألف عام

يضم الطابق الأرضى للمتحف عشر صالات عرض مرتبة بالأرقام، وتعرض قاعات العرض 3،2،1 المعادن والمواد العضوية الكيميائية النادرة والثمينة. وفى القاعة رقم “4” تُعرض قطع الماس والصخور النادرة بأشكالها المختلفة وتاريخها على مر العصور. ويوجد فى قاعة العرض رقم “5” أكبر معرض للنيازك في العالم حيث يعرض فيها أكثر من 100 نيزك مختلف سقط على الأرض في مراحل مختلفة في التاريخ.

وفي القاعات 9،8،7،6 يتم استعراض تاريخ الأرض في صورة معلومات عن كوكب الأرض ومحيطه الحيوي والكائنات الحية ومعلومات عن الإنسان والسلالات البشرية،  بالإضافة إلى استعراض العصور الجيولوجية المختلفة، والحفريات التي تلقى الضوء على تطور النباتات المختلفة.

ولا يخلو متحف التاريخ الطبيعي في فيينا من هياكل وحفريات الزواحف العملاقة المنقرضة مثل الديناصورات. وفي طابقه الأرضي تحفة فريدة وهي تمثال Venus of Willendorf جميلة ولندورف أو امرأة ولندورف، وهو تمثال كامل لامراة يعود إلى 25000 عام.

و في الطابق العلوي يستعرض المتحف تاريخ وتطور الحيوانات والطيور المختلفة، ويلمس الزائر تنوعاً هائلاً في الحفريات المعروضة التي تحكى التاريخ الزمني لتطورها على سطح الأرض. وتحتوي مكتبة متحف التاريخ الطبيعي على أكثر من 200 ألف مجلد من القرن الثامن عشر، منها 50 ألف مجلد تعود إلى ما قبل العام 1900 الميلادي.

يُمكن أن تشاهد مزيد من الصور لمعروضات متحف التاريخ الطبيعي في فيلكر، وصورة بانورامية لمبنى المتحف في 360cities، ومعلومات عن أوقات الزيارة والعنوان من موقع فيينا.

شارك برأيكإلغاء الرد