أن تزور مدينة روما اليوم يعني أن تزور متحفاً مفتوحاً على مصراعيه، آثار وأوابد تاريخية قائمة على مر العصور، تحولت إلى وجهة سياحية وثقافية تستقطب الزوار من مختلف أرجاء المعمورة.
في قلب المدينة الخالدة، يقف صرح معماري ضخم، ناصع البياض، يدعى الفيتّوريانو نسبة إلى الملك فيتّوريو إيمانيوليه الثاني، ملك إيطاليا بعد الوحدة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، أمر ببنائه إبنه وخلفه على العرش الملك فيتّوريو إيمانويليه الثالث. المشروع بدأ في عام 1885 وأفتتح في عام 1911، بينما البناء إنتهى بشكله الحالي في سنة 1935.
الفيتّوريانو يقع تحديداً في ساحة البندقية، على أطراف تلّة الكابيتول حيث نشأت مدينة روما ومن هناك بدأ رومولوس بحكمها في عام 753 ق.م. حول المعلم تتواجد المنتديات الرومانية ومدرج الكولوسيوم، وكذلك تلّة البلاتينوم مقر الأباطرة.
البناء المعماري ينتمي إلى العمارة الكلاسيكية الجديدة، تلك العمارة التي تحاكي الفترة الكلاسيكية الإغريقية والرومانية. فهو مزيج من المعبد الإغريقي وأقواس النصر الرومانية. بني على يد المعماري جوزيبّيه ساكّوني ولكنه توفي قبل الإنتهاء منه فأسند المشروع إلى مجموعة من المعماريين المميزين في تلك الفترة.
المعلم يفتح أبوابه للزوار مجاناً كل يوم ابتداءً من الساعة الـ 09.30 وحتى الـ 18.30 من الإثنين إلى الأربعاء، في حين أنه يبقى مفتوحاً حتى الـ 19.30 أيام الجمعة والسبت والأحد.
يمكن البدء بزياة شعلة الجندي المجهول فور صعود الأدراج، حيث يحرسها جنديان وتحيط بها الإلهة روما ومنحوتات مستوحاة من أشعار الشاعر الروماني القديم فرجيل.
بعد الشعلة ، نلتقي بتمثال الملك فيتّوريو إيمانويليه الثاني وهو يمتطي حصانه بكل شموخ. ومن ثم نصل إلى قاعات المجمع حيث تتوزع الصالات والمتاحف، منها متحف أعلام القوات الوطنية ومتحف الإحياء الذي يجسد مراحل النضال ومن ثم الوحدة.
في الأعلى يمكن الإستراحة والتمتع بمشاهدة روما أثناء إحتساء فنجانٍ من قهوة الإسبريسّو في المقهى العلوي.
لكن الإطلالة الحقيقية والمميزة تكمن في أعلى المجمع حيث أن الوصول إلى هناك يتطلب تذكرة لصعود المصعد للتمتع بإطلالة بانورامية نادرة لمشاهدة المدينة من جميع الجهات.
سعر التذكرة 7 يورو للبالغين و 3,5 لمن هم دون 18 وما فوق 65 سنة، في حين إنها مجانية للأطفال حتى سن العاشرة.
الفيتّوريانو بني كرمز لإيطاليا موحدة بعد عهد القياصرة والبوابات، وإبراز مكانة وعظمة روما التي أختيرت لتكون عاصمة لإيطاليا، مقدمة بذلك وحدة البلاد وحرية شعبه.
العمل لم ينال إعجاب الكثيرين في حينه، فأطلق عليه النقّاد كعكة الزفاف والآلة الكاتبة. لكن للجمهور والسياح رأي آخر اليوم، الأمر الذي يمكن أن نراه مع العدد الهائل من الزوار.
إعداد: غياث رمّو ، مرحبا روما
قد يعجبك أيضا: أهم الأماكن السياحية في روما
