من مختلف بقاع شرق آسيا والعالم بأسره يأتي السياح ليستمتعوا بجمال جزيرة “جيجو” في كوريا الجنوبية الجاذب للقلوب والساحر للعقول، بما تتميز به ن طقس استوائي وتمتلئ به من مناظر طبيعية وشواطئ وشلالات وجبال سامقة ومساحات خضراء شاسعة تمكنك من لعب العديد من الرياضيات مثل الجولف وركوب الخيل وتسلق الجبال والصيد بطبيعة الحال فضلاً عن المرتفعات الساحلية الرائعة والمتاحف الممتازة.
جزيرة جيجو
عندما تصل إلى مطار “جيجو” الدولي بعد سفر ساعة من مدينة سيول، تسيطر عليك حيرة من أين تبدأ؛ فالجزيرة تضم بين أركانها وأطرافها جميع مفاتن الطبيعة، حتى استحقت أن تكون بين عجائب الدنيا الطبيعية السبعة عام 2011، كما نالت في عام 2007 لقب “ممثلة للتراث الطبيعي العالمي” من قبل لجنة التراث العالمي في منظمة اليونسكو.
تقع جزيرة جيجو جنوب شبه الجزيرة الكورية ومساحتها حوالي 1846 كيلومتر مربع، أما مدينة “جيجو” عاصمة الجزيرة فتعتبر منتجعاً سياحياً بسبب طقسها الاستوائي الذي يكون فيه الفصول الأربعة متمايزة، حيث يكون الشتاء بارد وجاف والصيف حار ورطب وأحياناً ماطر، لذلك تستقبل سنوياً ما يصل إلى 4 مليون سائح.
عندما تطأ قدمك أرض مدينة جيجو وتستقل السيارة متوجهاً إلى الفندق الذي ستقيم فيه، ستلمح عيناك أكثر الطرق جمالاً في كوريا وهو طريق غابة “بيجاريم” المحاط بحقول الأرز، طويل القامة مهيبة وحقول العشب الفضي الذي يلمع كضوء الشمس، ولا تنسى أن تجلب آلة التصوير الخاصة بك، لما يعرف به هذا الطريق كموقع تصوير شعبي بسبب انتشار مزارع الرياح على جانبيه، حيث الخيول تتجول في حرية تامة حول قواعد الجبال البركانية الصغيرة التي تشتهر بها الجزيرة.
تشتهر “جيجو” كذلك بنساء هاينيو الغواصات اللاتي تعملن على اصطياد وجمع حيوان “أذن البحر” وغيرها من المأكولات البحرية دون جهاز للغطس، لذلك تمتلئ الجزيرة بتماثيل الغواصات في متحف “هاينيو” حتى يبدو وكأنه متحف “سنو وايت” بنظارات إلا أن هذا المتحف يختلف بأن تجد فيه التماثيل لسيدات أقوياء تجلس القرفصاء وهن اللاتي ظللن يعملن في هذا المجال حتى بلغن سن الستينات أو السبعينات.
والجدير بالإشارة أن الجزيرة كانت وجهة رئيس الوزراء الكوري في شهر العسل، وبالتاكيد فإن جزيرة جيجو” مكان حيوي للسياح من كل أنحاء العالم، حتى استطاعت الفوز أكثر من مرة باعتبارها محمية طبيعية وحديقة جيوليجية، حيث يوجد به فوهات بركانية مذهلة مخروطة الشكل، تشبه الهضاب التي يكسوها الخضرة، وفيها أطول نفق للحمم البركانية في العالم.
من المؤكد أن جمال الجزيرة يستحق القتال حتى تحظى برحلة إلى هناك، ولا شك أن نقطة جذب عشاق “جيجو” هي جزيرة “سيوبجي كوجي” التي لا تكفيها الكلمات وصفاً، ويتجلى جمالها بحق في فصل الربيع حينما تبارز أزهارها “الكونولا” الطبيعة حيث ساحل الجزيرة المطل على مياه المحيطات، والذي يطبع الصورة بالخلفية الزرقاء الغنية.
ولدى زيارتك للمتحف الوطني في “جيجو”، ستكتشف أن تمرد 1948 كان جزءاً أصيلاً في تقاليد المواطنين، حيث توضح التماثيل في المتحف كيف استمر شعب “جيجو” في مقاومة غزو المغول ليخرجوا من بلادهم حتى مناهضتهم المستمرة وحربهم المتواصلة مع اليابانيين الذين احتلوا كوريا خلال النصف الأول من القرن العشرين، كما يوجد متحف “الملتوي” حيث يجسد حالات الحب بين العشاق والأزواج، حيث أكثر من 140 تمثال موجود في الهواء الطلق، كما يضم متحف مجموعة مختلفة من شتى أنحاء العالم، حيث دمى على شكل الموناليزا أو نابليون وغيرها الشخصيات العامة المهمة.
بالإضافة إلى ذلك توجد المأكولات الشهية والرائعة وتشتهر “جيجو” بعدة أكلات منها “يوكجانج” وهو أشبه بمرق لحوم البقر، و “سامجتجاج” عبارة عن حساء دجاج بجواره دجاجة كاملة، كذلك يوجد “أذن البحر” مع الأرز باعتباره عصيدة، كما توجد وجبتين للخنازير السوداء المعروف بها جزيرة جيجو حيث يقدم اللحم على ألواح دهنية سميكة مع معجون الصويا والكيمتشي الملفوف.
وتوجد بالجزيرة العديد من الشلالات مثل شلالات جيونج بانج وشلالات تشيونجييون، وفي نهاية يومك أو حتى رحلتك ستشعر وكأن جيجو قامت بلدغك أو قرصك، وكلما اعتقدت أنك رأيت كل ما فيها وفهمتها جيدا زاد يقينك بأن هذه الجزيرة لا يكفيها زيارة واحدة لاستيعابها والوقوف على ما فيها من مآثر ومفاتن.
إقرأ المزيد عن السياحة في كوريا