على الرغم من اختلاف العادات والتقاليد بين الدول العربية، إلا أن معظمها يجتمع ويتلامس فيما يتعلق بعادات استقبال عيد الفطر المبارك، فالحلوى والكعك عادة ما يزينون البيوت العربية في انتظار الصائمين بعد شهر رمضان المعظم، وللتعرف على عادات الطعام في الدول العربية خلال استقبال فرحة العيد انضم إلى “موسوعة المسافر” في السطور التالية.

تشتهر العائلات المصرية بإعداد كعك العيد خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان

مصر

تنبعث خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان في بيوت الأسر المصرية رائحة الكعك، والذي تتفنن النساء في عمله مع الحلويات والمعجنات الأخرى التي تقدم للضيوف من الأقارب والأصدقاء ابتهاجا بقدوم عيد الفطر. ويعد الكعك من أبرز مظاهر الاحتفال، ويتكون من دقيق وسمن ولبن وخميرة ومكسرات أو ملبن أو عجوة (تمر مجفف) يتم خلطها بمقادير محسوبة.

وفى التاريخ الإسلامي، يرجع تاريخ كعك عيد الفطر إلى الطولونيين حيث كانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها “كل واشكر”، ثم أخذ مكانة متميزة في عصر الإخشيديين، وأصبح من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر حيث وتحول الكعك بمرور الوقت إلى عادة تحرص الأم المصرية على تقديمها للأسرة والضيوف فى العيد، واصبح وجود الكعك في العيد في بيوت المصريين واحدا من مظاهر التراث وخاصة في المناطق الشعبية.

يعد الخنفروش أشهر وجبات عيد الفطر في الإمارات

الإمارات

تتسم مباهج العيد في الإمارات بالموروث الشعبي الذي يحرص عليه الآباء والأسرة عموماً، بدءاً من الخروج إلى مصليات العيد في الصباح لتنطلق الألسن بالتكبير والتهليل معلنة بداية مظاهر اليوم الأول بتأدية هذه الشعيرة المباركة.

وبعد تبادل التهاني يتناول الناس وجبات العيد الشعبية المتعارف عليها، كوجبة الهريس المعروفة، والحلوى العمانية والقهوة العربية، وذلك في أجواء عائلية تنمّ عن الترابط والتكامل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، إضافة إلى أشكال أخرى من الحلويات والقهوة العربية وأنواع مختلفة من التمور التي تقدَّم في وجبات الصباح.

تقبل العائلة التونسية بالخصوص على أصناف من الحلويات بعينها

تونس

تقبل العائلة التونسية، بالخصوص، على أصناف من الحلويات بعينها وذلك على غرار البقلاوة، ذات الأصول التركية، والغريبة والمقروض، وهي تشكيلة من الحلويات التي تبقى في تناول العائلة التونسية ككل. إلا أن البعض الآخر من العائلات له عادات وتقاليد مختلفة ويسعى إلى صنع كعكة الورقة، ذات الأصول الأندلسية، والتي تتكون بالأساس من اللوز.

وفي حين يقبل أهالي الجنوب التونسي، وخاصة مدينة تطاوين على حلويّات قرن الغزال، وهي حلويات محشوّة بالفواكه الجافة على غرار اللوز والفستق، تتفق العائلات التونسية على إعداد أو شراء المقروض القيرواني الذي يعدّ من المكوّنات الأساسية لحلويات العيد. وتصنع منه أصناف كثيرة من بينها المقروض بالعسل والمقروض بزيت الزيتون والمقروض بالتمور وغيرها من الفواكه الجافة.

تتنافس ربات البيوت بالجزائر على تحضير أطباق خاصة خلال أيام عيد الفطر

الجزائر

تبدأ جموع المصلين في الجزائر بالتجمع لأداء صلاة العيد، وبعد أداء الصلاة و الاستماع للدعاء  يتم التوجه للأهل والجيران والأصدقاء وتهنئتهم بالعيد السعيد وعقب صلاة العيد تسارع الأسر الجزائرية في تبادل الزيارات واحتساء القهوة مصحوبة بحلوى العيد، وهي من العادات الأكثر شيوعاً. كما تتبادل الأسر الحلوى صباح أول أيام العيد، وتحرص معظم العائلات على التجمع في بيت كبير العائلة لقضاء اليوم كله مع الأقارب والأرحام.

ولشساعة مساحة الجزائر تختلف الأطباق والحلويات والعادات بالتأكيد بين الشرق والغرب والوسط والجنوب الواسع، وفي غالب البيوت تشرع ربات البيوت في إعداد صنوف من الحلويات التقليدية كـ ” المقروط ” و” الصامصة ” و” التشاراك ” فضلا عن “الغريبية” و”الشباكية”.

تشتهر الرياض في عيد الفطر بعصيدة التمر و«حلاوة بالسكر»

السعودية

وفي السعودية، تختلف حلويات وولائم العيد بحسب المناطق، إلا أن المنطقة الغربية لا سيما مكة والمدينة وجدة تتميز بتشابه عاداتهم ومأكولاتهم في المناسبات والأعياد، فلا تكاد تخلو بيوتهم خلال الأيام الأخيرة في شهر رمضان بعض الفواكه المجففة والمكسرات، المستخدمة في صنع “الدبيازة” التي تعتبر الطبق الرئيسي في إفطار عيد الفطر المبارك لديهم، إضافة إلى المعمول والغريبة التي يحرص النساء في هذه المناطق على صنعها داخل المنزل على الرغم من وجود محلات تبيعها جاهزة.

كما تشتهر الرياض في عيد الفطر بعصيدة التمر و«حلاوة بالسكر» التي تصنع من السكر والدقيق المعصد، وتعتبر من مأكولات أهل الرياض في العيد، إضافة إلى «الحلاوة التركية» التي تصنع من الزبدة والدقيق والسكر والماء،

تشتهر الأردن بالمعمول في أيام عيد الفطر

الأردن

تعكف النساء في الأردن على صنع الحلويات مثل المعمول والغريبة وأقراص العيد التي تقدم للضيوف مع القهوة السادة، وللبدو نوع من الحلوى خاص بالعيد يُسمى لزّاجيات ويصنع من الطحين والعسل الأبيض.

من أشهر ما يميز البيوت القطرية صباح يوم العيد عند استقبال الاهل والمهنئين ما يعرف باسم “الفالة” أو”الفوالة”

قطر

من أشهر مما يميز البيوت القطرية صباح يوم العيد عند استقبال الاهل والمهنئين ما يعرف باسم “الفالة” أو”الفوالة” وهي عادة اجتماعية متأصلة وعنوان للكرم والضيافة عند أهل قطر، والفالة عبارة عن طعام يقدم للضيوف سواء كانت أيام الأعياد والمناسبات والاحتفالات أو في الزيارات العادية وعادة ما تتكون الفالة من القهوة الخليجية والحلوى العمانية والأكلات التراثية مثل البلاليط واللقيمات والتمر والخنفروش والقرص وغيرها من المأكولات الشعبية، بالإضافة إلى الهريس والثريد والعصيدة.

 

شارك برأيكإلغاء الرد