Booking.com

عند التخطيط للسفر تشكل تكاليف التنقل جزءاً لا يستهان به من ميزانية الرحلة، لاسيما في البلدان التي ترتفع يها تكاليف المعيشة، لكن يبدو أن لهذه المشكلة أكثر من حل خصوصاً للشباب الباحثين عن سفر اقتصادي يناسب دخلهم داخل بلدانهم أو في دول قريبة.

يمكن أن يكون الحل المبدئي أن تشارك صديقك أو مجموعة أصدقاء سيارتهم، لكن إذا لم يتوافر من تعرفه يكمن الحل ببساطة أن تبحث عن شخص مسافر لنفس وجهتك يعرض مكان أو أكثر في سيارته مقابل أجر أقل بكثير من تكاليف تذكرة القطار أو الطائرة، في صفقة تبدو مربحة لأطراف عدة؛ فمن ناحية تقتصد في مصاريف السفر، والسائق يوفرعلى الأقل ثمن الوقود، بل من السائقين من يعتبر هذه الطريقة مصدر لدخل إضافي، بجانب تقليل ازدحام الطرق وتلوث البيئة.

شارك بسيارتك أو شارك غيرك!

الشراكة في السفر ـ كاربولينج

تخصص بعض الدول حارات للسيارات التي تضم مسافرين أو أكثر

وفكرة تشارك أكثر من شخص في سيارة واحدة أو ما يعرف باسم Car pooling أو Car Sharing أو Ride-Sharing، ليست جديدة كلياً فتعود بدايتها لفترة الحرب العالمية الثانية وظهرت بقوة في السبعينات من القرن الماضي بسبب أزمة الوقود في الغرب، وتلقى الآن تشجيعاً لمزاياها كتقليل تكلفة السفر، وتخفيف التوتر الناتج عن القيادة كل يوم، في حال توفر سيارة شخصية، كما يُنظر إليها كوسيلة صديقة للبيئة بتقليل عدد السيارات ومن ثم عوادمها وتلوث الهواء. حتى أن بعض الدول خصصت حارات في الطرق السريعة للسيارات التي تنقل أكثر من شخصين، وكذلك مساحات في مواقف السيارات.

ولعب الإنترنت دوراً كبيراً في انتشارها بشكل أوسع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي و المواقع المتخصصة لاتفاق الطرفين مثل: carpooling.com mitfahrzentrale، carpoolworld.com في أوروبا. وبالطبع لا يخلو الأمر من تحديات يراها البعض كترتيبات السفر والوثوق من إتمام الاتفاق والخوف من الركوب مع غرباء.

[ad#Ghada648x60]

التجربة الأوروبية

الشراكة في السفر ـ كاربولينج

يلقى مفهوم “الشراكة في السفر” إقبالاً متزايداً

وفي تقرير لموقع “دويتشه فيله” عن “الشراكة في السفر عبر الإنترنت”، ذكر أن فكرة السفر مع غرباء كانت غريبة بعض الشئ ومستبعدة في بدايتها، إلا أن حديث الناس عن تجاربهم لأصدقائهم وأقرباءهم زاد من الإقبال عليها، خصوصاً مع ميزة التعارف على أشخاص جدد من بلدان مختلفة وتبادل الأحاديث في الطريق، بجانب ميزة التوفير في ظل ارتفاع أسعار تذاكر القطارات في أوروبا، وبالخصوص كلما كان وقت الحجز متأخراً. ولأن بعض الأفراد لا يستطيعون التأكد من مواعيد سفرهم قبل شهور فيضطرون لحجز التذكرة في آخر لحظة وبسعر مرتفع.

وكثرت مواقع الإنترنت التي تعرض لخدمات السائقين وبياناتهم الشخصية، والمدن التي يسافرون إليها، ومواعيد السفر، ونوع السيارة، وعدد المقاعد، وكأي خدمة يحاول كل سائق تخفيض ثمن الرحلة لاجتذاب أكبر عدد من الزبائن، كما يتاح للزبائن عرض آرائهم بخصوص السائق والرحلة لمساعدة المسافرين الجدد على الاختيار.

ويشهد هذا النوع من الرحلات إقبالاً خاصةً خلال مواسم السياحة، والعطلات الدراسية. وينقل التقرير عن شاب ألماني تجربته في اللجوء إلى المشاركة في السفر عبر الإنترنت؛ بسبب ارتفاع تذاكر القطار خصوصاً للتنقل من دولة أوروبية إلى أخرى، كما استهوته فكرة إنشاء صداقات جديدة وتبادل الحوار مع أشخاص من دول مختلفة.

“نركب سوا” و”شاركني”..

زحام المرور في القاهرة

دفع زحام القاهرة إلى التفكير في حلول كمبادرة “نركب سوا”

وإذا انتقلنا إلى البلاد العربية فتقاسم السيارات ليست فكرة بعيدة تماماً وإن كان استخدامها أكثر في النقل الداخلي ففي مدينة كالقاهرة يسكنها ما يزيد عن 20 مليون نسمة، وتشكو من زحام خانق دفع البعض إلى طرح مبادارات مشابهة لمساعدة الناس في الذهاب لأعمالهم وأماكن الدراسة والتسوق وتوفير بعض من تكاليف المواصلات وعناء القيادة وازدحام المرور، مع استغلال الإنترنت للتنسيق بين الراغبين في “توصيلة مريحة” مثل موقع “نركب سوا” nerkabsawa.com،و egyptcarpoolers.com، وفي دبي أيضاً  أطلقت هيئة الطرق والمواصلات الحكومية مبادرة باسم “شاركني” لتسجيل ومساعدة أصحاب السيارات والراغبين في الركوب على الاتصال والتنسيق معاً.

[ad#Ghada Links]

شارك برأيك