أساليب غريبة في الدعاية السياحية!

أسلوب جديد بدأت تنتهجه بعض الدول والمدن للترويج عن معالمها السياحية، بغض النظر عن مدى أهميتها أو ما تحويه من لوحات جمالية أو لمحات تراثية عن طريق أسلوب أفعل التفضيل مثل أغرب مدينة، وأرخص دولة، والأكثر رفاهية…، حتى أن البعض لم يجد غضاضة في وصف بعض معالمه السياحية بالأسوأ لجذب الأنظار إليه.

وكثير من هذه التصنيفات تصدر عن منظمات متخصصة، أو خبراء سياحيين، أو من اختيار الجمهور؛ فمثلاً صنف موقع “ياهو ترافيل” قطر كأحد أهم عشرة مقاصد سياحية في العالم في عام 2011 بعدما حصلت على حق تنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2022 !

الأرخص

إذا كان المسح الأخير لأكثر الأماكن غلاءً في العالم، والصادر عن مجلة الإيكونوميست أكد أن طوكيو  لا تزال هي المدينة الأكثر غلاءً في العالم للعيش فيها، إلا أن هناك دولاً احتلت الترتيب الأول من أسفل السلم أي الأرخص في العالم؛ فجاءت كراتشي كأرخص المدن واحتلت المركز 133، ثم تونس في المركز 132، ومومباي وتحتل المركز 131، وطهران وتحتل المركز 130 ، والعاصمة الهندية نيودلهي وتحتل المركز 129.

وبعض الشركات السياحية اتخذت طريق مجلة الإيكونوميست لجذب العملاء لها عن طريق تصنيف تصدره كل فترة عن أرخص الأماكن والمقاصد السياحية.

السياحة العلاجية

ذهب البعض الآخر للترويج عن نفسه عن طريق تصنيف نفسه بأنه الأفضل في مجال سياحي آخر وهو السياحة العلاجية؛ حيث تتوفر تجهيزات طبية وكوادر بشرية تمتاز بالكفاءة العالية و هناك دول تفوقت عن غيرها في هذا المجال وأصبحت مشهورة بهذا النوع من السياحة مثل التشيك، أوكرانيا، ألمانيا، وبعض الدول العربية مثل الأردن والمغرب.

وهناك المجر التي تشتهر بينابيع المياه العلاجية و جنوب أفريقيا في مجال سياحة الاستشفاء والنقاهة، وماليزيا بالفحوصات الطبية الشاملة والجراحات العامة، و ليتوانيا بجراحات تغيير شرايين المعدة والظهر، ومصر لوجود عيون المياه الكبريتية (للمزيد: للسياحة العلاجية مكان.. في مِصر)، وتركيا، والهند، وكوستاريكا الشهيرة بعلاجات الخلايا الجذعية.

الأغرب

ولم تغفل قوائم التفضيل ما سمته بالأغرب على مستوى العالم مثل جزيرة سُقطرى في  اليمن التي يعتقد العلماء أنها انفصلت عن أفريقيا قبل ست أو سبع ملايين عام، وتحتوي على أكثر من 700 نوع من الحيوانات والنباتات النادرة.

وتأتي بعدها أكبر صحراء ملح في العالم “سالار دي يوني” في بوليفيا، وأيضاً ينبوع بركة الدم الساخن في اليابان التي تبدو كما لو كانت مشهداً من أحد أفلام الرعب التي يسيطر فيها مصاصو الدماء على العالم، ولكنها بركة مياه ساخنة تقع في اليابان واكتسبت لونها الأحمر الغريب من تركز عنصر الحديد في مياهها. وفي القائمة كذلك كهف أيسريسينويلت الجليدي في النمسا الذي يعد أكبر كهف جليدي في العالم و يمتد لمسافة 40 كيلومتر.

الأسوأ

وأخيراً لم تخجل بعض المدن من إدراج معالمها كأحد أسوأ المعالم السياحية في العالم بقصد جذب الأنظار، وطبقاً لتصنيف موقع vancouversun، فوصف محطة الحافلات Port Authority Bus Terminal في نيويورك بأنها أقبح وأسوأ البنايات في العالم، حيث يروجون لها بمقولة مضحكة هي “أنه عندما تزور نيويورك وتشاهد مبنى محطة حافلات النقل العام، ستسأل أحدهم عن تاريخ انتهاء العمل من هذا المشروع وسيكون الجواب: “العمل انتهى وهذه هي النتيجة النهائية”!

تأتي كذلك قبة الألفية Millennium Dome في العاصمة البريطانية لندن كأحد أقبح المباني في العالم، بالرغم مما يشمله تصميمها من إشارات التميز؛ فعندما ترى تصميمها من منظور عمودي تراها 365 متراً ويمثل كل متر يوم في السنة، مع وجود 12 عاموداً يمثل عدد أشهر السنة، ناهيك على أنها أكبر منشأة على شكل قبة في العالم، ومع ذلك يراها البعض أنها ضمن الأسوأ.

وفي العاصمة التايلاندية بانكوك تشتهر “بناية الفيل” التي تزيد عن الثلاثين طابقاً ولكنها تبدو للناظر إليها من بعيد للوهلة الأولة كأنها فيل بخرطوم قصير، ويحرص الزائرون لهذه المدينة على التقاط الصور الذكارية لهذه البناية الشهيرة المصنفة ضمن الأسوأ في العالم.

وكذلك الحال في بناية “فانغ يوان” بالصين الذي تأخذ شكل الطبلة ومتحف هونغ كونغ للفنون التي تغطي جدرانه الخارجية عدد كبير من اللوحات التي تفتقد التنسيق الجمالي فيما بينها فلم يعد مستغرباً أن يُصنف كواحد من أقبح وأسوأ معالم هونج كونج السياحية.

وعن فندق الفيرست ورلد في منتجع جنتنج في ماليزيا فحدث ولا حرج، فلم يشفع له المكان الساحر الذي يتواجد فيه أن يكون واحداً من معالم البلد السياحية، حتى جاءت ألوانه الفاقعة المؤذية للناظر إليها لتجعله أسوأ معالم ماليزيا السياحية، ويمكن للقارئ الاستمتاع بأقبح وأسوأ المباني والمقاصد السياحية عالمياً وفق كثير من التصنيفات مثل: vancouversun، Travel &Leisure