حينما تذهب إلى جزيرة كوراساو (Curacao) الواقعة جنوب البحر الكاريبي والقريبة من شواطيء فنزويلا، ستجد غواصة هي الأكثر إثارة في العالم ولا توجد إلا بها، وقد بدأت تجربتها في هذا المكان لأسباب عديدة، وهي غواصة صغيرة مكيفة أسطوانية الشكل أطلقوا عليها اسم (Substation Curacao) تغوص بك إلى عمق 320 متراً، وهو عمق لا يمكن للضفادع البشرية أو الغواصين الوصول إليه لأن ضغط الماء يكون شديداً على أجسادهم.

الغواصة الصغيرة وهي في أعماق المحيط

تكلف تصنيع الغواصة 2 مليون دولار، وخضعت للعديد من الاختبارات لضمان السلامة والأمان، وصُممت بحيث تحمل 4 سياح داخلها بالإضافة إلى قائد الغواصة، وبها خزانين أوكسجين تكفي السياح 3 أيام كاملة لحالات الطوارئ.

تنطلق رحلات الغواصة Substation Curacao أربع مرات يومياً من مكان خاص في الجزيرة يُدعى Bapor Kibra في رحلة رائعة تستغرق ساعة ونصف، تشاهد خلالها أماكن لن يشاهدها إلا القليل من سكان العالم، وذلك من خلال زجاج الغواصة المصنوع على شكل قبة بحيث يوفر أكبر مساحة للرؤية، تشاهد من خلاله الشعب المرجانية والأسماك الملونة وحطام السفن القديمة التي غرقت منذ مئات السنين والمخلوقات الغريبة والنادرة بوضوح في المياه الكريستالية التي تحيط بالجزيرة. ويُمكن أن تشاهد في هذا الفيديو نموذج لرحلة غواصة كرواساو وجمال أعماق الكاريبي.

أروع مناظر يمكنك رؤيتها في العالم

وتتوفر برامج مختلفة للغوص؛ فمثلاً هناك رحلة للشعب المرجانية والأسماك فقط، ورحلة أخرى تذهب أبعد واسمها shipwreck لمشاهدة السفينة الغارقة Stella Mares، وهناك نوع آخر عبارة عن رحلات غوص مع الدلافين تظهر فيها وتلعب بجانب الغواصة في الماء. ويرافق الرحلة عدد من المصورين المهرة لالتقاط صور للركاب في هذا العمق كنوع من تخليد الرحلة بطريقة جميلة، وفي نهاية الرحلة يأخذون الصور على usb.

إحدى السفن الغارقة منذ مئات السنين

تتميز هذه الغواصة “Substation Curacao” عن رياضة الغوص أن ضغط الماء الشديد تحت هذا العمق لا يؤثر على الجسم، وهذا يعني أن الجميع يمكنه ركوب الغواصة بغض النظر عن أي موانع طبية، سواء كانت في الأذن أو القلب أو غيرها من الموانع التي كانت تحول بينهم وبين ممارسة الغوص والاستمتاع به، كما أنك لا تحتاج لأية معدات خاصة ولا ملابس معينة، كما أنها مزودة بكشافات عملاقة وقوية بحيث تبدد ظلمة المحيط.

مزودة بأقوى كشافات كي توضح لك الرؤية

يمتد المكان المناسب لهذه الغواصة بطول 20 كيلو متر على طول الشاطيء الجنوبي الشرقي للجزيرة، وقد تم اختيار جزيرة كوراساو دون غيرها من جزر البحر الكاريبي لأنها الوجهة الأولى التي ينصح بها الغواصون؛ حيث تتمتع بمناخ جاف مما يعطيها رؤية ممتازة، كما أن المياه عميقة جداً ولا تحتاج أن تذهب بعيداً عن الشاطيء، بالإضافة لشواطئها الرائعة ومطاعمها التي تقدم أشهى المأكولات ومبانيها ذات الهندسة المعمارية المذهلة فيها.

ترى كل ما يجري في أعماق المحيط بوضوح

ويبلغ تعداد جزيرة كوراساو  140 ألف نسمة غالبيتهم من الكاثوليك، ويرجع سبب تسميتها بهذا الإسم لأسباب عديدة غالبيتها مجرد أساطير، ولكن السبب الأشهر من بينها هو نسبة إلى الكلمة البرتغالية coração والتي تعني القلب، حيث كانت هذه الجزيرة تقع في منتصف طريق التجارة بالنسبة للتجار البرتغاليين الذين كانوا يسافرون عبر البحر الكاريبي.
أما حديثاً فقد ظهرت جزيرة كوراساو كمكان رئيسي على خريطة السياحة البحرية نظراً لوجود ظاهرة طبيعية بها تُدعى (blue edge)، وتعني وجود انحدار حاد على بُعد أمتار من الشاطيء، مما يجعل الوصول إلى أعماق البحر في غاية السهولة دون الحاجة إلى قوارب تأخذ الغواصين إلى مسافات بعيدة عن الشاطيء، بالإضافة إلى اعتدال الجو بها طوال العام؛ فدرجات الحرارة في الغالب تتراوح بين 26 إلى 28 درجة مئوية. ويُمكن الوصول إلى جزيرة كوراساو من أمستردام على الخطوط الهولندية في رحلة تستغرق 10 ساعات.

[ad#Ghada648x60]

شارك برأيكإلغاء الرد