شهر رمضان الكريم على الأبواب، حيث يفضل الغالبية قضاءه بين العائلة والأصدقاء، واعتقادا أنه شهر للعبادة والجو العائلي فلا يمكن فيه السفر لأنه سيكون من الملهيات، لكن هل يمكن أن يكون من وجهات السفر في شهر رمضان ما يزيد من إيماننا، أو يعرفنا بالآخرين ويجعلنا نستمتع في رمضان كل بحسب ميولاته؟

المسافرون خلال شهر رمضان سيختارون المكان الذي يجمع بين روحانية الشهر والتسوق والحميمية

مكة المكرمة والمدينة المنورة
يعتبر السفر لدى البعض إدمانا ولدى آخرين هوسا، بينما يعده الكثيرون فرصة للراحة ولتجديد النشاط، لكن السفر إلى البقاع المقدسة يعتبر أكثر من ذلك بكثير، إنه أمنية كل مسلم وطموح كل بالغ، وهدف كل من استطاع سبيلا إلى الحج.

لا شك أنه ما من مسلم على وجه الأرض لا يشتاق السفر إلى البقاع المقدسة، وبعد موسم الحج الذي يعتبر أكبر موسم سياحي، فإن شهر رمضان هو الأكثر استقطابا للمعتمرين نظرا للأجر الذي يناله المسلم في هذا الشهر، ونظرا لروحانية المكان لقضاء شهر العبادة.

ستظل مكة المكرمة والمدينة المنورة أفضل الوجهات السياحية في رمضان بين المسلمين، إنها مرتبة لا يمكن أن تزيحها تصنيفات المواقع ولا تصويتات الجمهور طبعا، لأن المسلم يحلم بالذهاب إلى أشد الأماكن روحانية ورهبانية في رمضان، يصبح “السفر في رمضان” حلما وأمنية كبيرة له، ليصلي في المسجد الحرام والمسجد النبوي ويطوف بالكعبة ويزور الوضة الشريفة، يقطع أشواطه ليلقي نظرة على بداية التاريخ الإسلامي بين أوائل المساجد ومواقع الغزوات.

تجربة الإفطار في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف تجارب لن تنسى بالتأكيد، ومن كانت له القدرة فإنه سيحلم بالسفر إلى البقاع المقدسة سنويا شهر رمضان.

ماليزيا
تعتبر ماليزيا دولة إسلامية لكنها تقدم للمسلم العربي الكثير من العادات والتقاليد التي ستفاجئه، إضافة إلى روعة مساجدها وجمال العمران الماليزي الذي يتجلى في إبداع برجي بتروناس التوأم كعلامة فريدة في العمارة الإسلامية الحديثة، وهي من الوجهات التي يفضلها العرب حتى في شهر رمضان.

تعتبر كوالالمبور من أفضل وجهات التسوق في العالم، بما تحتويه من مولات ومراكز التسوق والتي يبلغ عددها 70 مركز تسوق، تقدم عروضا مميزة جدا من التخفيضات خلال فترة شهر رمضان، لكن ينصح أيضا عدم البقاء فقط بين جنبات المدينة العصرية والمولات، والخروج منها إلى الأسواق الشعبية والأسواق الليلة الموجودة كل ليلة في رمضان.

بما أن الفرصة قدمت لك ماليزيا كوجهة سياحية رمضانية، فمن الأفضل استغلالها للتعرف على عادات الماليزيين وتقاليدهم، طريقة إفطارهم وتنوع موائدهم، مع عدم الإغفال بحضور الموائد الرمضانية التي تقام في المساجد، لا تنس أيضا تذوق مختلف أنواع أطعمة المطاعم العربية ولم لا الإيرانية والهندية والباكستانية الموجودة هناك، بما أن الفرصة تتيح التعرف عن كثير من الثقافات.(طالع المزيد في جولة بين بعض العادات الماليزية في رمضان)

الطعام الحلال والضيافة جعلتا ماليزيا من الوجهات التي يفضلها العرب حتى في شهر رمضان

تركيا
هل يمكن أن يكون رمضان في تركيا مميزا؟ نعم سيكون السفر رائعا جدا وقضاء عطلة لا تنسى، والوجهة الأفضل ستكون طبعا في إسطنبول حيث تزخر هذه المدينة بالتاريخ الإسلامي الذي لن تتشبع بالرجوع إليه، ويأخذك الحنين إلى أيام الخلافة العثمانية في كل حجارة المباني التي تطالعك من كل جانب، ولا سيما المساجد والقصور والحمامات والأسواق الشعبية إضافة إلى متحف آية صوفيا. (إسطنبول: رحلة إلى عاصمة تركيا التاريخية)

“الجامع الأزرق” أو مسجد السلطان احمد، جامع “السليمانية”، مسجد الفاتح، مسجد السلطان أيوب، مسجد بايزيد، مسجد والدة سلطان، مسجد آية صوفيا الصغير والعديد من المساجد الرائعة التي تقام فيها صلوات التراويح، فتتعرف فيها إلى قلوب من الناس لا تتحدث لغتك إلا قرآنا، ووجوها لا تخفي ابتسامة إذا ما لقيتك.

إضافة إلى الأجواء الروحانية التي ستجدها، فليس خافيا على أحد ما للأسواق من متعة في إسطنبول، حيث تزداد نشاطا في رمضان، وتعرض مختلف المنتوجات بين الأطعمة والبهارات أو الألبسة والتحف الفنية والتقليدية.. لا تنس زيارة “البازار الكبير” فتجربته لن تمحى من ذاكرتك، وأيضا السوق المصري أو سوق العطارين، والمولات الحديثة. (إذا كنت تنوي زيارة تركيا ،فلابد أن تعرف كيف تتنقل في اسطنبول بأقل تكلفة وأكثر سلاسة)

هل يمكن أن يكون رمضان في تركيا مميزا؟ ما رأيك في الإفطار أمام مسجد السلطان أحمد؟

المغرب
بعيدا عن التغني بجمال المغرب وتمسك شعبه بكثير من التقاليد التي تجذب السائح أينما كان، هناك سبب آخر يجعلنا نضع المغرب على قائمة أفضل خمس وجهات لقضاء شهر رمضان هذا العام، فمعظم البلاد العربية تعيش لا استقرارا سياسيا، ما يجعل المغرب أفضل وجهة يمكن أن يستمتع فيها السائح المسلم، للتمتع بجمال طبيعتها وعمرانها الإسلامي المغاربي الممزوج بين العربي والبربري.

طيبة وكرم وعفوية الناس في المغرب شيئ معروف، خصوصا في الأسواق وأنهم يفتحون لك بيوتهم، فلم لا يستغل السائح الفرصة للتقرب أكثر من عادات المسلمين المغاربة والتعرف عليهم في هذا الشهر الفضيل وقضاء أوقات حميمية برفقتهم. (دراسة: 86% من زوّار المغرب سعداء بزيارته)

أين يفضل البقاء في المغرب؟ مراكش، الدار البيضاء، فاس، مكناس، أغادير، طنجة.. كلها مدن جميلة وتحتوي “المغرب الأصيل”. في مراكش المدينة الحمراء كما في غيرها من القصبات القديمة ستعيش اجواء رمضان انطلاقا من المسحراتي حين يوقظك صباحا، ثم التسوق في النهار وقبيل الإفطار حيث يكثر النشاط، وبعد الإفطار ستكون الشوارع كلها ملئى بالناس بين متوجه إلى صلاة تراويح أو سهرات سمر إلى غاية ساعة متأخرة من الليل.

صلاة التراويح في مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء ، المغرب

دبي
صحيح أنها تعتبر مدينة عصرية عالمية، لكنها لم تفقد روح التمسك بالفنون الإسلامية وأصالة الضيافة العربية، يمكن للسائح المسلم أن يقضي شهر رمضان في هذه المدينة ليكون الشهر مليئا بمتعة التسوق، والمتعة الفائقة في كل الفعاليات التي تنظم بمناسبة الصيف ورمضان معا.

هناك أكثر من 200 مسجد في إمارة دبي، أهمها مسجد جميرا والمسجد الكبير، وتقام في الإمارة العديد من فعاليات الإفطار الجماعي للمساهمة في الترابط الاجتماعي، وتستعد المطاعم أيضا لتقديم أفضل ما لديها للمقيم وللزائر معا، كما تقيم الإمارة عديد النشاطات الخيرية التي ستسمو بنفسك في الشهر الفضيل، والفعاليات التربوية والتثقيفية أيضا ما يسهم في زيادة معارفك.

وفي نفس الوقت لا تنساك دبي من فعاليات ترفيهية وخيم رمضانية ككل عام، حيث تتنافس المؤسسات السياحية والفندقية في إقامتها لجذب السواح إضافة إلى الفعاليات الكبرى مثل “عالم مدهش” وتحدي الكارتنج الرمضاني 2014″ و “سوق رمضان الليلي” ..

الموائد والخيم الرمضانية تقدم لك أرقى أنواع السياحة في دبي

إقرأ أيضا : رحلة بالصور في عشرة مساجد وحكاياتها

السياحة الحلال في بؤرة الاهتمام العالمي

عيش الماضي في أقدم الأحياء العربية

شارك برأيكإلغاء الرد