لاشئ يعدو قيمة الآثار التاريخية والبقايا الحضرية فى وصل الماضى بالحاضر ، وإكمال الحلقات المفقودة فى مسلسل الحياة البشرية اللامتناهى الحلقات، فما بين حفرية هنا ورسمة هناك قد تكتب حقبة فى تاريخ العالم تمتد لآلاف السنوات، ولا شئ أفضل من رسمة صخرية على جدران كهف معزول، فإلى كهف الأيدى فى بتاجونيا بالأرجنتين .

كهف الأيدى فى باتاجونيا بالأرجنتين يعد نموذجاً خاصاً وإستثنائياً فى فن رسومات وتصاوير الكهوف من عصور ما قبل التاريخ الموغلة فى الغموض .

بدأ ظهور رسومات ماقبل التاريخ الصخرية ، وآثار مطبوعات الأيدى وغيرها من الرسومات التى تغطى الكثير من التفاصيل على الجدران الصخرية للكهوف والمغارات والقبور حول العالم قبل 30 ألف سنة على الأقل ، لكن Cueva de las Manos in Patagonia أوحرفياً “كهف الأيدى فى باتاجونيا بالأرجنتين” يعد نموذجاً خاصاً وإستثنائياً فى فن رسومات وتصاوير الكهوف من عصور ما قبل التاريخ الموغلة فى الغموض ، ويقع الكهف التحفة الفنية الرائعة فى ريوبنتوراسRío Pinturas فى إقليم سانتا كروز بالأرجنتين Santa Cruz, Argentina ، وعلى بعد 163 كم جنوب مدينة بيريتو مورينو Perito Moreno.

يبدوالمدخل إلى الكهف وكأنه عنوان له ، ويبدو ذلك جلياً فى الحائط الصخرى الذى يسود المدخل والذى يحمل الكثير والكثير من مطبوعات وآثار الأيدى على الصخر

ويستمد الكهف إسمه من حقيقة وجود مجموعة من رسومات ومطبوعات الأيادى البشرية على جدرانه الصخرية ، والتى تركت على جدران هذا الكهف من قبل مجموعات وجماعات صيادين ما قبل التاريخ ، والتى يقدر لها أنها عاشت فى تلك المنطقة قبل فترة زمنية تتراوح بين 13000 و 9500 سنة مضت ، وذلك وفقاً لتحليلات بعض البقايا والأدوات المكتشفة فى الكهف.

هذا فيما يبدو المدخل إلى الكهف وكأنه عنوان له، ويبدو ذلك جلياً فى الحائط الصخرى الذى يسود المدخل والذى يحمل الكثير والكثير من مطبوعات وآثار الأيدى على الصخر ، والتى جاءت كلها ، وبصورة مثيرة للتساؤل، تمثل أياد يسرى وليست يمنى ، مما قد يجعل فكرة أنهم كانوا يمسكون بأدوات معينة تحمل الحبر أو المادة المستخدمة فى الطباعة بأيمانهم ، بينما يجعلون من اليسرى النموذج أو القالب الذى تتم طباعته، من المنطقية بمكان .

أستخدمت فى طبع التصاوير أنواع من الأحبار الطبيعية المعدنية ، والتى تفسر الألوان المختلفة التى تشكل المطبوعات بين الأحمر والأسود والرمادى وغيرها

ويحتوى الكهف الصخرى عموماً على خمسة تجمعات مركزة من تصاوير ومطبوعات الأيدى والتى ، وللمفاجأة ، تعود إلى فترات زمنية مختلفة ، مع ملاحظة أن المطبوعات والتصاوير الأحدث تعلو تلك الأقدم منها فى تاريخ الطباعة والرسم .

وقد أستخدمت فى طبع التصاوير أنواع من الأحبار الطبيعية المعدنية ، والتى تفسر الألوان المختلفة التى تشكل المطبوعات بين الأحمر والأسود والرمادى وغيرها ، فمثلاً أستخدمت أكاسيد الحديد للألوان الأحمر والأسود ، بينما الكاولين جاء للون الأبيض ، والمنجنيز وغيرها من مخاليط المعادن غير المعروفة .

وبالإضافة إلى تصاوير الأيدى التى تسود فى المكان توجد أيضاً بعض الأشكال والتصاوير البشرية التى يطلق عليها رسومات الجرافيتى ، وأيضاً بعض تصاوير الحيوانات فضلاً عن وجود بعض الأشكال الهندسية مثل الزجزاج وغيرها من التصاوير للشمس ومناظر متعددة للصيد،

وبالإضافة إلى تصاوير الأيدى التى تسود فى المكان توجد أيضاً بعض الأشكال والتصاوير البشرية التى يطلق عليها رسومات الجرافيتى ، وأيضاً بعض تصاوير الحيوانات مثل rheas وهو طائر ضخم لا يطير يشبه النعامة ، و felines وهو من فصيلة القطط البرية المتوحشة أو السنوريات ،هذا فضلاً عن وجود بعض الأشكال الهندسية مثل الزجزاج وغيرها من التصاوير للشمس ومناظر متعددة للصيد، والتى تمثل فى مجملها تصاوير لإستراتيجيات وخطط الصيد لوجود مناظر لحيوانات محاطة من قبل الصيادين أو عالقة فى أفخاخ أو مناظر تمثل كمون الصيادين وإختبائهم للهجوم على بعض الفرائس بأسلحتهم البسيطة التى يتم إلقائها على الفريسة لتصيبها فى مقتل، أو بقطع مستديرة من الحجارة القوية ذات الأثر الفعال على الفرائس الصغيرة .

ويعد كهف الأيدى ببتاجونيا قبلة لراغبى الهدوء والسكينة ومحبى التعرف على تاريخ المنطقة الأثرى فى فترة ما قبل التاريخ ، فلربما إكتملت حلقة من الحلقات المفقودة .

 

 

 

 

شارك برأيكإلغاء الرد