بالصور.. “الصمت” يسيطر على استقبال “دول الربيع العربي” لعام 2014

على الرغم من أن الاحتفال بالعام الجديد هو مهرجان كرنفالي ضخم يهبط بسعادة غامرة على جميع دول العالم سنوياً، ويبقى الجميع في انتظاره وانتظار مفاجأته، إلا أن هذه السعادة قد تتباين من دولة إلى أخرى تبعا للحالة التي تعيشها في تلك التوقيت، ولعل دول الربيع العربي هي الأكثر تأثراً على الخريطة العربية لما تمر به من أحداث سياسية مشتعلة.. ولكن هل أثرت تلك الأحداث على بهجة استقبال العام الجديد في هذه الدول.. تعرف على الإجابة عبر هذا التقرير.

مصر:

بدت شوارع القاهرة أثناء الاحتفالات برأس السنة لعام 2014 بشكل مغاير عن الأعوام السابقة، حتى أنها ظهرت شبه خاوية إلا من بعض المارة ويبدو أن العوامل السياسية قد ألقت بظلالها على الوضع ليس فقط خلال هذا اليوم بل على مدى عام 2013 بأكمله.

وعلى الرغم من هذه الحالة التي سادت طيلة ساعات الاحتفالات إلا أن ما استرعى الانتباه هو تعبير الشعب المصري عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن سعادته الغامرة بانتهاء عام 2013 وحلول عام جديد خاصة أن العام الماضي قد حمل لهم العديد من المأسي والأحداث الحزينة ولعل أخرها تفجير مديرية أمن الدقهلية.

ومن ناحية أخرى شهدت بعض فنادق القاهرة إطلاق الألعاب النارية وإقامة الاحتفالات المتنوعة لجذب المقيميين والسائحين على حداً سواء في محاولة لتنشيط الحركة السياحية في موسم هام كرأس السنة.

أما نيل القاهرة فلم تغب عنه البسمة رغم الأحزان التي بدت تكسو واجهته، فعلى الرغم من قلة الزائرين مقارنة بالسنوات الماضية إلا أنك وإن مررت بالقرب من محيطه ستجذبك الأغاني والأضواء التي تزينه والتي إن دلت على شىء فإنما تدل على  أن “قلب مصر لا يزال ينبض”.

وعلى الجانب الأخر إشتدت حركة الرياح بشكل شديد في بعض محافظات مصر خلال رأس السنة مما أدى الى خلو الشوارع من المارة كما أدى سقوط الأمطار والطقس السيئ وشدة الرياح إلى انقطاع التيار الكهربائى فى عدد من المدن والقرى وإمتنع الأهالي عن الخروج من المنازل بسبب أحوال الطقس المتقلبة والبرودة الشديدة وتأثرت حركة البيع والشراء واضطرت المحلات للإغلاق بسبب قلة حركة الزبائن.

كما خلت شمال سيناء بشكل واضح من كافة مظاهر الاحتفالات بليلة رأس السنة، ولم تشهد الفنادق والقرى السياحية فعاليات للاحتفال بهذه الليلة، إضافة إلى عدم وجود أية مظاهر بالمحال التجارية بمدينة العريش عاصمة المحافظة تشير لقدوم عام جديد.

وبدت العريش هذه الليلة شبه خالية من المارة نتيجة سقوط المطر وانخفاض درجات الحرارة، وأكد أصحاب عدد من الفنادق الحكومية أن نسبة الإشغال لاتتعدى 5%.

اليمن:

ولم تختلف القاهرة عن المحافظة اليمنية “عدن” التي غلف الهدوء جميع شوارعها ولعلك وإن كنت من زائريها في تلك اللحظات لم ترى سوى أضواء خافتة هي بقايا اعمدة إنارة تتوزع هنا وهناك ببعض الشوارع .

وهذا الأمر أيضا ليس بجديد على تلك المدينة التي تعيش وسط أجواء أمنية صعبة للغاية ووسط حالة من التدهور في جميع المجالات، حتى أنه وقبل ساعات فقط من الاحتفال برأس السنة في عدن كانت المدينة مع موعد انفجار ربما يكون هو الاضخم في تاريخ المدينة منذ العام 1994 .

 وقد خلت جميع الشواطئ البحرية في مدينة عدن من زوارها والتزم غالبية السكان في منازلهم بالمقارنة مع الأعوام الماضية والتي كانت تشهد في مثل هذه التوقيتات من العام احتفال مئات من الأسر برأس السنة.

ليبيا:

وبالانتقال إلى ليبيا فلم تكن هي الأخرة أسعد حظاً من نظيراتها من دول الربيع العربي حيث ظهرت مدنها مظلمة خاوية حتى إنك لن تشعر بوجود احتفالات بمثل هذه المناسبة التي لن تتكرر يوميا بل سنوياً ويشتاق إليها الكبير والصغير.

ويبدو أن السكون الذي تعيشه المدن الليبيه حرم المواطنين من الاحتفال كعادتهم برأس السنة واستقبال العام الجديد في فرحة وبهجة بل اكتفو فقط بالتعبير عن شكواهم واستياءهم من تلك الأوضاع السيئة سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي.

العراق:

أما العراق، فعلى الرغم من وقوع 5 تفجيرات في بغداد، اثنان منها بسيارات مفخخة والبقية بعبوات ناسفة شهدت عاصمتها بغداد احتفالات في الساحات والميادين العامة والنوادي والفنادق، فيما اكتفى سكان بعض المحافظات العراقية الأخرى بالاحتفال في المنازل نظرًا للوضع الأمني المتدهور، كما في كركوك والموصل، وصلاح الدين، وديالي.

 

سوريا:

وعلى الصعيد السوري فقد كان عام 2013 من أصعب الأعوام التي مرت على شعب اعتاد الأحزان بعد الأحداث السياسية الأخيرة والثورة المستمرة منذ ثلاث سنوات إلى الأن، ولهذا فاكتفت العائلات السورية على توديع هذا العام دون احتفال أو بهجة أملين أن يكون 2014 أفضل حالا لهم ولأسرهم .

ومن الملاحظ أيضا غياب الإعلانات عن عروض الاحتفالات في المدن السورية، أو تركزها في حال وجدت في محيط المطاعم والفنادق. إذ فضلت أغلبية المطاعم عدم الإعلان عن سهرة رأس السنة، فيما اختارت أخرى عدم إقامة أي حفلات هذا العام، خصوصاً مع زيادة الإجراءات الأمينة التي يفرضها الأمن السوري على منظمي هذا النوع من الاحتفالات.

تونس:

وعلى الرغم من أن تونس من دول الربيع العربي إلا أنها كانت الأسعد فيما بيمهم، فقد شهد الشارع الرئيسي بالعاصمة تونس، شارع الحبيب بورقيبة، منذ منتصف نهار الثلاثاء “رأس السنة”، حركة كبيرة وازدحام بشري خاصة أمام محلات الحلويات أنتجها تهافت التونسيين على اختلاف أعمارهم لقضاء شؤونهم بهدف التحضير لليلة سيودعون خلالها عامًا مضى مقبلين على عام جديد.

ومن الملاحظ أن الاحتفال برأس السنة بات عادة لدى مختلف شرائح الشعب التونسي، وقد ظهر ذلك في الإقبال الكثيف على شراء كعكة هذا اليوم أو حتى شراء مستلزمات تحضيرها في المنزل، كما بدا أيضا في الحركة الكثيفة في الشوارع وتبادل الأهل والأصدقاء التهاني بحلول عام جديد أملين فيه أن يكون أفضل من سابقيه.