باص يأخذك في جولة برية وبحرية في كندا

يلاحظ الكثيرون أثناء تجولهم في شوارع مدينة تورنتو الكندية باص شكله غريب وألوانه زاهية، على غير عادة الباصات في تلك المدينة، ويتعجبون ما هذا الباص الذي يشبه إلى حد كبير باصات المدرسة، ولكن بقراءة ما عليه من إعلانات ومعلومات سيتبين لك أنه حافلة برمائية.. بمعنى أنه يمشي في الشوارع وفي الماء.

الباص يُطلق عليه اسم الباص العائم وهو تابع لشركة Hippo Tours الكندية، تصعد إليه بواسطة سلالم معدنية خلفية، ويحمل 40 سائحاً ويتجول بهم في شوارع تورنتو ثم يتجه إلى بحيرة أونتاريو (Ontario Lake) ليكمل الجولة في الماء، ليوفر للركاب متعة ركوب الماء بشكل مختلف وغير معتاد، وفي نفس الوقت ترى جميع معالم تورنتو التاريخية والمهمة.

تبدأ الجولة من شارع Front Street West ويمشي الباص وكأنه سيارة عادية تماماً ويمر بك على أماكن تورونتو الهامة، إلى أن يقترب من قصر أونتاريو ليبدأ الجزء المائي من الجولة والتي تستغرق نصف ساعة، ينزل الماء من مكان معين ومجهز بانحدار كي يسهل عملية الإنتقال للماء، ويعتريك وقتها شعور مختلف، وبخاصة عندما تسمع صوت الماء لحظة نزول الباص، حيث تسكت جميع الأصوات وقتها والكل يفكر في ذلك الباص العادي الذي يزن 20 طناً والآن تجده في الماء يمشي دون أي تغيير يطرأ عليه، وبعد جولة في الماء ترى خلالها أبرز المعالم، يخرج الباص مرة أخرى ويعود لنفس المكان الذي ركبت منه وبذلك تنتهي الجولة.

وتستغرق الجولة في حافلة Hippo تستغرق 90 دقيقة، منها 60 دقيقة في البر و30 دقيقة في الماء، وفي كل حافلة مرشد سياحي يقدم لك معلومات تاريخية على كل ما تراه من أماكن مهمة طوال الرحلة. وبحيرة أونتاريو التي يتجول فيها الباص العائم واحدة من أكبر خمس بحيرات في أمريكا الشمالية، والرابعة عشر حيث الحجم عالمياً، وتقع بين حدود كندا وأمريكا، ويبلغ طولها 310 كيلو متر، وتصب البحيرة مياهها في المحيط الأطلسي عبر نهر سانت لورانس.

لا تمنح تورنتو هذه الجولات تراخيص بسهولة، سواء للسائق أو للباص نفسه حرصاً على توفير أعلى درجات السلامة والأمان، لذا فلابد أن يكون السائق مدرباً تدريباً طويلاً ثم يحمل رخصة معتمدة من قوات حرس الساحل الكندي ومن وزارة النقل، بالإضافة إلى رخصة من الإسعاف لتدريبه على الإسعافات الأولية. كما أن الباص مزود بسترة نجاة موجودة تحت كل مقعد لتستخدم وقت الحاجة، وفي بداية الركوب يشرح المرشد كيفية ارتدائها واستعمالها كما هو موجود في الطائرة تماماً.

تعمل الحافلة ابرمائية 6 شهور في السنة فقط، من أول مايو حتى آخر أغسطس وهي فترة الصيف. ويبدأ عمله يومياً طوال الأسبوع من الساعة الحادية عشر صباحاً حتى الخامسة مساءً، وتنطلق حافلة جديدة كل ساعة ما يعني سبعة يومياً، وذلك من أول مايو حتى نهاية يونيو، أما الفترة من أول يوليو وحتى نهاية أغسطس التي تزيد فيها عدد السياح، فيتم زيادة ساعات العمل وتكون من العاشرة صباحاً حتى السادسة مساءً.

ويبلغ سعر التذكرة 35 دولار كندي (34 دولار أمريكي تقريباً)، و30 دولار للطلبة، و23 دولار للأطفال أقل من الثانية عشرة. ويمكن تأجير الباص كاملاً لمن أراد أن يعقد فيه اجتماعاً أو حفلة أو يركب مع كل عائلته أو موظفي شركته، على ألا يزيد الركاب عن 40 شخصاً مقابل 500 دولار كندي.

بدأ ابتكار وسيلة نقل تمشي في البر والبحر منذ منتصف القرن الثامن عشر الميلادي لأغراض تجارية وعسكرية، وكانت في البداية تعمل بالبخار، وبعد فترة طويلة تم استعمال مخلفات الحرب العالمية الثانية وتحويل ناقلات الجنود إلى باصات عائمة، إلى أن تم صناعة هذه الباصات بمختلف الأشكال والألوان وباتت إحدى الأنشطة السياحية المنتشرة في أكثر من دولة مثل هولندا وبريطانيا وأستراليا والصين والمجر وغيرها. وفي كندا بدأ العمل بهذه الفكرة منذ خمس سنوات فقط، وكل سنة يحمل 25 ألف سائح تقريباً.

والآن تتغير نظرة الدول إلى هذا النوع من المواصلات لتنظر له نظرة جدية وليس لمجرد الترفيه، فقد أبدت اسكتلندا عزمها على استخدام الباص العائم بدلاً من العبّارة في نقل الركاب بين ضفتي نهر Clyde، وبذلك ستنتهي خدمة العبّارة في هذا النهر التي امتدت لأكثر من 500 سنة ماضية، وسيتم استبدالها بباص عائم مصنوع في هولندا ابتداءً من شهر مارس القادم وتكلف صنعه 700 ألف يورو.

اقرأ أيضاً: عشرة من أغرب وسائل المواصلات حول العالم