الهند بلد لا تنقصه الألوان، بل يبدو كلوحة فسيفساء متداخلة الألوان بتركيبته السكانية والدينية والتاريخية الغنية والفريدة، وحتى بتباين مناطقه وجغرافيته، كما أنه مع بداية فصل الربيع في كل عام يحتفي بمهرجان جميل يفيض بالألوان والبهجة على وجود الناس وملابسهم وحياتهم.
هو مهرجان هولي أو مهرجان الألوان أحد المهرجانات الشعبية الهندوسية يحتفي بحلول فصل الربيع، ويُقام في بلاد شبه القارة الهندية كالهند، ونيبال، وبنجلاديش، وسريلانكا، وباكستان، كما تمتد احتفالاته إلى أماكن وجود الجاليات الهندوسية الكبيرة مثل بريطانيا، والولايات المتحدة وماليزيا وفيجي وسورينام وغويانا.
ويُقام هولي في نهاية فصل الشتاء يوم اكتمال القمر الأخير من الشهر القمري phalguna الذي يحل خلال فبراير ومارس، ولذلك يختلف توقيت المهرجان بين عام وآخر، وأقيم هذا العام يوميّ الثامن والتاسع من مارس، بينما يتوقع أن يحل العام القادم في السابع والعشرين والثامن والعشرين من شهر مارس 2013.
وتستمر الاحتفالات ليومين في معظم المناطق وأكثرها شهرة هي ما يُقام في مقاطعة برج، ومن أهم ما يميزه تحرير المحتفلين من القيود الاجتماعية بسبب العمر أو الطبقة الاجتماعية أو الجنس فيقلل الفجوات بين الطبقات الاجتماعية المختلفة، ويوحد الناس سواء كانوا رجال أم نساء، أغنياء أم فقراء في الفرحة والاحتفال، ويشيع جو مبهج بين المحتفلين وسط الغناء وإلقاء مساحيق الألوان المختلفة ورش المياه الملونة على بعضهم البعض.
هولي في الأساس احتفال بموسم الحصاد وخصوبة الأرض ووداع الشتاء واستقبال الربيع، إلا أن له جذور دينية ويرتبط ببعض الأساطير الهندوسية منها ما يُروى عن إحراق هوليكا، شقيقة ملك الشياطين هيرانياكاشيبو الذي منحه الإله براهما موهبة تجعل من المستحيل تقريباً أن يُقتل، وقد مُنح ذلك بعد أن كفر عن سيئاته وطلب جزاء ذلك أن يصبح قتله مستحيلاً “ليلاً أو نهاراً، في داره أو خارجها، على الأرض أو في السماء، وعلي يد إنسان أو حيوان”.
فلما صار له ما أراد، طلب أن يتخلى البشر عن عبادة الآلهة وألا يعبدوا سواه، وبرغم هذا كان ابنه برالاد يعبد فيشنو، فسعى لقتله بكل وسيلة منها السم، لكن السم تحول إلى رحيق في عروقه، فحاول قتله برميه تحت أقدام الأفيال لكن لم ينجح فوضعه في غرفة مليئة بالأفاعي السامة لكنه سلم منها.
وهكذا فشلت محاولات هيرانياكاشيبو للتخلص من ابنه برالاد، فلجأ إلى وضعه على نار معسكر أشعلها له في حجر خالته هوليكا التي ارتدت عباءة تحميها من الاحتراق، وأطاع برادلا أمر أبيه ودعا فيشنو لإنقاذه من ألسنة اللهب، فما أن اشتعلت النار حتى طارت العباءة من جسد هوليكا فالتهمها الحريق وأحاطت بجسد برادلا فنجا. ولا تنتهي الأسطورة هنا إذ تمضي إلى مقتل ملك الشياطين نفسه؛ فقد أتاه الإله فيشنو في شكل مخلوق عبارة عن نصف إنسان ونصف أسد (لا بشر ولا حيوان) عند الغسق (لا ليل ولا نهار) في عتبة داره (لا داخلها ولا خارجها)، فما ان استقام له كل ذلك حتى أخذه في حجره (الذي ليس على الأرض وليس في السماء) وأنشب مخالب الأسد في جسده فقتله. ولذلك فمن أهم طقوس مهرجان هولي الدينية إشعال نار المعسكر الهائلة أول أيام المهرجان لتعيد إلى الأذهان احتراق هوليكا ونجاة برادلا من النار.
وتعود أول إشارة مكتوبة إلى مهرجان هولي إلى كتابات من القرن السابع الميلادي، وتُذكر من الطقوس القديمة تلطيخ الناس وجوه بعضهم البعض بالمساحيق الملونة ورمي العطور والمياه المعطرة وهذا هو السبب في تسميته بمهرجان الألوان.
وكان المعتاد أن تُصنع المساحيق الملونة من مواد طبيعية، وبعض الأعشاب الطبية المذكورة في الأيورفيدا وهي منظومة تعاليم الطب التقليدي في الهند، ولكن مع مضي الوقت بدأت صناعة الأصباغ من مواد كيمائية اكتشف في بعضها مواد الضارة سببت بعض الإصابات.
مزيد من صور الاحتفالات بمهرجان هولي أو مهرجان الألوان في الهند العام الحالي: (لحجم أكبر اضغط على الصورة)
اول اشي انا بحب الهنود كتير
كتير حلو?
نريد موضوع بالنجليزي
نحن المسلمين عادي إذا رحنا الهند نحتفل معاهم مب حرام ؟