بالصور: فنون على الجليد بين جبال الألب الفرنسية

أصبح من المألوف في كل موسم شتاء رؤية معارض لفنون الثلج والجليد ومهرجانات سنوية مثل مهرجان هاربين للجليد في الصين وغيره في المناطق الباردة حول العالم، وأيضاً انتشار فنادق الثلج، لكن بجانب هذه المباني والتماثيل والمنحتوتات الثلجية هذا فن آخر؛ لوحات ضخمة على الجليد يمكن أن تشبهها بسجادة كبيرة، لكنها تكونت كما يقول صاحبها بالمشي فقط.

أمضى سيمون بيك Simon Beck هذا الشتاء وقتاً طويلاً بين جبال الألب الفرنسية في منتجع Arc 2000، واحد من مناطق التزلج الخمسة في منتجع Les Arcs في إقليم سافوا الفرنسي، وخلال هذه الفترة أنجز بمفرده أعمال فنية مختلفة على الجليد، تمثل رسم لأشكال متنوعة ومعقدة أحياناً من المكعبات إلى الأشكال النباتية وأخرى تجريدة، تعدت مساحة بعضها مساحة ثلاثة ملاعب لكرة القدم.

وقام بلك بعمله بمفرده عبر المشي مرتدياً حذاء للجليد، ووصف عمله بأنه نوع من التزلج أو المشي العكسي حيث حدد مسارات مستخدماً البوصلة وأداة للقياس. وقال سيمون بلك: “يحتاج الأمر إلى ممارسة جيدة، لكنه ليس صعباً للغاية، اصنف العمل في فئة المشي لأني قمت به وأنا أمشي مرتدياً أحذية الجليد”.

وكان سيمون بيك، الذي درس هندسة العلوم في جامعة أوكسفورد، يعمل يومياً لمدة تتراوح بين خمس وتسع ساعات، وعند حلول الظلام يرتدي مصباحاً في الرأس، واستغرقت بعض الأشكال منه خمس ساعات لإتمامها وهو الوقت اللازم لقطع نصف المسافة إلى قمة مون بلان الأعلى في جبال الألب على حد وصفه.  وأوضح أن السبب الذي دفعه لذلك ألم في قدمه منعه من الجري، وبالتالي صار المشي هو الرياضة الوحيدة المتاحة له.

وشبه البعض فن بلك على الجليد بدوائر المحاصيل Crop Circles وهي تشكيلات هندسية من الدوائر وغيرها تظهر على الحقول الزراعية كالقمح والشعير، تعود إلى منتصف السبعينيات حينما ظهرت على عدد من الحقول جنوب انجلترا. وفسرها البعض بأنها رسالة من كائنات الفضاء أو من آثار هبوط مركباتهم على سطح الأرض، وارجعها البعض الآخر إلى عوامل الطقس والرياح، إلا أنه ظهر فيما بعد قيام فنانين بإنجاز هذه الأشكال وبعضها يشغل مساحة كبيرة من الأرض سراً، ولايزال الجدل يتجدد حول ظاهرة “دوائر المحاصيل” وإن كانت تنتمي إلى عالم الفضاء المجهول أم الأرض المجهول أيضاً! يمكن أن تعرف المزيد عن ظاهرة دوائر المحاصيل، وأن تشاهد صور أخرى من فن سيمون بيك على الجليد.