Booking.com

كل عام في أحد فنادق مدينة مارسيليا الفرنسية، والتي يعود تاريخ بناءها إلى القرن السابع عشر الميلادي، ويدعي فندق Au Vieux Panier يتم تسليم خمس غرف إلى فنانيين فرنسيين أو خبراء جرافيك بالكمبيوتر، ويُترك لهم حرية التفكير على أن يحولوا هذه الغرف لمكان جذاب يُحدث ضجة إعلامية وسياحية، وذلك بغرض الترويج للفندق وعمل دعاية له بطريقة غير مألوفة، وهي دعوة عامة لجميع الفنانيين المبتكرين ولا تفرض عليهم اقتراحات أو رؤى مسبقة.

الغرفة كما تبدو بعد تطبيق الفكرة

الغرفة كما تبدو بعد تطبيق الفكرة

هذه السنة هي الثالثة على التوالي التي تمارس فيها هذه الفكرة، وقد حققت نتائج إيجابية جداً ونقلت الفندق من كونه محلياً لا يعرفه سوى سكان مارسيليا إلى فندق عالمي يحكي الناس عنه من مختلف دول العالم.

الفكرة الجديدة التي ابتكرها الفنانون لهذه السنة تتلخص في فن الجرافيتي، الذي يمارس حالياً على جدران الأماكن المهجورة في فرنسا وكثير من الدول حول العالم، ولكن مع بعض التعديل كي يتناسب مع ذوق الفندق، فقد تم تلوين نصف الغرف باللون الأبيض الناصع حتى يخيل للضيوف بأنهم غرفة في مركبة فضائية، أما النصف الثاني فهي ملونة بطريقة عجيبة وكأن علبة الألوان انفجرت داخل الغرفة وتحركت بعشوائية على الجدران، وكونت في النهاية ما يُعرف بفن الجرافيتي أو الرسم على الجدران في الأماكن العامة.

تم تطبيق الفكرة حتى على الأثاث وليس الجدران فقط

لم تقتصر الفكرة الفنية و"انفجار الألوان" على جدران الغرفة بل وصل لقطع الأثاث أيضاً

بهذه الطريقة الجديدة يتم تلوين نصف الغرفة بهذه الطريقة بغض النظر عن محتواها، بمعنى أن كل ما هو ضمن النصف الثاني من الغرفة سيتم تلوينه بهذه الطريقة وإن كان أثاثاً أو مرايا أو حقائب أو أية أمتعة أخرى، وهي نظرة فنية تحاول لفت نظر زوار الفندق لمعرفة الفرق بين الصفاء والعشوائية، وهو نوع من الفن لا يمكن عمل قوانين له، لذا تم تسمية هذه الغرف بـ Panic Rooms، وتكون الإقامة في تلك الغرف له سعر مختلف عن بقية غرف الفندق العادية، ويصل السعر إلى 100 يورو في اللية الواحدة.

كل شيء انقسم إلى نصفين في الغرفة

كل شيء انقسم إلى نصفين في الغرفة الفنية

بدأت هذه الفكرة مع فتاة تدعى Jessica تنتمي لجذور إنجليزية فرنسية، وهي عاشقة للسفر كل عام ما بين نيويورك ولندن والنرويج ودبي، وأثناء دراستها في أمريكا لفت نظرها فن الجرافيتي وأرادت تطبيقه على شيء متعلق بالسفر الذي تهواه، إلى أن كانت في سنوات دراستها الأخيرة ففكرت في تطبيق ما تعلمته عن هذا الفن على غرف الفنادق، ولكن كان خيالها يطمح في امتلاك فندق يحتوي على لمسات فنية غير تقليدية.

وبالفعل أثناء زيارتها لأهلها في مارسيليا؛ تلك المدينة التي قضت فيها طفولتها، قامت بشراء أحد المباني القديمة وحولتها إلى فندق في يونيو 2010م، وهي تديره الآن مع بعض أصدقائها المهتمين بهذا الموضوع.

أحد الفنانيين أثناء الإنتهاء من نصف الغرفة الأول

أحد الفنانيين أثناء الإنتهاء من نصف الغرفة الأول

أما بقية الفندق فهو فريد أيضاً، حيث يتم اختيار قطع الأثاث العجيبة والتي تنتمي إلى ما يسمى بالفن المعاصر، ويقصده سكان مارسيليا لتناول العشاء فيه لما له من جو رائع وديكورات مميزة.

ألوان الطيف الزاهية تملأ أرجاء الغرفة

ألوان الطيف الزاهية تملأ أرجاء الغرفة

صورة عن قرب لرسوم الجرافيتي على جدران الغرفة

صورة عن قرب لرسوم الجرافيتي على جدران الغرفة

شارك برأيك