مع مُتطلّبات الحياة الحديثة، وخوض المرأة تجارب الحياة الحُرّة باستقلاليّةٍ وثقة، صار سفرها في مُختلف الظّروف والأوقات أمرًا واقِعًا وحاجةً لا بدّ منها في أحيان كثيرة، ومن هُنا تأتي حاجة المرأة الحامل؛ أو تلك التي يُتوقّع أن تكون حاملاً لمعرفة أفضل فترات السّفر المُلائمة لها، إضافةً إلى احتياطات السفر الآمن بالنّسبة لحالتها.
برز الاهتمام بسفر المرأة الحامل ليس فقط في أوساط الأطبّاء، وإنّما أيضًا لدى شركات الطّيران التي تبذل أقصى ما بوسعها لوقاية ركّابها أي مخاطر قد تؤثّر سلبًا على سُمعتها. مُعظم شركات الطّيران تسمح للنّساء الحوامل بالسّفر على متنها، وذلك حتّى الأسبوع السّادس والثّلاثين من الحمل، إلا أنّ الاتّحاد الدّولي للنّقل الجوّي في إطار المبادئ التوجيهيّة له، يؤكّد أنّ بإمكان الحامل السّفر جوًا اعتمادا على تاريخها المَرَضي، وعدد الأجنّة التي تحملها، وعدد أسابيع الحمل، فعلى سبيل المثال قد يكون مقبولاً سفر الحامل دون تعقيد في الأسابيع بين 36-38، إذا كان وقت الطّيران لا يتجاوز أربع ساعات، لكن بصفةٍ عامّة يبدو السّفر جوًا بعد الأسبوع الثّاني والثّلاثين من الحمل مُشتملاً على بعض المخاطر، ولذا فالعديد من شركات الطّيران لا تسمح بسفر النّساء الحوامل بعد 36 أسبوعًا من الحمل. كما أنّ شركات الطّيران ترفض عادة نقل النّساء الحوامل اللاتي سبق لهنّ الولادة قبل الأوان، أو اللاتي سبق تعرّضهنّ لجلطات الدّم. ويقول مركز السّيطرة على الأمراض والوقاية بالولايات المُتّحدة، إنّ مُجرّد سفر المرأة الحامل بالطّائرة المُعتادة لا يحمل أي مخاطر على صحّة الأم الحامل الطبيعيّة، ولا على الجنين السّليم الخالي من أيّة اضطرابات صحيّة.
أنسب فترات الحمل للسّفر هي من وسط الشهر الثالث وحتى بداية الشهر السابع، إذ يصعب السفر في بداية الحمل، لأنّ الجسم لم يتعوّد على التغيرات الفسيولوجيّة للحمل، إضافةً إلى الوحم والإحساس بالخمول، وتفاديًا للإجهاض المُبكّر. أمّا الشهران الأخيران من الحمل فيصعُب خلالهُما التحرّك بسهولةٍ وراحة، خصوصًا لمسافات بعيدة ولمُدّةٍ طويلة، وإذا كانت هناك أي مُضاعفات خلال فترة الحمل، أو مُتوقّعة الحُدوث.
والسّفر بالسيّارة أو القطار لا يؤثّر على الحمل في غالب الحالات، لكن يُنصح بألا تزيد مدة السفر عن 6 ساعات، حيث أن السفر لمدّة تزيد عن ذلك مُرهق للمرأة في الحالات العاديّة، فضلاً عن المرأة الحامل. أمّا السفر بالسّفينة فليس له مخاطر تُذكر، لكنّ دوار البحر وأعراضه قد تحدث للكثيرات، خاصّة اللاتي يُسافرن للمرة الأولى بتلك الوسيلة.
نصائح لأجلِ سفرٍ مُريحٍ وآمن:
1. إذا كانت المرأة الحامل مضطرّة للسفر بالطائرة، فمن المهم أن تجلس على كرسي قريب من الممر لسهولة التحرّك، وخاصّة المقاعد الأماميّة، لأنّها أقلّ ارتجاجًا من الخلفيّة، مع ارتداء الملابس المريحة أثناء الرّحلة.
2. نظرًا لأنّ متوسّط الرّطوبة الجويّة في الطائرة لا يزيد عن 8% في الغالب، فإنّ الحامل تكون بحاجةٍ ماسّة لشرب كميّات كبيرة الماء والسوائل الطبيعيّة لتقليل احتمال تعرّضها لمخاطر الجفاف.
3. يُنصح أن تكون وجبة المرأة الحامل قبل ركوب الطائرة خفيفة، حتى لا يحدث غثيان وقيء من الوجبة الدّسمة.
4. يُفضّل الحرص على تقليل تناول الأطعمة المتسبّبة بالغازات أو الإمساك، مع مُلاحظة أنّ اختلاف الضّغط الجوّي في الطّائرة سبب في زيادة تمدّد حجم الغازات، مُقارنةً بحجمها حال التواجُد على سطح الأرض.
5. يُفضّل أن ترتدي المرأة الحامل أثناء السفر حذاءًا مُريحًا، ويُنصح إذا أمكن رفع القدمين إلى أعلى منعًا لحدوث انتفاخ بسبب تجمّع السوائل والزّلال في تلك المنطقة خلال السفر الطويل.
6. ينبغي للمرأة الحامل التحرّك لبضع دقائق كلّ ساعة، مع تحريك السّاق كلّ فترة أثناء جلوسها.
7. يوصى بارتداء الحوامل حزام الأمان في كل من الطّائرات والسيّارات بقدر الإمكان، وينبغي ارتداءه على ارتفاع منخفض فوق الحوض، لأنّ خطر وقوع أضرار من ارتداء حزام الأمان تكون أقل حدّة من خطر عدم ارتدائه، لاحتمال إصابة الرأس أو الصّدر، أو حدوث انفصال مُفاجئ للمشيمة.
8. على الحامل المُسافِرة أن تولي أهميّة خاصّة لتواجُد اللقاحات والأدوية، نظرًا لأنّ استعمال الأدوية خلال الحمل مسألة لها حساسيّة واعتبارات خاصّة، ويجب أن تجري تحت إشراف طبّي، ولذا فمن المستحسن استشارة الطبيبة قبل السفر بشأن إمكانيّة تناول مثبّتات للحمل، حتّى لا تتضرر الحامل من الارتطامات التي قد تحدُث. إلى جانب تلقّي بعض النصائح الطبيّة بشأن بعض التلقيحات التي يتعين عليها أخذها قبل سفرها.
9. يُفضّل أن تحصل المرأة على بطاقة من الطبيبة المُختصّة، حول تفاصيل حملها والأمراض التي تُعاني منها قبل مُغادرتها، حتى يتسنى لها الاستفادة بها عند ذهابها لطبيبة في البلد الذي تسافر إليه.
10. يجب توخّي الحذر من بعض الأنشطة السياحيّة بالنّسبة للحامل، مثل الغوص وغيره من الرّياضات المائيّة، لخطورة ذلك على صحّة المرأة والجنين.