Booking.com

المعتاد عند زيارة المتاحف ومعارض الفنون التجول بهدوء وتبادل أحاديث هامسة حول معروضات في خزائن زجاجية أو لوحات على الحائط، لكن يبدو هذا المفهوم قديماً بعض الشئ مع بدء معرض فني جديد يعتمد بالكامل على تفاعل الزوار وأصواتهم وحركتهم، وخوضهم لتجارب غريبة نوعاً ما كالسباحة أو رؤية الأشياء مقلوبة رأساً على عقب، مما حول المتحف الجديد في نيويورك إلى ما يشبه حديقة ترفيهية للفنون للكبار والصغار أيضاً.

ولأنها تجربة غريبة فعلاً يحمل المعرض اسم التجربة أو “Experience”، وافُتتح في آخر أكتوبر الماضي في “المتحف الجديد” في مدينة نيويورك الأمريكية، ويضم  أعمال الفنان الألماني الأصل كارستن هولر Carsten Holler .

ربما يكون معرض التجربة هو الوحيد الذي يطلب من زائريه، بجانب رسوم الدخول، توقيع بالموافقة وتنازل عن حقوقهم قبل الزيارة، كما قد يرتدون بداخله خوذة ونظارات أو يخلعون ملابسهم للسباحة في حوضٍ مائي!

من معرض التجربة، المتحف الجديد ـ نيويورك
من معرض “التجربة” ينتظر الزوار دورهم للتزلج في أفعوانية توصلهم إلى طابق آخر

يضم المعرض أعمال أنجزها هولر على مدار ثمانية عشر عاماً منذ ترك تخصصه الأصلي في الزراعة والحشرات، واتجه للفن مع احتفاظه بلمسة علمية وتجريبية واضحة، ومن أبرز المعروضات أو التجارب التي يمكن أن يخوضها الزوار نظارة تجعل الأشياء تبدو مقلوبة رأساً على عقب، ويمكن الحصول عليها من مدخل المعرض والتجول بها في المعرض لرؤية مختلفة للأشياء.

وأيضاً “زحلاقة” أو أفعوانية تمتد داخل المبنى من الطابق الرابع من المتحف إلى الطابق الثاني، ويُشترط لتجربتها أن يكون الطول أكثر من 48 بوصة (1.2 متر تقريباً)، ثم يجلس الزائر على وسادة رقيقة لينطلق في رحلة بطول 102 قدم (31 متر تقريباً) من فتحة في الأرضية، ورغم أن التزلج بهذه الطريقة يبدو معتاد وتجربة مر بها كثيرون في الطفولة، إلا أنها، كما يقول هولر، لا يمكن التحكم فيها أو معرفة كيف ستسير الأمور خلالها.

من معرض التجربة ـ نيويورك، كارستن هولر
رحلة قصيرة سريعة داخل “التجربة”

تجربة أخرى تبدو مزعجة للبعض وهي الجلوس في غرفة ذات إضاءة قوية. كما يوجد في المعرض أعمال فنية لحيوانات مثل وحيد القرن و الغوريلا زالتمساح تماثل الشكل الحقيقي، لكن بألوان زاهية جداً كالوردي والأصفر لرؤية خارجة عن المألوف.

من معرض التجربة، المتحف الجديد ـ نيويورك
أرجوحة تدور بهدوء على قاعدة من المرايا والزجاج

ومن بين التجارب الاستلقاء لرؤية عالم من الأسماك الصغيرة تتحرك فوق الرأس مباشرةً، وكذلك دخول غرفة من الأشعة تحت الحمراء تبين ثلاث صور للشخص مع فرق ثانية واحد بين الواحدة والأخرى، وكذلك الجلوس في ممر وتجربة الإحستس يطول الأنف، كما توجد أرجوحة دائرية مثل الموجودة في الملاهي تتحرك ببطء على أرضية من المرايا تعكس ضورة الشخص نفسه والآخرين أكثر من مرة.

ضور لبعض من تجارب معرض “التجربة” (لحجم أكبر اضغط على الصورة)

يقول كوستر هولر إن معرضه الجديد يهدف لمنح الناس القدرة على رؤية وتجربة الأشياء المعتادة بطريقة مختلفة، بجانب تغيير فكرة الأطفال عن الفن المعاصر من عمل ممل إلى عالم من المرح.

سواء رأى البعض المعرض كنوع مبتكر من الفنون أو ضرب من الجنون اللطيف أو عمل سخيف، يحظى المعرض المستمر حتى منتصف يناير المقبل بإقبال كبير من الزوار. ما رأيك؟

[ad#Ghada648x60]

شارك برأيك