رغم مرور الأيّام والأعوام؛ لم أستطع نسيان حكاية الفأر الشّقي التي سمعتها أثناء طفولتي، والتي تروي أنّ فأرًا صغيرًا قرر أن يركب البحر في سفينةٍ مصنوعةٍ من ثمرة بطاطس كبيرة جدًا، لكنّ شراهة الفأر المُشاغب أغرته بقضم قضمةٍ صغيرة من البطاطس، تلتها قضماتٍ أخرى متتالية أودت بسلامة السفينة وأغرقتها! واليوم لا يسعني إلا أن أجد كلّ العذر للفأر الصغير المسكين حين سمعت عن غرفٍ كاملةٍ مؤثثة بالشيكولاتة!!
تلك ليست دُعابة، والأكثر إدهاشًا أنّ تلك الفكرة الشهيّة تبدو رائجة في أكثر من بقعةٍ من بقاع الأرض. وإليكم بعض الأمثلة:
في باريس: غرفة فندق مؤثثة بالشيكولاتة!
هذه الغرفة وليدة رغبة شخص ذوّاق كما يبدو. إذ قدّم أحدهم لمصمم الديكور الفرنسي “كارل لاغرفيلد” عشرة آلاف طن من الشيكولاتة البلجيكيّة حتى يتمكّن من تأثيث أحد غرف الفنادق في باريس كاملةً بالشيكولاتة، مع إضافة نموذج على هيئة رجل يتناول الآيسكريم بالشيكولاتة مستلقياً على سرير الغرفةّ التي لم تفصح الأنباء عن اسم فندقها. ولم يقصّر الفنان في إبداع تصميم الغرفة المطلوبة، الأمر الذي تتحدث عنه الصورة بفصاحة!
وفي روسيا أيضًا!
كدعاية لمركز تجاري آخر في مدينة كالينيغراد الروسية، قرر هذا المركز أن يعرض غرفة كاملة من الشيكولاتة أمام زوّاره. ودون تردد اختار الفنانة الروسيّة الموهوبة في فن النحت على الجليد “إيلينا كلايمنت” للقيام بهذه المهمة التي نجحت في إتمامها مستخدمة 420 كيلوجراما من الشيكولاتة الداكنة، والبيضاء، والشيكولاتة الممزوجة بالحليب لتضفي على الغرفة الانطباعات اللونية المطلوبة. فجاءت الغرفة مؤثثة بالشيكولاتة الكاملة بدءًا بالأرائك، وانتهاء بالورود!
تجدر الإشارة إلى أنّ مساحة الغرفة حوالي 20 مترًا مربعًا، وتشكل الشيكولاته الداكنة منها حوالي 40% ، بينما استولت شيكولاتة الحليب بأربعين أخرى بالمائة، والباقي شيكولاته بيضاء!
يُقال أنّ المركز التجاري قد احتفل في النهاية بتقسيم الغرفة اللذيذة على زواره احتفالاً بمرور 5 أعوام على افتتاحه! لكن هل تصدّقون أنّ أولئك الزّوار قد تمالكوا أنفسهم حقا إلى حين يوم التقسيم؟!
[ad#Ghada Links]