قام والد أحد السياح الصينيين بتقديم اعتذار بعدما كتب ابنه البالغ من العمر 15 عاماً بكتابة عبارات صينية على أحد جدران المعابد الفرعونية لدى زيارته مصر، حيث كتب الشاب الصغير دينج عبارة: “لقد كان هنا دينج” كتبها هكذا بلغته الصينية على نقش فرعوني عمره أكثر من 3500 عاماً، الأمر الذي أثار موجة من الغضب في وسائل الإعلام الصينية، ودفع مستخدمي الإنترنت إلى إبداء رد فعل يحمل الكثير من الغضب الشديد تجاه هذا التصرف غير الحضاري.
وفوراً قام أحد السياح الصينيين المتواجدين بالمكان يوم الجمعة 24 مايو بتصوير ما حدث وقام برفعه على الإنترنت وكتب تحت الصورة “أشعر بالحرج البالغ نتيجة هذا التصرف من أحد أبناء وطني، أريد الإختفاء من كثرة إحراجي، آسف إلى مصر وإلى المرشد السياحي الذي لم نراعي كلامه وتوجيهاته، لو أستطيع استخدام الماء لمسح ما كُتب من تشوهات لفعلت لكنني أظن أن الماء سيزيد الأمر سوءاً”.
ولم يمضِ وقت طويل حتى انتشرت الصورة على الإنترنت، ولدى وصولها على تويتر تم عمل ريتويت لها 90 ألف مرة في ساعات قليلة، وتم كتابة 18 ألف تعليق تحتها، كل التعليقات تدين ما حدث وتصف الصينيين بالشعب الهمجي، وتفجرت بعدها موجة من الغضب الشديد بين مستخدمي الإنترنت من كل دول العالم، تعليقات تنتقد ما حدث من الصينيين، وتصف أنهم رغم توافر العديد من الآثار لديهم لكنهم لا يعلمون أهميتها الثقافية والتاريخية ولا يعتنون بها، مما دفع والد الشاب دينج إلى الظهور في وسائل الإعلام الصينية ليبدي اعتذاره للجميع وإلى المصريين بالنيابة عن ابنه، كما تم نشر لقاء صحفي مع والدة الشاب في جريدة تشاينا ديلي، وقالت نحن الذين نتحمل خطأ ابننا، وأعتقد أنه تعلم الدرس جيداً.
وفور ساعات من انتشار الخبر اتصل خبراء السياحة الصينيون بوسائل الإعلام الصينية وقالوا بأن هذا الخبر الذي فاجأنا في الصباح يعتبر كارثة، فنحن بلد أحرص ما نكون بالآثار والتاريخ، أنا أحتقر هذا السلوك، آسف لمصر، إنها وصمة عار على وجه جميع الصينيين.
وفي المساء أفردت وسائل الإعلام الصينية تقريراً موسعاً حول الحادثة، وقالت بأن العاملين في السياحة المصرية حاولوا تنظيف ما حدث لكنه لم يُطمس بصورة كاملة، وإنما تحسنت صورته عما قبل بعض الشيء، في حين أن وزارة السياحة المصرية أو شركة السياحة لم تقم بأي رد فعل تجاه هذا التصرف في ظل الإنفلات الأمني الغير مسبوق منذ الثورة المصرية.
جدير بالذكر أن السياح الصينيين في الآونة الأخيرة حققوا أرقاماً كبيرة تفوق أعداد السياح الأمريكان والألمان، حيث سجلت في 2012م وحدها 83 مليون سائح من الصين، بإنفاق يبلغ 102 مليار دولار، مما دعا السيد وانج يانج نائب مجلس الدولة إلى دعوة الصينيين لتحسين سلوكهم في الخارج، لأن سلوكهم هو الصورة التي يأخذها العالم عن الشعب الصيني ككل.
يقول أحد المرشدين السياحيين الصينيين الذين يعملون في مصر: السياح الصينيون زادت أعدادهم إلى مصر في الفترة الأخيرة، وكان سلوكهم حضارياً جداً ومعروف أنهم أشخاص ودودون، لكن في الآونة الأخيرة وبعد تزايد أعدادهم أصبح السلوك بحاجة إلى انضباط، ليس في مصر فقط وإنما في دول عديدة، وذكر مثالاً على ذلك قائلاً: رغم وجود لافتة باللغة الصينية خارج متحف اللوفر تقول بأن التبول هنا ممنوع، إلا أنه رأى بنفسه مجموعة من السياح الصينيين غير مبالين بذلك وقاموا بالتبول هناك، كما قال بأنه رأى بعض الصينيين يُتلفون أزهاراً جميلة في معرض هولندي يهتم بالزهور النادرة.
واختتم كلامه بقوله: نحذر دائماً السياح الصينيين قبل السفر بعدم تهريب الآثار، وبعدم لمسها، وبعدم التلفظ بألفاظ سيئة مع أصحاب البلد أو مع المرافقين من نفس جنسيتك، لكن لم يخطر على بالنا أن نحذرهم من الكتابة على الآثار لأنه أمر طبيعي لا يحتاج إلى تنويه، ويقول لولا تفهم المرشد السياحي المصري ما حدث لكان بإمكانه استدعاء بوليس السياحة القريبة من المعبد، وسيكون مصير “دينج” وقتها إما غرامة كبيرة أو السجن.