لا يخلو تاريخ الهند ذلك البلد العريق الموغل فى الأساطير والغموض، من ميل فطرى للبهجة والمرح يتلخص فى العديد من الإحتفالات والمهرجانات التى تتوزع على مدار العام، والتى تعد أحد أهم عوامل الجذب السياحى فى هذا البلد الجميل، ومن أهمها مهرجان البونجال .

أهم عوامل الجذب السياحى فى الهند ، ومن أهمها مهرجان البونجال .

ويعد مهرجان إحتفالات البونجال Thai Pongal من أهم وأشهر مهرجانات طائفة التاميل فى ولاية تاميل نادو الهندية، وهى من أهم وأعرق الطوائف العرقية الهندية التى تقوم على الإختلاف فى اللغة والدين، ويتواجدون بصفة أساسية فى حنوب الهند.

من أهم وأشهر مهرجانات طائفة التاميل فى ولاية تاميل نادو الهندية Tamil Nadu

ويختص المهرجان بإحتفالات الحصاد فى الهند، وهو عيد للشكر وإبداء الرضا للطبيعة عن المحصول الوفير ولكن على طريقة طائفة التاميل الهندية، وذلك لأهمية الحصاد فى تلك الحضارة التى تقوم على الزراعة، حيث يعتمد فلاحو الهند فى الزراعة على الماشية والمطر الموسمى والشمس، ولابد لهم على الأقل مرة كل عام من إبداء الشكر لتلك العوامل الطبيعية التى تعينهم وتضمن لهم فى النهاية محصولا وفيرا وذلك من خلال فعاليات مهرجان البونجال .

عيد للشكر وإبداء الرضا للطبيعة وعناصرها عن المحصول الوفير ولكن على طريقة طائفة التاميل الهندية ،

ويتم الاحتفال بالبونجال فى الفترة من منتصف يناير وحتى منتصف فبراير أي في موسم حصاد الأرز وقصب السكر وغيرها من المحاصيل المهمة داخل الهند.

ويستمر الإحتفال بالبونجال أربعة أيام، ترمز للوفرة والسلام والسعادة، ويعقد المهرجان أيضاً لتكريم الشمس وشكرها على المحصول الوفير ، وفيه تتجمع العائلات للإحتفال ومشاركة المحاصيل المختلفة مع بعضهم البعض ، وتقدم للشمس اطباق من اللبن والأرز.

وتقدم للشمس تقدمة من اللبن والأرز.

وللاحتفال بالمهرجان يشترى الهنود الملابس الجديدة والمزركشة، بينما تعد سيدات البيوت الكثير من أصناف الحلوى لإستقبال الزائرين بكل ما هو طريف ونادر لإستقبال البونجال، حيث ينتشر الإعتقاد أن الإحتفال بالبونجال يجلب الثروة والسعادة للمنزل، وبينما يعد البونجال عموماً إحتفالا بالشمس والحصاد ،إلا أن كل يوم من أيامه الأربعة يخصص لعبادة أحدا المعبودات المحلية، التى تقدر بالمئات فى الهند .

الملابس الجديدة والمزركشة بينما تعد سيدات البيوت الكثير من أصناف الحلوى

كما تتنشر على هامش المهرجان بعض الأنشطة الرياضة ، وليس أطرف ولا أمتع من رياضة ترويض الثيران، التى يبدو أن لها فى الهند مفهوماً آخر .

وتعد مصارعة الثيران الهندية التى يطلق عليها “جليكاتو” أو “مانيا فيراتو” من أغرب الرياضات الهندية، وتقوم فى الأساس على ترويض الثيران لا تعذيبها أو التخلص منها فى النهاية كما فى اسبانيا، وهى من أقدم وأعرق الرياضات التاريخية الباقية فى العصر الحديث، وعلى الرغم من تشابهها مع رياضة الجرى خوفا ًمن الثيران الأسبانية الشهيرة إلا انها مختلفة تماماً.

تقتصر كل واجبات المصارعين فى الإنقضاض على الثور الثائر محاولين الإمساك بسنم صغير على ظهرة

ففى جاليكاتو لا يفترض بالماتادور أو المصارعين إستخدام أى أسلحة، بل تقتصر كل واجبات المصارعين فى الإنقضاض على الثور الثائر محاولين الإمساك بسنم صغير على ظهرة، يشبه سنم الجمل لكنه أصغر، وتتميز به فصائل الثيران الهندية، ويتبع ذلك محاولة التحرك مع الثور الهائج بدون السقوط أو الإصابة بأى أذى، إلا أن الأمر لا يخلو من بعض الدهسات بالأقدام من الثور للمصارعين الساقطين أوتوجيه ضربات قوية لهم بقرونه الغليظة والحادة، وهو ما يمثل الجزء السلبى فى اللعبة التى ينظر لها معتنقوها وممارسوها على أنها نوع من إثبات الذات ، وإحياء التاريخ .

وتتطلب تلك الرياضة مرونة وسرعة فى ردود الأفعال بالإضافة إلى أقدام سريعة وخفيفة للسيطرة على الثور الغاضب

ويتبع منظمو الرياضة وممارسوها بعض الإجراءات والممارسات المقبولة وغير المقبولة، وذلك لدفع الثور المصارع للجنون والخروج عن المألوف، قد يكون أبسطها ذر الفلفل الأحمر الهندى فى عيونه قبل بدء المسابقة إثارة لحفيظته وضمانا لتوحشه وهياجه، وذلك إثارة لحمية المباراة، التى ما أن تبدأ حتى يلقى المشاركون بأنفسهم على الثور الهائج محاولين ترويضه والحصول على الجائزة التي تعد أحد أهم السمات المميزة لمهرجان البونجال.

وتعد هذه الرياضة لعبة جماعية ، ويرجع تاريخها إلى حضارة وادى السند قبل 5000 آلاف سنة مضت ما يجعلها من أقدم العادات والرياضات التاريخية الباقية على وجه الأرض ،حيث عثر على بقايا أثرية ترجع لحضارة وادى السند ،عليها تصوير قديم لرياضة مصارعة الثيران الهندية ما يدل على شيوعها أثناء تلك الفترة الحضارية، هذا فضلا عن أدلة أثرية كثيرة تدل على شيوع رياضة الجاليكاتو بين المحاربين القدماء أثناء العصر الكلاسيكى لحضارة التاميل Tamil classical period .

 

 

 

 

 

شارك برأيكإلغاء الرد