“في حال كان لديكم طفلان اختاروا الذي تحبونه أكثر من الآخر لمساعدته في البداية!” إعلان غير تقليدي أو نكتة لا تُسمع كثيراً في الطائرات، لكن يسمعها كثيراً المسافرون على متن طائرات شركة كولولا للطيران منخفض التكلفة في جنوب أفريقيا.
اتبعت كولولا Kulula نهجاً مختلفاً للترويج لرحلاتها والمنافسة منذ بدايتها عام 2001 كأول شركة طيران منخفض التكلفة في جنوب أفريقيا، واعتمدت في تسويق نفسها للمسافرين على أكثر من مجرد تخفيض أسعار التذاكر بإضفاء جو من المرح والبهجة في رحلاتها واعتياد طاقم الطائرة إلقاء النكات، وحتى باستخدام إعلانات غير تقليدية وتحويل هياكل طائراتها الخضراء إلى لوحات كاريكتورية مليئة بالتعليقات المضحكة لتبدأ تقديم جرعة من المرح للمسافرين من البداية، حتى صار أسلوبها علامة مميزة لدى الركاب.
وخلال رحلات كولولا ينتظر الركاب سماع الإعلانات غير المألوفة لأفراد الطاقم كالتلويح بإخضاعهم لفحص خطي في حال لم يهتموا لإجراءات السلامة، أو أن يتم تذكيرهم بألا ينسوا زوجاتهم وأطفالهم عند مغادرة الطائرة. وكذلك نداء مضيفة الطيران: “أيها السادة أهلاً بكم في مدينة الكاب. يمكنم مغادرة الطائرة بعض لحظات باستثناء الرجل الوسيم الجالس في المقعد رقم 13 ايه فهو مدعو للبقاء!”. مما سمح لجميع الركاب ان يدركوا أنه لا وجود لمقعد رقم 13 في طائرات كولولا.
وقد يسمع الركاب خلال الرحلة أيضاً: “يسر شركة كولولا أن تعلن أنها توظف افضل المضيفات والمضيفين في هذا المجال. للأسف لا وجود لأي واحد منهم معنا في هذه الرحلة!”.
كما استفادت الشركة الصغيرة بطائراتها الخضراء من الأحداث الجارية للتسويق، فقد تحدت المؤسة القوية في العالم؛ للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي منعها من استخدام عبارة “كأس العالم “في إعلاناتها خلال مونديال 2010 في جنوب أفريقيا، فلجأت كولولا إلى إعلان تقدم فيه بطاقات سفر مجانية إلى كل شخص يُدعى سيب بلاتر مثل رئيس الفيفا، قبل أن تجعل كلبا يُدعى “سيب بلاتر” يسافر في طائراتها، وقد أصبح الكلب مشهوراً جداً على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما اقترحت الشركة خلال زفاف الأمير البريطاني ويليام أن تدفع “لوبولا” أي المهر التقليدي وفق التقاليد الافريقية الجنوبية ليتمكن الامير وليام من الزواج من كيت مديلتون، وطرحت على ركابها هذا السؤال: “كم بقرة تستحق كيت برأيكم؟”.
وتوضح هايدي برورير مسؤولة التسويق في كولولا: “المرح والنكتة كانا جزءاً من هوية كولولا منذ اليوم الاول”، وأضافت أنه بالرغم ميزانتينها الصغيرة كان علينا ان نبرز، ولم يكن بإمكاننا أن نضمن أننا سنقدم أفضل الاسعار خصوصاً، وأن الشركة الوطنية سبق أن حطمت الأسعار في الماضي لإبعاد أي شركات جديدة تدخل السوق.
وأوضحت برورير أن الفكرة كانت في البداية تقوم على البساطة لجذب الزبائن. مع شعار “الآن الجميع يمكنه أن يطير!”، واسم كولولا نفسه الذي يعني “هذا سهل” بلغة الزولو. مؤكدة في الوقت ذاته: “من الجيد ان يكون المرء مرحا لكننا جديون جدا ايضاً”. وأضافت برورير: “نشجع طواقم الطائرة على أن يتمتعوا بحس مبدع”، لكنها أقرت بمواجهة الشركة لبعض الشكاوى.
وتنطلق رحلات “كولولا.كوم” أو “كولولا إير” من مطار تامبو الدولي خارج جوهانسبرج لعدة مدن داخلية وبعض الوجهات الأفريقية مثل نامبيا وزيمبابوي وموريشيوس. ونجحت خلال عشر سنوات في احتلال المرتبة الثانية في جنوب أفريقيا، وتسيطر على 20 % من السوق الداخلية، ونقلت العام الماضي 2.4 مليون مسافر. وتتبع كولولا الفرع المحلي لشركة الخطوط الجوية البريطانية، وتدير الشركتين مجموعة “كوم اير” المطروحة أسهمها في البورصة والعاملة في مجال الطيران منذ عام 1946 وتملك الخطوط البريطانية 11 % من رأسمالها.
ويعلق ديفيد بلايث المدير العالم لشركة “يلو وود” للإعلانات على أسلوب الشركة: “إنها سوق صعبة للغاية حيث المنافسة شرسة جداً. لقد قاموا بطريقة حذقة بإدخال المرح وإضفاء جو معين. يشعر الركاب أنهم يعاملون كفرد وأن أموالهم لم تذهب هدراً”. وأضاف بلايث أن المحافظة على الروح المثيرة تحد هائل خصوصاً مع مواجهة الشركة لبعض المشاكل الآن مع لرتفاع أسعر الوقود والرسوم في المطارات، كما أن الشركة المالكة “كوم إير” أعلنت عن أول خسائر لها منذ إنشائها.
هل ستصمد شركة كولولا أمام هذه الظروف، وتبقى ضحكات مسافريها تتردد؟
اقرأ أيضاً: “كولولا”.. شركة طيران تجعل مسافريها ينفجرون من الضحك!