بالصور.. محطة قطار طوكيو.. كنزاً ثقافياً وتاريخياً في قلب العاصمة اليابانية

تقع محطة قطار طوكيو التاريخية في حي تشيودا من مدينة طوكيو، بالقرب من قصر طوكيو الإمبراطوري و حي غينزا التجاري، وتخدمها خطوط شينكانسن للسكك الحديدية عالية السرعة .

 

وتعد هذه المحطة هي المحطة النهائية الرئيسية في طوكيو للخطوط بين المدن، ولا عجب في ذلك فهي أكثر المحطات ازدحاما في اليابان من ناحية عدد القطارات والتي تصل يوميا إلى أكثر من 3000، و الثامنة من ناحية عدد المسافرين والخامسة من حيث الإنتاجية الركاب.

تأسست محطة طوكيو في عام 1914 تحت اشراف وتصميم “كينجو تاتسونو”، وهو المهندس المعماري الشهير الذي يعود إلى فترة “ميجي اليابانية” وهي الفترة الأولى من تاريخ اليابان المعاصر.

وتشير الاحصاءات اليابانية إلى أنه وفي كل عام، تتوجه أعداد كبيرة من السياح إلى هذه المحطة لمشاهدة سحرها الأوروبي والطراز المعماري الرائع الذي بنيت على أساسه خاصة بعد أن نجت من نيران الحرب واستمرت صامدة وشامخة لمدة قرن من الزمان، فلم يعد هذا المكان مجرد محور للنقل في قلوب الناس فحسب بل أصبح رمزا للتاريخ والثقافة في طوكيو.

إن أعمال الترميم التي بدأت داخل مبنى محطة “مارونوأوتشي” ” طوكيو” في عام ٢٠٠٧، قد عملت على تقوية الهيكل الإنشائي للمبنى عن طريق وضع نظام عزل ضد الزلازل تحت الأرض، بالإضافة إلى إعادة المبنى لشكله القديم من خلال إعادة بناء القباب في الجنوب والشمال والسقوف والديكور الداخلي للمحطة والتي تعرضت للحريق من جراء الغارات الجوية التي استهدفت طوكيو أثناء الحرب العالمية الثانية. وبالنظر على المستوى العالمي نجد أن مباني المحطات الكبيرة المبنية بالطوب الآجر والقرميد الأحمر مثل محطة مارونوأوتشي قليلة ويقال أن المتبقي منها محطتان فقط الاولى سانت بنكراس في لندن والثانية محطة أمستردام في هولندا. لذا فقد كان من الطبيعي ان يدرج مبنى المحطة ضمن الثروة الثقافية الهامة ذات الطابع الوطنى في اليابان.

ولم يكن مبنى المحطة ذات طابع وطني وتاريخي فقط، بل أنه كان مبنى ذات طابع ثقافي وأدبي حيث استقبل عمالقة الأدب الياباني، وذلك عندما تم افتتاح فندق المحطة في 1915، ولعل مسئولو اليوم قد حافظوا على هذا التراث عبر تخليد ذكرى إقامة الأدباء الكبار من الكتاب الحاصلين على جائزة نوبل مثل ”كاواباتا ياسوناري“ وكاتب الألغاز ”أدوجاوا رانبو“، وذلك عبر تصميم أوراق المفكرات الموجودة بجميع غرف النزلاء بنفس شكل ورق المخطوطات ذات الطراز الياباني.

كما عمل القائمين على تجديد الفندق بالكامل، فقد تم تحديث ثرياته وجدرانه البيضاء وإعادة تصميمه على الطراز الأوروبي، لكن بطريقة عرض تذكّر بتاريخ الفندق.

ولعلك ستستمتع في محطة طوكيو بجميع الأطعمة اليابانية وستحتار بين اختيار الأطباق الشهية من جميع أنحاء اليابان، وهذا الأمر ليس بأي حال من قبيل المبالغة، فهذا المكان يطلق عليه “جنة من الطعام لذيذ”.

كما يوجد داخل المحطة صفوفا متراصة من متاجر الهدايا ومجموعة رائعة من السلع المتنوعة، فكل ما ترغب فيه ستجده في هذا المبنى، حتى أنك ستجد مجموعات كبيرة ومتنوعة من الأغذية المعبأة والمحلية، بما يسمح للمسافرين الاستمتاع بالطعام الأصلي والذي ينتمي إلى مناطق مختلفة أثناء السفر على خط السير.

وتربط محطة طوكيو العديد من المناطق الهامة والمتناثرة فضلا عن معالم الجذب داخل طوكيو الرئيسية مثل ديزني لاند طوكيو وضريح ميجي جينجو، ولذا فأن استقلال هذه المحطة بالإضافة إلى كونه متعة وترفيه، فأنه وسيلة مفيدة أيضا للوصول إلى جميع معالم عاصمة بلاد الشمس المشرقة وفي دقائق معدودة.