لاشك أن كل واحد منا تعرض لهذا الموقف في إحدى رحلاته، وهو فقدان أو نسيان شيء ما في المطار .. قبل ركوب الطائرة أو بعد الوصول، ولاشك أنك فكرت مع نفسك عن مصير ما فقدته!
للإجابة على هذا التساؤل نذهب معاً إلى أحد مطارات بريطانيا .. وهو مطار Gatwick حيث يشهد هذا المطار كميات كبيرة جداً من أمتعة المسافرين المفقودة شهرياً، تملأ هذه المفقودات قرابة 1800 صندوق كل شهر، لذا فالسؤال الملح هنا هو: أين تذهب هذه المفقودات؟ من الذي يتصرف فيها؟ وهل تتم الإستفادة منها؟

يقول المسئولون في مطار جاتويك أن معظم ما يفقده المسافرون يتمثل في الكاميرات والموبايلات والمظلات وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والآي باد، وأحياناً يجدون ما هو أرخص من ذلك بكثير لكنه ذات قيمة عالية لدى أصحابها، مثل الشعر الصناعي والأسنان الصناعية والعدسات اللاصقة والعكازات، لكنهم لم يجدوا ذات مرة دفتر شيكات أو مفتاح سيارة بورش أو ساعة رولكس أو حقيبة ألماس على حد قولهم.

أماكن تخزين المفقودات فترة الثلاثة شهور قبل التصرف فيها

أماكن تخزين المفقودات فترة الثلاثة شهور قبل التصرف فيها

كل هذه المفقودات بغض النظر عن قيمتها سواء فقدها المسافرون في المطار أو داخل الطائرة .. فإنه يتم تخزينها لمدة ثلاثة شهور في مكان معين بالمطار حسب القانون البريطاني، حتى تُعطى الفرصة الكافية لمن فقدها، وبعد انقضاء الثلاثة شهور يحق للمطار التبرع بها أو بيعها في مزاد علني ودفع ثمنها للأعمال الخيرية، ويتم هذا المزاد يوم الثلاثاء من كل أسبوع في أماكن معروفة ومحددة في بريطانيا.
ولكن هناك أشياء لا تخضع لهذا القانون، مثل زجاجات المياه الغازية أو زجاجات العطور أو السوائل بشكل عام، وفي هذه الحالة يتم تفريغها بعد الكشف عليها ثم إرسال الزجاجات إلى المصانع لإعادة تدويرها واستعمالها من جديد.

ومن الطريف أنه ذات مرة كان من ضمن هذه المفقودات أسلحة خطرة ومخدرات، وبالطبع لن يعود صاحبها للسؤال عنها، وأيضاً بالطبع لن يقوم المطار ببيعها في مزاد علني والتبرع بثمنها، وإنما تم استدعاء الشرطة لمعاينتها والكشف عليها، ومن ثم تحديد أنسب قرار نحوها، وهذا ما حدث بالفعل في شهر ديسمبر من عام 2012م حينما كان من ضمن المفقودات في مطار جاتويك 767 كيلو كوكايين و117 كيلو هيرويين.

شارك برأيكإلغاء الرد