في شهر فبراير من كل عام يُقام واحد من أقدم المهرجانات الإيطالية، يُطلق عليه كرنفال آيفيريا (Carnevale di Ivrea) في بلدة آيفيريا الإيطالية والتي تقع في الجزء الشمالي الغربي من إيطاليا، بالقرب من مدينة تورينو Turin الشهيرة بصناعة سيارات فيات Fiat، والتي تبعد عنها مسافة 35 كيلو متر فقط.
يبلغ سكان هذه المدينة العريقة 25 ألف نسمة، وفي شهر فبراير من كل عام تزدحم بالسياح وبالبرتقال أيضاً؛ حيث يتم شراء مئات الأطنان من المزارع المحيطة، بل يتم استيراد أطناناً إضافية منه من جزيرة صقلية، وذلك كي تكفيهم مدة الثلاثة أيام مدة الكرنفال التي هي الأحد والإثنين والثلاثاء، حيث يُستعمل فيها 600 طناً من البرتقال.
الإستعداد لكرنفال آيفيريا بأطنان من البرتقال المحلي والمستورد
تعود جذور كرنفال آيفيريا إلى الثورة الإيطالية في القرن الثاني عشر الميلادي، عندما ثارت الجماهير بهذه المنطقة في وجه جنود الأمير المستبد والذي قيلت عنه أساطير لم يتم التأكد من صحتها، وانتهت الثورة وقتها بوصول الثوار إلى قصر الأمير ثم إحراقه.
في هذا الكرنفال ينقسم آلاف المشاركين إلى تسعة فرق، يرتدي كل فريق ملابس موحدة، ويرمون بالبرتقال جنود الأمير والذين يقومون بدورهم بارتداء أقنعة على وجوههم لحمايتهم ويركبون عربات تجرها الخيول كالتي كانت تستعمل في حروب العصور الوسطى، ويشارك في الكرنفال الأطفال والشباب والنساء ويستمر ثلاثة أيام في شوارع تلك البلدة، وينتهي الكرنفال بحرق دمية الأمير.
احتدام المعركة بين الفرق التسعة وبين جنود الأمير في عربات الخيل
ورغم ارتداء الجنود أقنعة لحمايتهم إلا أن وجوههم تدمى باللون الأحمر، إنه ليس دماً وإنما عصير البرتقال الأحمر والذي يتميز به هذا النوع من البرتقال والذي يطلق عليه البرتقال الماوردي، وفي الماضي كان التفاح والفاصوليا هي المستخدمة إلا أنه تم تغييره منذ بداية القرن العشرين، ومما لاشك فيه أن البرتقال أضفى ألواناً وروائح أكثر بهجة.
لحظة ارتطام آلاف حبات البرتقال بأقنعة الجنود
وبعد الكرنفال يتم الإعلان عن الفائز في هذه المعركة الحامضية الطويلة، وتكون بلدة آيفيريا في هذا اليوم غارقة في عصير البرتقال وقد افترشت الأرض بسجادة من البرتقال، ويمتليء الجو بفيتامين سي.
بعد الأيام الثلاثة للكرنفال
سيُقام الكرنفال القادم لسنة 2012 من 19 إلى 21 فبراير، وقد بدأ العديد من السياح الإستعداد لحضوره واحد من أكثر المهرجانات بهجة وحيوية في إيطاليا.
للإقامة في آيفيريا أثناء المهرجان يمكنك الإختيار من بين العديد من الفنادق، أشهرها فندق Hotel Bellevue و Chalet du Lys و Villa Soleil و Tre Alberi Liberi وكلها تتراوح بين 4 أو 3 نجوم.
مزيد من معركة البرتقال في مهرجان آيفيريا الإيطالي (لحجم أكبر اضغط على الصورة):
جميل الحفاظ على عادة لكل هذا الوقت، لكن ألا يفكر أحد في أطنان البرتقال التي يُمكن أن تطعم مئات الجوعى والمحرومين من لقمة الخبز وليس البرتقال.
أتمنى أن أعرف إن كانت توجد معارضة لمهرجان آيفيريا ولمهرجان شبيه بالطماطم؟؟
من الممكن أن يستبدلوه بكرات بلاستيك أو ورق تحقق المتعة وتحافظ على التقليد القديم، وتراعي مشاعر البشر.
شكراً 🙂
الغربيين بشكل عام، الترفيه لديهم جزء من غايتهم في الحياة فتجد الفرد منهم يعمل جل وقته خلال الاسبوع ليجمع المبلغ الكافي لقضاء اجازة نهاية الاسبوع بالطريقة التي تناسبه.
بالطبع أختي غادة هناك من يفكر في هذه الأطنان التي تذهب هباءً، وهناك من يجمع البرتقال في النهاية ليصنع منه فطائر وغيره، ولكن مهما كان فلم تخلق هذه النعم لتلك الأمور.
وعلى حد تعبيرهم فإن البرتقال تم استخدامه بدلاً عن الحجارة التي كان يرميها الجمهور على الحرس الخاص بالأمير.
أوافقك الرأي بأن استبداله، وليكن بكرات اسفنجية مثلاً.