مهرجان سباحة خيول شنجتجوى السنوى في أمريكا.. عندما تفصح الجياد عن نفسها

الخيول من أجمل حيوانات الدنيا، فما بين شعورها الهائجة وحمحماتها الأصيلة كتبت فصول من التاريخ ومعلقات من أبيات الشعر ، وحفر تحت وقع سنابكها تاريخٌ لا يظل عالقاً بأذهان شعوب وحضارات، يتمثل فى ذكرى مهرجان أو إحتفال سنوى يبين كم بها من آيات الجمال وأبهة الحسن والخلقة .

ويعد “مهرجان سباحة خيول شنجتجوى” Chincoteague السنوى، والمحدد فى شهر يوليو من كل عام، من أشهر الأحداث والمهرجانات المتعلقة بالخيل فى الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث يتجمع سنويا على جزيرة Assateague المنعزلة ، والتى تقع فى الشرق من ساحل الولايتين الأمريكيتين المتجاورتين فرجينيا وميريلاند، ما يقرب من 150 مهراً برياً من ذوى القوائم القصيرة أو Pony والتى يطلق عليها Chincoteague ponies نسبة الى جزيرة شنجتجوى القريبة .

حيث يقوم بعض المتطوعين والذين يطلقون على أنفسهم Saltwater Cowboys أورعاة بقر المياه المالحة بسوق الخيول للسباحة عبر قناة Assateague الضحلة إلى جزيرة شنجتجوى Chincoteague القريبة ، والتى يتم بها تنظيم مرور المهور والمهرات الشابة فيما يشبه الكرنفال عبر الشوارع للمشاهدة والتصوير مصحوبة بايقاعات الآلات الموسيقية المختلفة، وينتهى الموكب بمزاد علنى لبيعها إلى المشترين المنتظرين .

 

وتعد سباحة الخيول عبر القناة جزءاً صغيراً من أسبوع حافل بالأحداث والمناسبات على جزيرتى Chincoteague و Assateague ، والمخصص لتقليل حجم قطيع الأحصنة البرية ببيع بعضها فى المزادات العلنية .

ويفد عشرات الآلاف من المشاهدين من جميع أنحاء العالم سنوياً الى جزيرة شنجتجوى لمشاهدة هذا التقليد السنوى الهام ، ويساعد مزاد البيع فى التحكم فى حجم القطيع وضمان عدم الزيادة المفرطة فى أعداد الأحصنة عن طريق التكاثر ، بالإضافة إلى كونه وسيلة لجنى المال لشركة متطوعى إطفاء شنجتجوى التى تتولى الإشراف على المشروع ، حيث تستخدم الشركة جزءاً من أموال البيع لتوفير العناية الطبية للقطيع طوال العام .

وعلى الرغم من شهرتها كقطيع أحصنة شنجتجوى البرى إلا أنها تعيش فى الحقيقة على جزيرة أساتيج ، ولكنها تنسب إلى شنجتجوى بسبب المهرجان ومزاد البيع .

ويعتقد أن ذلك القطيع ذو الصفات الوراثية والجسمانية المميزة ينحدر فى الأصل من فحول نجت من السفينة الأسبانية الغارقة جاليونز galleons فى القرن السابع عشر حيث تكاثرت الخيول فى البداية بصورة عشوائية ومتقاربة نتج عنها أجيال ذات عيوب خلقية ، ولكن تلى ذلك محاولات ناجحة لتربية الخيول البرية مع بعض السكان الجدد الذين بدأوا فى تربية الخيول ونقل بعضها الى البر الرئيسى ليتم بيعها ، وفى العام 1924 بدأ أول إحتفال رسمى بتربية الخيول بواسطة شركة متطوعى إطفاء شنجتجوى المختصة بأعمال الإطفاء التطوعية ، حيث تم بيع الخيول فى الميزاد العلنى وإستخدام الأموال فى شراء أدوات إطفاء جديدة , وإستمر الحدث السنوى على نفس المنوال بلا إنقطاع حتى يومنا هذا .

وتتم تربية خيول شنجتجوى فى قطيعين رئيسيين على جزيرة اساتيج يفصلهما سور الحدود بين ولايتى فرجينيا وميريلاند وبأعداد تصل إلى 150 حصانا على كلا الجانبين ، هذا وقد تحدد الثلاثين من يوليو القادم 2014 ليكون المهرجان رقم 89 لسباحة خيول شنجتجوى.