تتحول سماء مدينة البوكيرك، نيو مكسيكو على مدى تسعة أيام إلي لوحة سريالية اللون، تزينها البالونات العملاقة متعددة الأشكال في مشهد يبعث على البهجة والسعادة، ويحظى بإعجاب جميع الأعمار، وذلك خلال مهرجان البوكيرك الدولي للمناطيد الذي ينطلق في أوائل شهر أكتوبر من كل عام.
بدأ البوكيرك الدولي في 8 أبريل عام 1972 واشترك فيه نحو 13 منطادًا فقط ، وذلك على الرغم من أن المخطط كان مشاركة ما يقرب من 21 بالون للتفوق على أكبر تجمع للمناطيد في ذلك الوقت، والذي شهدته إنجلترا بمشاركة 19 منطادا، حتى وصل العدد الآن لما يقرب من 500 منطادا مشاركا في أضخم حدث للمناطيد فى العالم، يشاهده ما يقرب من 100 ألف زائر سنويا.
ونظرا للشعبية الكبيرة التي يتمتع بها المهرجان فقد وصل عدد البالونات المسجلة في عام 2000 حوالي 1019، مما دفع المسئولين للحد من العدد وتفيده بـ 750 ابتداء من عام 200، تم تغيير الحد الأقصى إلى 600 في عام 2009 مع ازدحام المدينة وقلة مناطق الهبوط.
يجتمع المشاركون في هذا الحدث الضخم عادة قبل شروق الشمس خلال أيام المهرجان ليشهدوا انطلاق المناطيد في الهواء، بعد أن يقوم مجموعة من أمهر الطيارين باختيار الوقت المناسب للتحليق اعتماداً على الرياح والظروف الجوية الملائمة، لتتطفو مئات البالونات المتوهجة في سماء الليل المظلم لتشق طريقها باتجاه السماء، حتى تبلغها قبل دقائق من طلوع الشمس في عرض فني بديع.
ويؤكد السائحون على روعة المهرجان وسعادتهم بالمشاركة فيه، خاصة مع تجدد أشكال البالونات عاما بعد أخر بطرق غير تقليدية، وتشمل البقرة، النحلة، السيارة وغيرها الكثير، مشيرين إلى أن هذا هو الجزء الأكثر شعبية لهذا الحدث حيث يمكن للعائلة أن تستمتع بالبالونات مختلفة الأشكال والأحجام.
ويعد مهرجان هذا العام 2015 هو النسخة الـ 44 من البوكيرك الدولي الذي يقام في حديقة بالون فيستا، بمشاركة 22 طيارا و 500 من بالونات الهواء الساخن، و100 ألف زائر حضروا ليشهدوا انطلاق أكبر مهرجان عالمي للمناطيد بأكثر من 100 من الأشكال الخاصة.
ويشهد المهرجان إلى جانب كرنفالية المناطيد الهوائية، عددا من الأحداث الترفيهية كإطلاق الألعاب النارية في عروض مبهرة، مع حفلات موسيقية متنوعة، بالإضافة إلى إقامة المسابقات المختلفة.
كما يتيح المهرجان للزائرين إمكانية التعرف على تاريخ المناطيد عبر زيارة متحف أندرسون ابروز المخصص للبوكيرك الدولي للمناطيد، والذي يسلط الضوء على رواد هذه الرياضة، بما في ذلك بن أبروزو وماكسي أندرسون ولاري نيومان الذين قاموا بأول رحلة عبر المحيط الأطلسي بالمنطاد في عام 1978.
ويحرص الكثير من المشاركين والزائرين على التقاط الصور التذكارية وسط هذا الكم الهائل من المناطيد التي تطير لتعانق عنان السماء واحدة تلو الأخرى.
