بالصور.. مهرجان الموتى.. جماجم وهياكل عظمية في الشوارع العامة بالمكسيك

هل تخشى من مشاهدة أفلام الرعب على التلفاز، وهل تخيفك أشكال الجماجم والموتى؟ فماذا إذا رأيتهم أمامك مباشرة دون شاشات أو حواجز.. نعم هذا ما يمكن أن تواجهه إذا انتقلت إلى المكسيك في بداية شهر نوفمبر، حيث ستشم رائحة الموت تفوح من أركان المدن، وبل وسترى الهياكل العظمية تسير أمامك في الشوارع العامة، وذلك في المهرجان المخصص للموتى.

يعد مهرجان الموتى الذي يقام سنويا بالمكسيك يومي الأول والثاني من شهر نوفمبر واحدا من أكثر المهرجانات المألوفة عالميا، حيث يتذكر المكسيكيون أسلافهم وأقاربهم الذين فارقوا الحياة. ويرتكز المهرجان على تجمع العائلة والأصدقاء للصلاة من أجل تذكر أفراد الأسرة الذين لقوا حتفهم.

ويشتهر هذا المهرجان بشكل كبير في المكسيك حيث يجذب أكثر من مليون زائر في هذان اليومين، وترجع جذور يوم الموتى هناك إلى حضارات أمريكا الوسطى والجنوبية وبخاصة حضارات الأزتيك، الناهوا، والمايا، وبيروبتشاس، حيث الطقوس بالاحتفال بحياة الأسلاف بالاحتفاظ بجماجم الموتى وإبرازها في يوم الأموات لتمثل الموت نفسه وكذلك الولادة، وذلك قبل قرابة 3 آلاف عام. وفي الحقبة قبل الإسبانية، ارتبطت تلك الطقوس بالموت والبعث، ولذا فإن تلك الاحتفاليات تم توجيها إلى الأطفال وإلى حياة الأقارب المتوفيين.

وتحسبا لهذا الحدث تمتلىء المخازن والأسواق بالتوابيت المصغرة، والجماجم والهياكل العظمية المصنوعة من الشوكولاته، والورق المقوى أو الطين، حيث يظن المحتفلون ان أرواح الأطفال الموتى ترجع إلى الأرض في اليوم الأول من شهر نوفمبر و في اليوم الثاني يكون الدور على أرواح البالغين حيث تهبط الأرواح إلى الأرض. ويعتقد المكسيكيون أن موتاهم يقبعون في غرف الانتظار الروحية، ويتمكنوا من العودة إلى منازلهم في هذا الوقت من العام. وبالتالي تبدأ الأسر في الاستعدادات لمساعدتهم بتنظيف قبور العائلة والأحبة وتزينيها بمختلف أنواع الزينة الملونة. فيما تقوم بعض العائلات الغنية بوضع الشمعدان المزين بالمنزل.

وفي يوم الاحتفال تذهب جموع المحتفلين إلى المقابر للاحتفال والغناء وتقديم القرابين والتي هي عبارة عن الأطعمة المفضلة للمتوفيين وكذلك الشراب المفضل.

وبعد أن تجد الارواح طريقها إلى المنزل وتكون في موضع ترحيب، من قبل الأهل والأصدقاء يقدم لهم أنواع شتى من أشهى أنواع الطعام وخاصة خبز الموتى حسب المعتقد، وبعد إقامة الاحتفالات تبدأ الأسر بتناول هذا الطعام، لإعتقادهم أن أرواح الموتى قد التهمت القيمة الروحية للطعام وماتبقى هو عبارة عن طعام قد فقد قيمته الغذائية.

ويحتفل الناس في تلك الأيام بمجموعة مشغولات تميزها، كالورود الصفراء المسماة “ورود السمباسوتشيل” وخبز الموتى والجماجم والهياكل العظمية، فكل ما يحيط بك يحمل طابع الموت بشكل او بآخر، والمحتفلون صبغوا وجوههم وأجسادهم على هيئة هياكل عظمية. وفي عطلة يوم الموتى ترتدي النساء أزياء من الهياكل العظمية في شوارع المكسيك, وتقام المواكب الملونة بطرق مختلفة , وبعضهم يحتجز في موكب الجنازة حيث يعمل للموتى جنازة في ذاك اليوم , وآخرين يفضلون الغناء والرقص.

وتختلف الاحتفالات تبعا لعادات وتقاليد كل مدينة مكسيكية، إلا أنه وفي العموم يتم توزيع الجماجم بالسكر وهي الجماجم التي يكتب على جباهها اسم المتوفى بطريقة لا تخلو من المزاح المقبول والذي لا يهدف إلى الإساءة إلى الشخص المذكور، كهدايا لكل من الأحياء والأموات. وفي بعض أجزاء من البلاد وخاصة المدن تجوب الأطفال الشوارع، ويطرقون أبواب الناس لطلب الهدايا من الحلوى أو المال ويسألون المارة عن ذلك.

ويقام هذا الاحتفال في العديد من البلدان، ولكنه يلقى الأهمية الكبرى بالمكسيك، ففي البرازيل هو عطلة رسمية حيث أن العديد من البرازيليين يحتفلون به من خلال زيارة المقابر والكنائس. وفي اسبانيا تقام المسيرات وفي نهاية اليوم يتجمع الناس في المقابر للصلاة من أجل أحبائهم من الأموات، كما تقام هذه الاحتفالات في أماكن أخرى في أوروبا، وفي العديد من البلدان الآسيوية والأفريقية.