ثقافة وفنون كوريا الجنوبية في مهرجان الجنادرية

يقدم المهرجان الوطني للثقافة والتراث في السعودية “الجنادرية” في دورته السابعة والعشرين فرصة للتعرف عن قرب على الثقافة الكورية، حيث يستضيف كوريا الجنوبية كضيف الشرف للعام الحالي.

تأتي استضافة كوريا الجنوبية احتفالًا بمرور نصف قرن على العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وكوريا، وتأكيداً على الصداقة بين البلدين، ووجود العديد من العادات والقيم المشتركة بين الشعبين مثل احترام الكبير والأسرة والالتزام بالأخلاق الحميدة، بجانب تعريف جمهور المهرجان بالثقافة والفنون والابتكارات الكورية، والتعرف على عادات الشعب الكوري.

ركزت كوريا الجنوبية في تصميم جناحها على فكرة انسياب المياه لأن الماء هو سر الحياة، وقد خلقت المياه لتنساب متدفقة داخل الرمال العطشى لمجري الزمن، فتتدفق ببطء دون استراحة، وتنساب حتى تصل إلى البحر وبها يصل البحر إلى كل مكان ومعه تصل المياه إلى أي مكان، وحيث تتواصل القلوب وتزدهر الصداقة، وترمز من خلالها إلى أن المياه التي تهطل في شبه الجزيرة الكورية في الشرق تتدفق داخل ثلاثة بحار حيث يعانق كل بحر الرمال الدافئة في شبه الجزيرة العربية؛ فكلها مياه واحدة.

أول ما يشاهده زائر الجناح الكوري نص باللون الأبيض يتكون من 888 حرفاً باللغة الكورية، ويتكون الجناح الكوري من ثماني صالات نُظمت لتعكس التاريخ الكوري منذ القرن السابع، بما في ذلك ألف عام من التبادل التاريخي بين العرب وكوريا. وينقسم الجناح الكوري كالتالي:

الأولى: ممر نفق الزمان ويحتوي على جِرار من الخزف الكوري، وترمز كل واحدة إلى حقبة زمنية معينة، في حيث أن الطرف الآخر منها يحكي عن تاريخ التبادلات وغيرها من التعاملات.

الثانية: شاشة استعراض سينمائي ثلاثية الأبعاد تعرض أفلام متحركة (كرتون) تروي  قصة المياه أصل الحياة، وأن قطرات المياه التي هطلت بالبحيرات الصغيرة بكوريا تجري منسابة لتعانق الجنادرية.

الثالثة: تعرض لرسومات بيانية وخرائط توضح التضاريس والطبيعة في كوريا الجنوبية.

الرابعة: فقرات تراثية عن كوريا مع أفلام ثقافية مختصرة، ونظام تفاعلي يشرح من خلال أزرار أو أيقونات ثمانية قطاعات لأربعة موضوعات هي: كوريا في الوقت الحاضر، المأكولات الكورية، التراث الكوري، فصول السنة، الرياضة وغيرها من مجالات الحياة الأخرى.

الخامسة: طريق الحرير الرقمي Digital Silkroad  يشرح تاريخ التعاون بين البلدين منذ الزمن الماضي وحتى الوقت الحاضر.

السادسة: منطقة تقنية المستقبل تعرض للمزايا والخواص الاقتصادية التي تتمتع بها كوريا، وتستعرض 15 من أكبر الشركات والمؤسسات الكورية الرائدة في مجال التقنية، مع رسومات توضيحية وبيانات على الجدران للمناظر الطبيعية للعاصمة سيوؤل.

السابعة: تستعرض الدراما والغناء الكوري، مع عرض لأشرطة موسيقية شهيرة، ومشاهد من الدراما الكورية التي تجسد الثقافة التقليدية والمعاصرة لكوريا.

الثامنة: صالة السياحة الكورية تعرض للطبيعة والعادات والتقاليد الكورية، ومعلومات عن فرص السياحة في كوريا.

كما يُقام في المسرح الخارجي في كل لية من ليالي الجنادرية استعراض للفنون الشعبية الكورية وفعاليات ثقافية على المسرح الخارجي، منها عروض الروبوتات الجماعية والسامولنوري، وهي عروض فلكلورية موسيقية باستخدام أربع ألآت قرع هي: الطبلة وجانغ كو وجينغ وكوينغاري.

يُذكر أن مهرجان الجنادرية يُقام منذ عام 1986 بهدف تشجيع اكتشاف التراث الشعبي واستغلاله في أعمال أدبية وفنية، والحث على الاهتمام بالتراث الشعبي ورعايته، وتشجيع دراسة التراث للاستفادة من الايجابيات والبحث في وسائل الاستغلال الأمثل لمصادر البيئة المختلفة، وإعطاء صورة حية عن الماضي بكل معانية الثقافية والفنية.

ويشمل الجنادرية فاعليات مختلفة منها سباق الفروسية والتحمل، الفنون والألعاب الشعبية، والعروض التراثية، والأزياء الشعبية، ومعرض الكتاب، كما يتخلله سباق الهجن الذي يُقام هذا العام للمرة الثامنة والثلاثين بهدف الحفاظ على الإبل كجانب من التراث.