تواجه السياحة في السعودية الكثير من التحديات التي تحد من النهوض بالسياحة الداخلية على مستوى المستثمرين والمستهلكين، وذلك على الرغم من أن قطاع السياحة يحتل موقعاً متميزاً ضمن الأهداف العامة في قطاع تنمية الموارد الاقتصادية للدولة.

للمهرجانات دوراً كبيراً جداً في تنمية وجذب السياح بتنوعها ودعمها من قبل الهيئة العامة للسياحة

ومع ارتفاع أرقام السياحة الخارجية زادت المطالبات بتذليل المعوقات التي تواجه القطاع السياحي من أجل المنافسة في جذب السياح، وتحديد المعوقات التي تواجهها السياحة سواء في قطاع الإيواء، ووكالات السفر والسياحة، وأنشطة الجذب السياحي.

ومن ثم العمل على إيجاد حلول لها وتذليلها لتوفير المناخ السياحي الملائم للأنشطة السياحية المختلفة دعماً لصناعة السياحة في المملكة وتنميتها لتسهم في زيادة الدخل القومي وتنويع مصادره وإيجاد فرص عمل.

وفقا لصحيفة الجزيرة السعودية قال نائب رئيس لجنة الفنادق والوحدات السكنية بالغرفة التجارية بالرياض عبد الرحمن الصانع إن 4.5 مليون سائح سعودي ينفقون سنوياً ما يزيد على الـ80 مليار ريال من خلال السياحة الخارجية في دول مختلفة حيث احتل السائح السعودي الرقم الأول في الإنفاق سياحياً إذ يصرف في سفره ستة أضعاف ما ينفقه السائح الغربي.

وأضاف: “نحن ننظر للسياحة على أنها خدمة وليست صناعة وأنها مجرد ترفيه لا أكثر، وذلك خلاف كثير من دول العالم، ومنها دول الجوار التي اكتشفت فيها قيمة اقتصادية هامة جداً تفوق صناعة النفط بمراحل، وأهمها أنها تتيح فرصاً وظيفية متعددة، وأن عائدها الاقتصادي يستفيد منه شريحة كبيرة من أفراد المجتمع بشكل مباشر وآخر غير مباشر كما أن الإنفاق العالمي على السياحة وصل إلى تريليون دولار سنويا”.

وأشار الصانع إلى احتمالية أن النفط قد ينضب بينما السياحة مستمرة ما دامت حياة البشر على الأرض، وهذا ما جعل دولاً كثيرة تقدم الأراضي للمستثمرين في المواقع السياحية شبه مجاناً كذلك القروض الميسرة وبنسب تصل أحياناً إلى 90% من كلفة المشروع السياحي.

وبيّن الصانع أن هيئة السياحة أعادت تنظيم وهيكلة قطاع الفنادق وتصنيفه، وربما 40% من الشقق المفروشة، وحافظت على قطاع الآثار، وبذلت مجهوداً كبيراً فيه وفي قطاع الإيواء.

وقال نائب رئيس اللجنة الوطنية للسياحة بمجلس الغرف السعودية عفيف الصوراني إن سوق السياحة يتطور باستمرار في المملكة، والجهود تبذل للوصول إلى أرقى المستويات العالمية، وما زالت الهيئة العامة للسياحة تبذل المزيد، والنمو في القطاع السياحي يسير بتدرج حسب التوسع الاقتصادي بكافة القطاعات.

وأكد أن للمهرجانات دوراً كبيراً جداً في تنمية وجذب السياح بتنوعها ودعمها من قبل الهيئة العامة للسياحة موضحاً أن اللجنة السياحية في مجالس الغرف تقوم بجهود لدعم السياحة وجذب الزوار لمناطق المملكة بالتنسيق بين الجهات الرسمية المعنية ورجال الأعمال.

وجدير بالذكر تصدر السعوديون قائمة السياح الأكثر إنفاقاً في العالم بحسب دراسة أعدتها شركة “فيزا” الائتمانية حيث يزيد إنفاق السائح السعودي بنحو ثلاثة أضعاف المعدل العالمي لإنفاق الفرد في السياحة.

وذكرت الدراسة أن السائح السعودي ينفق بمعدل 6414 دولاراً “24 ألف ريال سعودي” في الرحلة الواحدة بينما المعدل العالمي لإنفاق الفرد في السياحة الخارجية هو 2300 دولار “8.6 آلاف ريال”.

وجاء السياح الأستراليون وبفارق كبير في المرتبة الثانية بمعدل إنفاق بلغ 3962 دولاراً “14.8 ألف ريال” تلتها الصين ثالثة بمعدل إنفاق بلغ 3679 دولاراً فالبرازيل بـ 2844 دولاراً وجنوب إفريقيا بنحو 2779 دولاراً.

وذكرت الشركة أن الدراسة شملت 13 ألف شخص في 25 دولة، وأن النتائج معتمدة بحسب ما قاموا بصرفه هؤلاء السياح خلال عطلاتهم الخارجية.

شارك برأيكإلغاء الرد