تعتبر سنغافورة النموذج الأمثل في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بالنسبة لعمليات التوسعة الضخمة التي تسود المطارات هناك, وتخطط مدن مثل كوالالمبور وسيئول وجاكرتا ودلهي إلى إضافات جديدة أو توسعة مطاراتها.

مطار شانجي الدولي يستقبل أكثر من 53 مليون راكب خلال العام المنصرم

كما تعمل هونج كونج على إنشاء مدرج آخر في حين بدأت بكين في بناء مطار جديد تماماً, وتجئ جميع هذه العمليات استجابة لزيادة الطلب وحركة السفر خلال السنوات القليلة الماضية.

وتخطط سلطات مطارات هذه الدول لإنفاق نحو 115 مليار دولار لإنجاز هذه العمليات أي ما يفوق ما تنفقه سواء أميركا أو أوروبا بنحو 45%.

وعلى العكس من مطارات المنطقة الأخرى يمكن لمطار شانجي الدولي في سنغافورة استيعاب أكثر من عدد الركاب الذين حطوا أو غادروا صالاته, والذي بلغ نحو 53 مليون خلال العام المنصرم.

وعلى الرغم من ذلك تنوي سنغافورة القيام بمزيد من أعمال التوسعة داخل المطار الذي يمثل شريان الحياة لاقتصادها. وبحلول منتصف العقد المقبل تكون البلاد قد فرغت من إضافة مدرج ثالث وصالتين للركاب حيث من المنتظر الانتهاء من الصالة الأولى في 2017.

وتقول أنجيلا جيتينز المدير العام للمجلس الدولي للمطارات، المجموعة التجارية التي تُعنى بشؤون المطارات :«مع أن المطارات تشهد الكثير من الأعمال الجارية في الوقت الحاضر إلا أن هناك المزيد منها خلال السنوات القليلة المقبلة».

وقبل ما لا يزيد عن سبع سنوات فقط، يقدر عدد الركاب الذين سافروا على متن طائرات شركات خطوط الطيران التابعة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بنحو 510 ملايين بأسطول قوامه 3270 طائرة, وفقاً لاتحاد خطوط طيران آسيا والمحيط الهادئ لكن ارتفع عدد الطائرات حتى 2013 إلى 5600 نقلت نحو 950 مليون مسافراً.

ولم يكن مطار بكين قبل 10 سنوات حتى ضمن القائمة التي تضم أفضل 30 مطاراً في العالم أما اليوم فيحل في المرتبة الثانية كأكثر المطارات حركة في العالم بعد مطار أتلانتا.

وليس من المتوقع أن تهدأ جذوة النمو في أي وقت قريب حيث يظل الثراء المتزايد بين سكان المنطقة الذين يقدر عددهم بنحو 4 مليار نسمة ومعدلات النمو الاقتصادية بصرف النظر عن حالات البطء خلال السنة أو الاثنتين الماضيتين متفوقاً على ما تنعم به أميركا وأوروبا ما يعضد قوة الحركة الجوية في هذه المطارات.

وتضيف جيتينز :«نملك عدداً كبيراً من السكان يوشكون على الدخول في الطبقة الوسطى وتحدوهم رغبة كبيرة في الطيران ونحن نُعول على ذلك كثيراً».

وتقول كورين بينج، مديرة قسم بحوث مواصلات آسيا في جي بي مورجان شيس في سنغافورة، إن نسبة المسافرين في آسيا لا تتجاوز سوى 10% بالمقارنة مع أميركا أو أوروبا.

وتتوقع جيتينز نمو الحركة الجوية في المنطقة بنسبة تتراوح بين 6 و 7% في غضون الثلاث إلى خمس سنوات المقبلة.

وبعد ذلك، من المرجح أن يكون النمو متوسطاً عند 5% سنوياً نتيجة بدء السوق في النضوج لكن تفوق حتى هذه النسبة 2% المنتظر تحقيقها في أميركا ونحو 3,5% في أوروبا.

وتعيش الدول الآسيوية حالة من الانتعاش في قطاع الطيران الاقتصادي المتمثل في ساوث إيست أيرلاينز في أميركا وإيزي جيت في أوروبا.

وتنقل هذه الشركات الآن, والتي تضم سيبو باسيفيك في الفليبين وليون أير الإندونيسية وفيتجيت أير الفيتنامية وأير آسيا التي تتخذ من ماليزيا مقراً لها وتملك شراكات في دول أخرى نحو ربع ركاب المنطقة وتطرق وجهات جديدة لم يسبق الطيران إليها من قبل.

ونجم عن هذا الانتعاش ازدحاماً في عدد من مطارات آسيا بيد أن شركات الطيران لا تبحث عن الركاب فحسب بل عن منافذ للهبوط ومهندسين للطائرات وعمال لإدارة العفش وموظفين لإجراءات الوصول.

وعلى العكس من أوروبا التي تتعهد شركة واحدة أو اثنتين بتقديم الخدمات لنحو 45% من الوجهات تقوم ثلاث شركات على الأقل بتوفير الخدمات لنحو 75% من الوجهات, ونتيجة لذلك فاقت الحركة الجوية توقعات المنظمين ما أسفر عن اختناقات شديدة في بعض المطارات.

شارك برأيكإلغاء الرد