بيروت

الشرق الاوسط : علي زين الدين

هبطت أسعار تذاكر السفر من بيروت وإليها إلى أدنى مستوياتها. بعد الارتفاعات القياسية التي شهدتها خلال الموسم السياحي الصيفي، والزيادات الكبيرة في أعداد المسافرين عبر مطار رفيق الحريري الدولي دخولا وخروجا وترانزيت.

وأفادت الدائرة التجارية في شركة طيران الشرق الأوسط «الميدل إيست»، وهي الناقل الوطني الحصري، أن أسعار التذاكر تراجعت دون مستوى التكلفة حاليا لغالبية الوجهات من بيروت وإليها، خصوصا للأسابيع التالية لعيد الفطر بسبب انحسار الحجوزات وتأثر الحركة السياحية ببدء الفصول الدراسية في منطقة الخليج، وعودة آلاف العائلات اللبنانية إلى دول العمل والاغتراب، فضلا عن تأثير عودة التأزم السياسي الداخلي الذي يؤدي إلى إرجاء مؤتمرات ومناسبات تفيد حركة نقل الركاب، وتفضيل البعض تأخير زيارات سياحية أو أعمال إلى لبنان في انتظار جلاء صورة التطورات الداخلية.

وفي اختبار مباشر لتكلفة التذاكر من وإلى أكثر الوجهات التي تشكل الأسواق الأساسية لشركة «الميدل إيست»، تبين أن سعر التذكرة في اتجاه باريس للبالغ (ذهابا وإيابا) يبلغ حاليا 250 دولارا أميركيا فقط، وهي تساوي تقريبا الضرائب التي تدخل في تركيبة السعر لصالح المطارات (أي الدولتين اللبنانية والفرنسية). وهذا السعر يوازي نصف التكلفة التجارية (الجدوى) لنقل الراكب، مما يعني أن هذا النوع من الرحلات يدخل غالبا في خانة الرحلات الخاسرة التي يتم تعويضها جزئيا من خلال تذاكر الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال ومدى كثافة الحجز والحمولة التجارية.

وما ينطبق على العاصمة الفرنسية، يسري أيضا على باقي الوجهات الأساسية، فتكلفة التذكرة إلى العاصمة الأردنية (ذهابا وإيابا) تبلغ 100 دولار حاليا، وإلى لندن 200 جنيه إسترليني، وإلى القاهرة 185 دولارا، وإلى الكويت 199 دولارا، وتتساوى دبي وروما وميلانو مع تكلفة باريس أي نحو 250 دولارا أميركيا.

وقد تم استطلاع هذه الأسعار من خلال الشركات المتخصصة بالحجوزات وقطع التذاكر إلكترونيا، كذلك من خلال مكاتب سفر وسياحة، فتبين أن عدوى انخفاض الأسعار تشمل جميع الشركات التي تستخدم مطار بيروت، بما فيها الشركات ذات التصنيف المرتفع، على غرار «الميدل إيست»، كما يعمل البعض على منح حسومات جزئية إضافية لزيادة عدد الركاب على رحلات تكاد تكون فارغة.

ولوحظ أن ميزة الوجهة المباشرة التي تؤمنها «الميدل إيست» إلى وجهات فرنسية أو إيطالية أو إلى لندن لا تمنحها أي قيمة مضافة حاليا لزيادة أسعار التذاكر، وذلك بسبب المنافسة الشديدة، إذ تعمل 56 شركة لنقل الركاب من بيروت وإليها ويقدم معظمها أسعارا تنافسية.

وقد استفادت شركات الطيران التي تستخدم مطار بيروت من النشاط السياحي الكبير الذي شهده لبنان هذا العام مع دخول 1.3 مليون سائح خلال الأشهر الثمانية الماضية، حتى نهاية أغسطس (آب)، وهو أعلى رقم تراكمي منذ منتصف سبعينات القرن الماضي. وبلغت الحركة أوجها في الموسم الصيفي حين امتلأت كل الرحلات ولكل الشركات المتجهة إلى بيروت، ووصلت أسعار التذاكر إلى ما بين 3 و4 أضعاف مستواها الحالي، قبل أن يبدأ منحاها التراجعي مع بدء شهر رمضان. ثم استعادت جزءا من قوتها في فرصة العيد لأيام قليلة، لتعود إلى أدنى المستويات حاليا.

ومن المتوقع أن تبقى كذلك حتى حلول عيد الأضحى المبارك بعد نحو الشهرين حيث تعود إلى الانتعاش جزئيا، كما في نهاية السنة (عيد الميلاد ورأس السنة)، وهي مناسبات مصنفة بالموسمية تستعد لها شركات الطيران مسبقا، إذ من المعروف أن بيروت هي إحدى أهم الوجهات المفضلة لتمضية إجازات الأعياد بالنسبة إلى السياح العرب، خصوصا الخليجيين، كذلك بالنسبة إلى الكثير من اللبنانيين العاملين أو المغتربين في الخارج، مع رهان مستمر على عدم حصول تداعيات مقلقة تتبع التأزم السياسي المتصاعد.

شارك برأيكإلغاء الرد