Booking.com

أكدت صحيفة «الفايننشال تايمز» البريطانية، أن دبي تدخل بتطورها المستمر والثابت مرحلة جديدة، بعد أن شرعت في وضع خطة استثمارية لتطوير قطاع الطيران، مشيرة إلى أنه بحلول العام المقبل من المتوقع أن ينتزع مطار دبي الدولي الصدارة من مطار هيثرو في لندن، ليصبح أكثر المطارات ازدحاماً في العالم من حيث عدد المسافرين الدوليين.

مطار دبي الدولي

مطار دبي الدولي يشكل حالياً المحور الرئيس للإمارة

إلى ذلك، أشار المتحدث باسم شركة مطار هيثرو القابضة، ناثان فليتشر، إلى أن قطاع الطيران في دبي يشكل تهديدا كبيرا لقدرات هيثرو التنافسية.

وتفصيلاً، ذكرت «الفايننشال تايمز»، أن دبي تدخل بتطورها المستمر والثابت مرحلة جديدة، بعد أن شرعت في وضع خطة استثمارية بقيمة 32 مليار دولار، لزيادة الطاقة الاستيعابية لمطار آل مكتوم الدولي من خمسة ملايين مسافر في السنة إلى 120 مليون مسافر على الأقل بحلول عام 2022، وربما تصل إلى 200 مليون مسافر بحلول عام 2050.

وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن مطار دبي الدولي، الذي يشكل حالياً المحور الرئيس للإمارة، تعامل مع 18 مليون مسافر عام 2003، وهو جزء ضئيل من عدد المسافرين الذين يمرون عبر لندن وباريس وأمستردام أو فرانكفورت، لكن بحلول العام المقبل من المتوقع أن ينتزع مطار دبي الدولي الصدارة من مطار هيثرو في لندن، ليصبح أكثر المطارات ازدحاماً في العالم من حيث عدد المسافرين الدوليين، كما يُتوقع أن يتحرك عبر قاعاته الرخامية أكثر من 70 مليون مسافر.

وأوضحت الصحيفة أن ظهور دبي كمركز ضخم للرحلات الجوية في العالم، يجد الدعم من «طيران الإمارات» و«فلاي دبي»، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تنقل «طيران الإمارات»، التي تعد أكبر مشغل في العالم لطائرات «إيرباص A380» العملاقة، و«بوينغ 777» طويلة المدى، مركز عملياتها إلى مطار آل مكتوم الدولي في منتصف عام 2020.

ونوهت بأن هذه الخطوة من شأنها أن تمنح «طيران الإمارات» ميزة على شركات الطيران الأميركية والأوروبية المنافسة لها في الرحلات طويلة المدى، ورحلات رجال الأعمال والسياح، وفي حين أن بعض شركات الطيران الغربية تكافح لإضافة خطوط جديدة بسبب قيود المطار، والبنية التحتية القديمة، فإن «طيران الإمارات» لا تواجه مثل هذه التحديات.

وأفادت «الفايننشال تايمز» بأن المملكة المتحدة استقبلت هذا الخبر بمرارة، خصوصاً أن الجدل المستمر منذ عقود بشأن بناء مدارج جديدة لم يظهر أي علامة على تحقيق تقدم.

وقال المتحدث باسم شركة مطار هيثرو القابضة، ناثان فليتشر، «إنه تهديد كبير لقدرتنا التنافسية، إذ تناضل الشركة من أجل إنشاء مدرج ثالث لزيادة طاقتها السنوية من نحو 80 مليون مسافر إلى 130 مليون مسافر»، مضيفاً «نحن نعمل في حدود 99% من طاقتنا».

من جهته، انتقد الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية الدولية، المالكة لشركة الخطوط الجوية البريطانية «وايبيريا»، ويلي والش، بشدة، فشل الحكومة البريطانية في مواجهة الجدل الشعبي بشأن توسيع المطار. وقال معلقاً «لقد فقدنا مركزنا الأول بسبب الانعدام التام للرؤية السياسية البريطانية».

وأضاف في مقابلة صحافية جرت أخيراً «ليس لدى هذا البلد سياسة طيران، انظروا إلى ما حققته دبي، إنهم أناس يتمتعون بطموح حقيقي، هذا الأمر لا يقتصر فقط على الطيران، وإنما أيضاً يتعلق بربط المملكة المتحدة ببقية العالم، وهذا الفشل سيكلف المواطن البريطاني فقدان وظيفته، وستخسر البلد النمو والسمعة».

وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من شركات الطيران الأميركية، التي تعمل من مطارات مكتظة ومتهالكة في بعض الأحيان، تطالب حكومة الولايات المتحدة بالتصرف مثل ما تفعله دول الخليج العربي.

وتقول جمعية الخطوط الجوية الأميركية، التي تعمل كجماعة ضغط صناعية، إن دولاً في الشرق الأوسط تعتبر شركات الطيران التابعة لها «أصولاً استراتيجية»، فيما تعلق الناطقة باسم الجمعية، جين مدينا، بالقول «واصلنا الضغط على حكومة الولايات المتحدة لتعامل خطوطها الجوية بالمثل، ما يساعدنا على تهيئة الملعب للمنافسة عالمياً».

وأكد المحلل بمؤسسة مركز الطيران، ديفيد بنتلي، أن «رهان دبي يتركز على أسطول طيران الإمارات الكبير من طائرات (A380 و777)، التي تعتمد بدورها على مدى رغبة الركاب في السفر عبر مطارات المراكز الدولية الكبيرة مثل دبي».

بدوره، قال الرئيس التنفيذي لمطارات دبي، بول غريفيث، إن «صناعة السفر الجوي لاتزال غاية يتنافس بشأنها الكثيرون وتزدهر باستمرار، وطالما أن هناك دولاً أخرى لا تستطيع الإيفاء بالطاقة الاستيعابية، فإن الإمارات تصبح أكثر تصميماً على توفيرها».

شارك برأيك