قال توني وود رئيس قطاع الطيران بشركة رولز-رويس بي أل سي إن المستقبل البعيد في قطاع الطيران سيبدأ ما بين عامي 2025 و 2030.
ويقول وود عن أن التنبؤ صعب بالمستقبل وهذا الأمر بالتحديد يُعتبر صحيحا في قطاع الطيران حيث أن الغد القريب في عملية تطوير المنتجات الجديدة يأتي بعد ست أو سبع سنوات من العمل الدؤوب بل وربما أكثر من ذلك إذا كان هذا المنتج ابتكارًا جديدًا في عالم التكنولوجيا.
وقال انه توجد بعض التكهنات المنطقية التي يمكن أن نأخذها بعين الاعتبار للسنوات الـ 25 القادمة أهمّها أن نمو أعداد المسافرين وزيادة أسعار الوقود هما العاملان الأساسيان في تطوّر قطاع الطيران عالميًا.
ففي التسعينيات من القرن المضي توقّع المحللون أن أعداد المسافرين حول العالم سيرتفع بنسبة خمسة في المائة سنويا, وجاءت هذه التوقعات في مكانها حيث يوجد اليوم ثلاثة مليارات نسمة يسافرون سنوياً حول العالم بينهم 28 مليون مسافر يمرّون من مطارات دبي, وقد أصبح بإمكان المسافرين استخدام التكنولوجيا من أجل إيجاد أرخص الأسعار, واستكمال إجراءات السفر, ومعرفة بوابة المغادرة من دون الحاجة الى التفاعل مع أي إنسان آخر.
ومع حلول العام 2032 يمكننا توقع وصول عدد المسافرين الى خمسة مليارات سنويًا, وهذه نسبة مهمة من عدد سكان العالم, وسيأتي معظم هذا النمو من ما يسمى الدول الناشئة ذات الطبقات الوسطى والدخل المتاح, والتي أصبح بإمكانها السفر جوًا لأول مرة.
وقال وود ان الوقود سيبقى أهم عامل يؤثر على تكلفة قطاع الطيران إذ يستهلك قطاع الطيران المدني حاليًا حوالي 65 مليار غالون من الكيروسين في السنة الواحدة وبكلفة تصل الى 200 مليار دولار, والتي تشكّل نصف التكاليف التشغيلية لشركات الطيران, ومع أنني لن أجازف بالتنبؤ بأسعار الوقود في المستقبل إلا أنه من الجدير ملاحظة غياب أي تنبؤات بأي هبوط في أسعار الوقود.
وحول دور صانعي المحركات يؤكد أن الزيادة في عدد الركاب ستؤدي إلى نمو في الأسطول العالمي لطائرات الركّاب مما يتطلب زيادة في معدّلات أحجام الطائرات وكفاءتها بشكل كبير.
وبالنسبة للوقود فقد تضاعفت الأسعار عشر مرّات منذ الثمانينات من القرن الماضي, وعند زيادة تكلفة أهم عنصر في أي مجال عمل بهذا الشكل الكبير فسنجد تضافرًا في الجهود لتخفيض هذه التكاليف, ولأن مصنّعي الطائرات يسعون بشكل دائم إلى تحسين الأداء وترشيد استهلاك الوقود فسوف يقومون بتركيز جهودهم على إيجاد تقنيات تميّزهم عن منافسيهم.
وأشار إلى انه وعلى الرغم من التغيرات التي قد تطرأ على قطاع الطيران بحلول العام 2030 فإن بعض ملامح هذا القطاع ستكون مألوفة حيث ستبقى الطائرات مصممة على هيئة هيكل أسطواني الشكل تتصل به الأجنحة, وسيكون الكيروسين هو الوقود السائد ربما بمصاحبة بعض أنواع الوقود الحيوي المستدام كما سيبقى التوربين الهوائي هو الحل الأمثل من أجل توليد أكبر قدر من طاقة الدفع للطيران, وهذا أمر مهم بالنسبة لي مهنياً.
أما بالنسبة للمحركات فسنواصل تحسين أدائها, وذلك عن طريق زيادة استعمال المواد خفيفة الوزن على سبيل المثال فنحن في شركة رولز-رويس مثلا نقوم بتطوير شفرات مراوح للتوربينات من مواد صناعية مركّبة تتمتع بنفس كفاءة شفرات التيتانيوم المستخدمة اليوم, وستساهم هذه الشفرات الجديدة في خفض وزن مروحة التوربين بـ350 كيلوغراما مما يساعد على توفير ما يعادل وزن ثمانية مسافرين على طائرة بمحرّكين.
تحقّق التطورات الحالية في تقنيات المحركات تحسنًا في الأداء بمعدل واحد في المائة سنويا قد يبدو هذا الكم ضئيلا مقارنة بآلاف ساعات العمل المرتبطة بتطوير المحرّكات, ولكن هذا يعني أن المحركات التي ستدخل في الخدمة مع حلول العام 2030 ستكون أكثر توفيرًا للوقود بنسبة 15 الى 20 في المائة, وهذا بدوره يعني توفير 60 مليار دولار للقطاع في العام 2030, ومنع توليد 200 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون, وبشكل تراكمي فإن التوفير بين اليوم والعام 2030 سيصل تقريبًا الى نصف تريليون دولار.