افتتح سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون صباح أمس متحف “معبر الحضارات” في بيت الشيخ حشر بن مكتوم بمنطقة الشندغة التراثية في دبي.

متحف معبر الحضارات يضم آثار تعود لحضارات قبل 3500 سنة قبل الميلاد

وتجول سموه في المتحف الذي يضم مجموعة خاصة من الآثار التي تعود لحضارات قبل 3500 سنة قبل الميلاد إضافة إلى مخطوطات وكتب قديمة لأحمد عبيد المنصوري عضو المجلس الوطني الاتحادي وصاحب المتحف.

كما اطلع سموه على الأقسام الأخرى كقسم الأسلحة التي تنوعت بين السيوف والخناجر والبنادق القديمة وسروج الخيل والدروع إضافة إلى القسم المخصص للحضارة الإسلامية الذي ضم العديد من المنحوتات والأواني الفخارية والزجاجية والنحاسية وغيرها.

ويمثل متحف “معبر الحضارات” الموجود في منطقة الشندغة التاريخية انعكاساً لتاريخ الحضارة الإماراتية وحضارات الشعوب والثقافات المتعددة السابقة كالرومانية والفينيقية والفرعونية والسومرية واليونانية والصينية وحضارات عربية قديمة منها كالحميرية وحضارة سبأ, ويعد معبراً للحضارات ويعتبر المتحف أحد أهم المشروعات التي تم تنفيذها في الدولة لأهمية المقتنيات الثمينة من أقدم الحضارات الإنسانية, والتي تعود إلى حوالي أكثر من 3500 عام قبل الميلاد.

كما تعبر المعروضات الثمينة في هذا المتحف على قصص تاريخية وعلامة تاريخية بارزة بالجمع بين الخدمات المتحفية والثقافية والمعرفية بغرض تلبية احتياجات السياح وزوار المتحف, ويمكن للزائر أن يستمتع بتنوع فريد في القطع المعروضة النادرة داخل المتحف الذي يبرز تعدد الحضارات عبر مجموعات أثرية من المخطوطات والنماذج التاريخية الغنية التي تعود إلى عصور مختلفة, وأنواع نادرة من الوثائق والفخار والتحف والعملات التاريخية المعدنية والأسلحة.

وأكد أحمد المنصوري عن فكرة إنشاء المتحف: “أن احترام ماضي الشعوب وثقافتها يعبر عن الفهم العميق للحاضر ورؤية ملهمة للمستقبل إذ إن المتحف يعبر عن روح دبي والمنطقة التي كانت دائما واحة الأمان جعلتها المعبر الأساسي للحضارات سواء للتجارة أو الحج أو الحرب”

وأضاف إن المتحف يحتوي على أكثر من 875 قطعة نادرة غير العملات المعدنية, وإن جمع القطع الأثرية والتاريخية الغنية بدأ عنده كهواية منذ الصغر بالوراثة عن طريق جده ووالده, اللذين كانا يعكفان على جمع المقتنيات التراثية ويشاركان بها في المعارض الداخلية والخارجية, كالاحتفالات باليوم الوطني لقيام الدولة فبدأ في جمعها من مختلف دول العالم, لاسيما الأوروبية منها إلا أن أغلبها نجح في اقتنائه من داخل الدولة, وحرص على اقتناء وضمها لمتحف بسيط في منزله له خزائن زجاجية في العام 2002 ثم انتقل بمعروضاتة الثمينة إلى بيــت المغفور له الشيخ حشر بن مكتوم آل مكتوم في منطقة الشندغة التاريخية.

وحيث قادت الصدفة المنصوري إلى مشروع المتحف, وذلك من خلال إلقائه في منزله محاضرة حول الخليج العربي الذي يملك عنه خرائط أصلية تؤكد تاريخه وأهميته الجغرافية على مر العصور حيث عرض عليه مدير إدارة التراث العمراني في بلدية دبي الفكرة, وذلك لتشجيع القطاع الخاص على الإسهام في قطاع تنمية الثقافة فلقد طبقت بلدية دبي مفهوم دعم المشاريع الصغيرة لدعم من يقتنون مجموعات خاصة متميزة, وعرض تلك المجموعات على أكبر عدد من زوار دبي والإمارات لإثراء ساحة المتاحف بعدد من المتاحف الخاصة المتميزة.

وأضاف إن المتحف الذي جاء اسمه تجسيداً لهدفه الأساسي (معبر الحضارات) يضم مجموعة غنية من المقتنيات التاريخية التي تعود إلى حقب زمنية مختلفة مثل أنواع مختلفة نادرة من الفخاريات والأسلحة والوثائق والعملات التاريخية المعدنية والتحف وغيرها في بيت الشيخ حشر بن مكتوم, على امتداد 10 غرف جمعت في ست منها المقتنيات ضمن مجموعات وفقاً لأنواعها وتاريخها, وعليه وزعت إلى غرفتين لما قبل الميلاد, وغرفتين للأسلحة القديمة, وغرفتين لما بعد الميلاد, وتضمان مجموعة واسعة من المقتنيات التي يعود أغلبها إلى العهد الإسلامي بالإضافة إلى غرفة خاصة بالمخطوطات الأصلية والخرائط المتعلقة بالخليج العربي, فضلاً عن العملات التاريخية المعدنية.

كما يضم المتحف المقتنيات التي يملكها المنصوري, ويعود تاريخ جمعها فعلياً إلى العام 1989, ومن هذه المقتنيات تحف وأوان فخارية وأخرى نحاسية نقشت عليها قصة سيدنا يوسف عليه السلام, وأسلحة قديمة مثل السيوف, ومنها سيف مذهب يعود إلى أيام المغول, ومخطوطات ومطبوعات أثرية قديمة.

شارك برأيكإلغاء الرد