Booking.com

لا يزال سور الصين العظيم هو أطول بناء في التاريخ، ويبدو أنه أطول مما كان يُعتقد؛ فمؤخراً كشف الباحث البريطاني وليام ليندسي عن عثوره على جزء مجهول من الجدار، وللمرة الأولى خارج حدود الصين، داخل منغوليا ويُعرف محلياً باسم “سور جنكيز خان”.

اكتشاف أجزاء جديدة من سور الصين العظيم
اكتشف الباحث البريطاني ويليام ليندسي أجزاء جديدة من سور الصين العظيم داخل منغوليا

زار ليندسي الصين للمرة الأولى عام 1986 ليقوم برحلة سيراً بجوار بقايا سور الصين العظيم، وتابع أبحاثه حوله منذ ذلك الحين وإلى الآن، وقد منح وسام الامبراطورية البريطانية عام 2006 عن بحوثه واكتشافاته الجغرافية العلمية.

ويقول ليندسي أنه بحث حول الموضوع منذ عام 1997 حين قدم له صديق نسخة من أطلس معارك القائد المنغولي جنكيز خان يعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي، وتبدو فيه خطوط حمراء تمثل هجمات جنكيز خان والهجمات المضادة، وتحتها بدت دعائم هذا الجزء من السور.

اكتشاف أجزاء جديدة من سور الصين العظيم
يمتد الجزء المكتشف من السور لحوالي مائة كيلومتر في صحراء جوبي التي تقع على الحدود بين منغوليا الخارجية والصين

وقام ليندسي في خريف العام الماضي ببعثة إلى صحراء جوبي، وهي صحراء مترامية الأطراف تمتد جنوب شرقي منغوليا وشمال غربي الصين، يدفعه خرائط الأطلس واعتقاد أحد المؤرخين المنغوليين على وجود هذا الجزء، مع الاستعانة ببرنامج جوجل إيرث ونظام تحديد المواقع الجغرافية حتى عثر على جزء جديد من سور الصين، يمتد في الصحراء لنحو مائة كيلومتر، وتم تشييد السور من التراب وأغصان شجرة saksoul التي تنبت في تلك المنطقة الصحراوية.

ويليام ليندسي يمشي بجوار سور الصين العظيم
يواصل ويليام ليندسي أبحاثه حول سور الصين العظيم منذ عام 1986

ويعتقد البريطاني ليندسي أن هذا الجزء من سور الصين بُني في حدود عام 120 قبل الميلاد خلال حكم أسرة هان الامبراطورية لصد هجمات بعض قبائل الرحل الذين كانوا في قتال مع الصين. لكن تحليلات الكربون لبعض أجزاء السور أظهرت أنه يعود إلى فترة أحدث، في القرن الحادي عشر أو الثاني عشر، ويرجح ليندسي أنه تم إعادة بناء السور على يد الابن الثالث لجنكيز خان أو خلال أسرة شيا.

ويعتزم لينسي القيام برحلة أخرى إلى المنطقة للقيام بالمزيد من البحث. ومن المقرر نشر نتائج هذا الاكتشاف، الذي يُتوقع أن يثير ضجة كبيرة في الصين، في العدد القادم من النسخة الصينية من مجلة “ناشونال جيوجرافيك”.

وسور الصين العظيم أحد عجائب الدنيا السبعة، ومقصد سياحي يزوره .. كل عام. وفي الأصل سلسلة من التحصينات بُنيت في فترات زمنية مختلفة من مواد متعددة مثل الحجر والطوب والخشب بهدف حماية الصين من هجمات البدو وأي توغل عسكري داخل حدودها. وبني بداية من القرن السابع قبل الميلاد، وأعيد بناؤه وصيانته على امتداد سنوات طويلة. ويصل طول جميع أجزاء السور إلى نحو 8851 كيلو متر، تتوزع بين الجدار الذي يصل طوله لنحو 6259 كيلومتر، والخنادق والدفاعات الطبيعية من الجبال والأنهار.

شارك برأيك