دخلت فرنسا من خلال أكبر شركة مقاولات عالمية إلى المنطقة التاريخية في جدة لترميمها من جديد وإعادتها إلى سيرتها الأولى مع الحفاظ على التراث القديم في إطار قيود دقيقة نظمتها منظمة اليونيسكو.
وكشف القنصل العام الفرنسي في جدة, الدكتور لويس بلين خلال زيارته للمنطقة أمس برفقة وفد من السياحة عقب الاتفاقية التي تمت بين أمانة محافظة جدة وهيئة السياحة والآثار والقنصلية الفرنسية للتعاقد مع إحدى الشركات الفرنسية العالمية التي ستقوم بعمل عدة مشاريع تطويرية للمنطقة التاريخية في المستقبل القريب.
وأوضح القنصل الفرنسي أن الشركة المنفذة لديها ميزانية تقدر بـ 50 بليون دولار ما يعني أنها من أهم الشركات التي تعنى بالمجال التاريخي والتراثي القديم في العالم, ولديها خبرة طويلة, وعملت على ترميم مناطق تاريخية عديدة في العالم, وفي أشهر البلدان الأوروبية.
وأوضح القنصل العام لفرنسا أن الهدف من زيارته للمنطقة التاريخية رغبة من الفرنسيين في المشاركة في عمليات الترميم ولإنعاش المنطقة التاريخية في كل المجالات السياحية, مشيرا إلى أن الوفد الذي زار المنطقة التاريخية أمس الثلاثاء ينتمي لكبرى شركات المقاولين «فانسي».
وأوضح الدكتور لويس بلين أن القرار الأول والأخير بيد المملكة, وبعد الاتفاق على جميع النواحي الخاصة بالمشروع سيتم البدء على الفور بالاهتمام بالمنطقة التاريخية وإظهارها على مستوى يليق بها.
وأشار إلى أنها سبق وأن نفذت عملا ضخما في مصر وقطر حيث أنشأت معهدا في قطر وأنشطة تراثية ومعهد تدريب المهنيين في كل المجالات التقليدية وعمل دورات, ولديهم 400 مدرب ومستعدون لتدريب سعوديين في قطر أو في جدة.
وأوضح القنصل الفرنسي أن المشروع سيهتم بالجانب التراثي والترميم في المنطقة التاريخية واستثمارها مشيرا إلى أن بعض المنازل القديمة سيتم تحويلها إلى فنادق ضخمة مع الحفاظ على طرازها القديم, وبعضها مطاعم وكافيهات وأماكن للترفيه, موضحا أن شكل المنطقة التاريخية سيتغير تماما مع الحفاظ على الهوية التاريخية القديمة.
وجدير بالذكر أن جدة التاريخية تقع في وسط مدينة جدة, ويعود تاريخها حسب بعض المصادر إلى عصور ما قبل الإسلام, وأن نقطة التحول في تاريخها كانت في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما اتخذ ها ميناءً لمكة المكرمة في عام 26 هجري.
وتضم جدة التاريخية عدداً من المعالم والمباني الأثرية والتراثية مثل آثار سور جدة وحاراتها التاريخية: (حارة المظلوم, وحارة الشام, وحارة اليمن, وحارة البحر) كما يوجد بها عدد من المساجد التاريخية أبرزها: (مسجد عثمان بن عفان, ومسجد الشافعي, ومسجد الباشا, ومسجد عكاش, ومسجد المعمار, وجامع الحنفي) إضافة إلى الأسواق التاريخية.
وتستقبل المنطقة التاريخية في جدة زوارها منذ بداية العام الهجري عبر مسارين سياحيين الأول من باب شريف إلى بيت نصيف, والمسار الثاني من شارع قابل إلى سوق العلوي وهي مجهزة ومطورة إذ سيتم توفير وسائل نقل تقليدية مثل الحنطور وسيارتي جولف كهربائيتين تستوعب كل منهما 14 راكبا تجوب المسارين لسياح المدارس وكبار السن.