ولي مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث اهتماماً كبيراً بإبراز التراث الإماراتي على مستوى الدولة وخارجها كما شيّد “قرية تراثية” في القرية العالمية تجسد الماضي.

كبار السن يتوافدون علي قرية التراث ويشرحون العادات والتقاليد القديمة للزوار

تميزت بكل ما هو قديم في العادات والتقاليد والسكن والحرف التي كانت تستعمل في الفترة الماضية، وهي في حدّ ذاتها وجهة تستحق الزيارة حيث تعرض غنى التراث الإماراتي في مكان واحد، ورحلة إلى الماضي لمشاهدة الحياة الإماراتية التقليدية.

وقد سُميت قرية التراث بقسم “الشحوح”، وفيها أماكن مختلفة لكنها جميعاً تُمثّل النمط القديم من حياة الإنسان الإماراتي، ومن المشاهد في القرية بيت الصفة، والرحى، وبيت الشعر، والحضيرة، وغيرها.

يُسمى “بيت الصفة” بهذا الاسم نسبة لطريقة بنائه المتمثل بصف الحجر دون الاستعانة بأية مواد داخلية مما يتيح فرصة دخول الهواء للبيت.

ويتم بناء هذا النوع من البيوت في الجبال كمسكن صيفي حيث تتصف الحجارة المستخدمة في بنائه بأنها عازلة للحرارة، وتُترك في جوانبه الأربعة عدة فتحات للتهوية كما يُغطى سقف البيت بشجر جبلي عازل للحرارة يسمى “عسبق” كذلك من الأدوات التي كانت تستعمل قديماً.

“الرحى” وهي أداة لطحن الحبوب تصنع من حجر قوي مثل الصوان والبازلت، وتكون على شكل طبقتين متوازيتين، ولها ثقب في الوسط لوضع الحبوب بداخلها، ويتم تحريك الحجر العلوي أو تدويره فتخرج الحبوب مطحونة من الجوانب.

ومن النماذج التي وضعت في القرية “بيت الشعر”، وهو مسكن البدوي، ومصنوع من صوف الخراف، ويعتبر الملجأ أو السكن الذي يرتاح فيه الساكن من عناء الحياة القاسية، وحجم بيت الشعر، وما يحتويه من أدوات يعكس مكانة صاحبه في المجتمع البدوي.

وهناك أيضاً “الكِرين” أو الخيمة المجردة، وهو المنزل الذي يقطنـه أهل الساحل شتاء، وهي عبارة عن خيمة مخروطية الشكل تصنع من جريد النخل الخالي من الخوص، ويبدأ بنـاء الكرين بحفر مواقع تشكل أركان الخيمة، وتُثَبت بداخلها الدعائم أو ما يسمى باللهجة الإماراتية “اليدوع” وتعني جذوع الأشجار، وخاصة النخل.

وغالباً ما يصاحب بناء الخيمة وضع عريش أمامها، ومن نماذج القرية التراثية “البخار”، وهو المخزن أو المستودع الذي يستخدم لحفظ الأمتعة في الدار كما يستخدم لحاجات المعيشة.

وهناك “الحظيرة” مجلس الحي لدى أهل البادية قديماً، وهو مكان يحدده الشخص بنفسه، ويحيطه بأغصان أشجار “المرخ” الذي ينبت في الدولة كما يتم استخدام غصون أشجار كالسمر والغاف وغيرها لتثبيت أغصان المرخ حتى تصمد أمام قوة الرياح والظروف الجوية.

يتردد على “قرية التراث” منذ افتتاحها جنسيات عربية وأجنبية للتعرف عن العادات والتقاليد القديمة خاصة وأن عدداً من كبار السن الذين يتواجدون في القرية يشرحون تلك العادات والتقاليد القديمة للزوار.

أقام مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث خلال الفترة الماضية مهرجان دبي للرحالة لعام 2013 بالتعاون مع فريق رحالة الإمارات شارك حوالي 30 رحالاً من مختلف أنحاء العالم.

 ومن أبرزهم الرحالة اليمني أحمد عبده زيد القاسمي الذي تمكن برعاية ودعم من المركز من قطع القارة الإفريقية على الجمال حاملاً علم الإمارات، وشعار إكسبو 2020، ومسجلاً رقماً قياسياً عالمياً وصل إلى حوالي 40 ألف كيلومتر.

والألماني رالف كورنر الذي استكشف القارة الإفريقية على متن سيارته على الرغم من إعاقته، والسعودية رها محرق التي تسلقت جبل كاليمنجارو في إفريقيا وصولاً إلى قمته، وتستعد للوصول إلى قمة إيفريست، والمصور الوثائقي الياباني الشهير توشيجا فوكودا، وفريق تاكسي لندن الذي جاب العالم لمدة 15 شهراً على متن سيارة تاكسي قديمة مسجلاً رقماً قياسياً عالمياً.

والباكستاني كاسارات راي الذي قطع المسافة من باكستان إلى السعودية مشياً على الأقدام بهدف الحج، والرحالة الإماراتي محمود الموفق، ومتسلق الجبال الإماراتي سعيد المعمري من بين مجموعة كبيرة جداً من المشاركين.

وضم المهرجان معرضاً فنياً للصور الفنية التي التقطها الرحالة أنفسهم في مختلف بقاع الأرض ومجموعة من الندوات والمحاضرات حول أدب الرحلات وارتباطه بالثقافة العربية بشكل عام وثقافة دولة الإمارات خصوصاً بالإضافة لتكريم المشاركين من قبل مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث وتوزيع شهادات التقدير عليهم.

شارك برأيكإلغاء الرد