لاقت التجربة الأميركية في مجال متاحف الأطفال رواجاً كبيراً, ونالت اهتمام الزوار من كل أنحاء العالم ما دفع مؤسسة «أميركا لبلغاريا», وهي مؤسسة خيرية مقرها في صوفيا تدعمها الحكومة الأميركية إلى تصدير التجربة من الولايات المتحدة إلى بلغاريا عن طريق تمويلها لمشروع متحف تفاعلي مخصص للأطفال سيحمل إسم «موزييكو» في منطقة جامعة «ستيودنت كي» في غراد صوفيا.
وسيمتد المتحف على مساحة تصل إلى 3.250 متراً مربعاً وبتكلفة 15 مليون دولار, ويتوقع الانتهاء منه في عام 2015 وتعمل مؤسسة أميركا لبلغاريا مع حوالي 30 من الخبراء المحليين والعلماء لتشكيل تصميم المعروضات في المتحف, والفئة الرئيسية المستهدفة من هذا المشروع هم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 إلى 11 عاماً.
وتصميم متحف «موزييكو» سيكون شجرة مصنوعة من الزجاج والبلاستيك والفولاذ وترتفع عبر الطوابق الثلاثة للمتحف حيث ستمثل هذه الطوابق الماضي والحاضر والمستقبل, وتم تنظيم مخطط المتحف بكامله ليدور حول فكرة التنقل عبر الزمان والمكان فالمستوى الأدنى, حيث جذور الشجرة سيمثل «الماضي», وسيحتوي على معارض مختصة في علم الآثار والجيولوجيا وعلم الحفريات.
وسيكون الأطفال قادرين على الدخول إلى هذه المعارض بعد وضع الخوذ للحفاظ على سلامتهم وانتشال عينات من الصخور والمعادن مثل الهوابط والصواعد ومن ثم أخذها إلى المختبر لتحليلها مع مجموعة من العلماء أما الطابق الأرضي فسيمثل «الحاضر», وسيشاهد فيه الزوار عروضاً عن البيئة الطبيعية والهندسة المعمارية والمدن بينما سيتم تخصيص الطابق العلوي للمستقبل, وسيضم معارض تفاعلية تدور حول السفر إلى الفضاء والتكنولوجيات المتطورة.
والمبنى نفسه سيكون بمثابة سمة مميزة للمتحف حيث سيتم بناؤه من الزجاج بشكل أساسي, وأشار القائمون عليه إلى أنهم يريدون من خلال التصميم الشفاف لمبنى المتحف ترك انطباع بالانفتاح سواء بالهيكل أو الصيغة المجازية للانفتاح خاصة أن أغلب المباني في بلغاريا مغلقة جداً, وكتومة لدرجة تشعر معها أنك بمجرد الدخول إليها ستعاني من العزلة عن محيطك وهو ما لا يريدونه في موزييكو.
وموضوع المتحف المعماري سيسمى «ليتل ماونتن» في إشارة إلى التضاريس الجبلية المحيطة بمدينة صوفيا, وسيتم تقسيم الهيكل الزجاجي إلى ثلاثة أشكال نحتية حيث سيمثل كل شكل عبر لونه وملمسه دلالة على مجموعة من التقاليد الثقافية للسكان الأصليين في البلاد, وستكون الأولي من الأشكال الجبلية المستوحى من أنماط النسيج والتطريز بينما يتأثر الثاني بفن السيراميك المحفور, والثالث مستلهم من المنحوتات الخشبية التقليدية, ويراد من هذا التجاور ما بين الهيكل الزجاجي والأشكال النحتية إعطاء نوع من التوازن اللطيف بين التراث والحداثة في «بلغاريا الحديثة».
وسيكون مشروع متحف “موزييكو” بمثابة ثورة في بلغاريا التي تفتقر إلى وجود سياسة حقيقية تستهدف الأطفال كما أن التحول غير المستقر من الشيوعية إلى الديمقراطية في بلدان أوروبا الشرقية, ومنها بلغاريا أثّر سلباً على التعليم العام المقدم للأجيال الناشئة, وهذا التأثير عمل على إبراز الحاجة الماسة لمثل هذه الثورة في البلاد.