يبدو أن شهر فبراير سيشهد مولدا جديدا لمستقبل السياحة في الكويت بعد أن تغيرت ملامح هذا الشهر بفضل النجاح الكبير الذي حققه مهرجان “هلا فبراير” في دورته الحالية بالتزامن مع الاحتفالات بالأعياد الوطنية ليرسم 2014 عاما تاريخيا بعد سنوات من التخبط على انطلاق هذا المهرجان.

400 ألف خليجي زار الكويت خلال مهرجان “هلا فبراير”

الأرقام غير مسبوقة لدخول البلاد خلال شهر فبراير، وتحديدا منذ انطلاق الاحتفالات بالأعياد الوطنية ومهرجان “هلا فبراير”، حيث شهدت منح 50 ألف تأشيرة دخول في أول 10 أيام من الاحتفالات منها 40 ألفا سياحية كما شهدت البلاد دخول 60 ألف خليجي وأجنبي للبلاد في ثاني أسبوع من الاحتفالات ثم قفزت الأرقام لتسجل دخول نحو 400 ألف خليجي حتى اليوم.

والأرقام لازالت مرشحة للارتفاع انطلاقا من حالة الإقبال غير الطبيعية على زيارة الكويت، وتحديدا من دول الخليج، وهو الأمر الذي تجلى بوضوح من خلال حالة الرواج الكبيرة التي تشهدها الأسواق التجارية حاليا، وأيضا نسبة الإشغال في الفنادق مما دفع الاقتصاد ليشهد هو الآخر نوعا جديدا من ضخ السيولة المالية فيه التي بلغت أكثر من 100 مليون دينار.

البعض قد يستغرب الرقم وينظر إليه بنظرة المبالغ فيه، ولكن حقيقة الأرقام السابقة تعكس أكثر من ذلك، ولكن الأرقام الرسمية المتوافرة حتى الآن من إدارة الهجرة عبر دخول نحو 350 ألف خليجي بخلاف نحو 50 ألف أجنبي للتمتع بالأجواء الاحتفالية التي تشهدها الكويت تشير بالتزامن مع النشاط غير الاعتيادي في الأسواق والمجمعات التجارية تؤكد أن رقم الـ 100 مليون دينار ليس بكبير لاسيما أن عمليات السحب التي تمت عبر البطاقات الائتمانية أكدت هذا الرقم والمرشح هو الآخر للارتفاع مع نهاية احتفالات مهرجان هلا فبراير والأعياد الوطنية التي ستنطلق رسميا اعتبارا من غد الاثنين وحتى نهاية الأسبوع.

رقم الـ 400 ألف سائح هو الأكبر في تاريخ الكويت، وهو رقم ليس وليد الصدفة بعد أن نجحت الفعاليات المختلفة والمناسبات المتنوعة المنظمة خلال فبراير في جذب العديد من أبناء الخليج، وأيضا أبناء هذا الوطن والوافدين الموجودين على أرضه، لاسيما أن فبراير من الأشهر القليلة التي يحدث فيها هذا النشاط الترفيهي عكس باقي أشهر العام بالتزامن أيضا مع حاله الطقس الرائعة التي تتمتع بها البلاد خلال تلك الفترة، وهو الأمر الذي شكل منظومة متكاملة من عوامل التحفيز للنجاح غير المسبوق لـ “هلا فبراير” الجديد.

والمتابع للأحداث يجد أن التحرك غير الاعتيادي لدخول الخليجيين إلى الكويت، وتحديدا من السعودية والبحرين جاء ترجمة حقيقية لانتعاش سياحي غير مسبوق في تاريخ الكويت للاستمتاع بأحداث مميزة في الجزيرة الخضراء، ومسيرات شبه يومية على شارع الخليج، وارتفاع كبير لأسعار تذاكر حفلات “هلا فبراير” التي قفزت من 15 دينارا إلى 150 دينارا.

وأيضا قرية رمال الرائعة القائمة ضمن مهرجان “كويتي وافتخر”، وهو احد المهرجانات الوطنية المقامة ضمن احتفالات الأعياد الوطنية على أرض المعارض، وهو الأمر الذي قد يطرح تساؤلا مهما: «هل سيكون لنجاح مهرجان هلا فبراير في هذا التوقيت من كل عام السبب المباشر لتنظيم مهرجان مشابه أو مماثل خلال أشهر الصيف؟».

هذا التساؤل قد يكون من منطلق استثمار حالة النجاح الكبير حاليا، وانعكاسات ذلك على الاقتصاد الوطني من خلال تحريك نحو 100 مليون دينار فضلا عن توطين موسم العطلات المحلية عوضا عن السفر إلى الخارج للاستمتاع بتلك الأيام سواء خلال تلك الفترة أو مستقبلا خلال أحد أشهر الصيف.

شارك برأيكإلغاء الرد