تنطلق فعاليات مهرجان جدة التاريخية تحت شعار «شمسك أشرقت» في 24 ربيع الأول.
ومن جانبه، رحب الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة رئيس اللجنة العليا لمهرجان جدة التاريخية بالزوار والسياح والمواطنين والمقيمين حضور المهرجان ومشاهدة 89 فعالية مختلفة.
وقال الأمير مشعل، إن المهرجان يهدف إلى تأصيل هوية المنطقة وإعادة أهلها إليها والعمل على المحافظة عليها باعتبارها تراثا لا يقدر بثمن، والإسهام في تعزيز مشروع جدة التاريخية، بعد أن سجلت في منظومة التراث العالمي كمدينة عالمية ينبغي المحافظة على آثارها والتي تعود إلى 3 آلاف عام، كما يهدف مهرجان جدة التاريخي في نسخته الثانية الذي يستمر 10 أيام إلى إضافة القيمة العظيمة للمنطقة وحث أهلها ومالكيها على الاهتمام بترميم مبانيهم وإعادة نبض الحياة إليها.
ومن المتوقع أن يستقطب مهرجان جدة التاريخية، أكثر من مليون مواطن وسائح، إلى المنطقة التي سكنتها أكثر من 536 أسرة عريقة، فيما قدر عدد البيوت والمباني في هذه المنطقة، التي دخلت منظومة التراث العالمي للمدن العتيقة، بنحو 1866 مبنى.
ويشهد مهرجان جدة هذا العام برامج وملتقيات وعروضا في أربع مسارات من أجل مشاهدة صور اجتماعية لما كانت عليه المنطقة التاريخية.
المسار الأول مسار التسوق الذي يبدأ من مدخل سوق الندى الشمالي، مرورا بالسوق الكبير حتى شارع قابل، حيث يستطيع الزوار التسوق في هذا المسار والحصول على التخفيضات والسحوبات والجوائز.
فيما يكمن المسار الثاني (المسار التاريخي) والذي يبدأ من باب البنط مرورا بشارع قابل وسوق العلوي وصولا لباب مكة مشاهدة المتحف الخاصة بالرياضة الجدواية ومشاهدة مسار الحجاج وإقامة 4 ورش منها ورشة بناء السنابيك وورشة بناء الروشان وورشة بناء البيت الحجازي وورشة الخط العربي إضافة إلى مشاهدة معرض النقوشات الجبسية.
وفي مجال المسار الثالث المسار الثقافي الذي يبدأ من برحة نصيف جنوبا وحتى مكتب العمدة على شارع الذهب، حيث تم اعتماد 11 فعالية منها الندوات والمحاضرات وملتقى شعراء الحجاز وفعالية عوايد أهل أول وإقامة متحف الطوابع والعملات ومتحف الجرائد ومتحف لمستندات والوثائق ومتحف اللوحات الزيتية ومتاحف الجهات الحكومية المشاركة والمتحف البحري والمتحف القديم ودكان الكتاب الجداوي.
ويقف المسار الرابع وهو المسار الترفيهي من باب المدينة مرورا بشارع أبو عنبة وحتى برحة نصيف ومسار للعودة يمر بمحاذاة المسجد الشافعي شرقا.
وهنا تمت إقامة مركز إعلامي في بيت محمد صالح باعشن والذي يقدر عمره بنحو 220 عاما (بيت باعشن التاريخي) الذي تم تجهيزه للإعلاميين والقنوات التلفزيوينة والإذاعات لنقل الحدث وتقديم كافة التسهيلات.
ويتضمن المسار الترفيهي 15 فعالية منها مركب أهل البلد والبيت الحجازي والفعاليات النسائية حياة أول وهرجة أهل أول إلى جانب مسرحيات بالأمثلة الحجازية والألعاب القديمة ومسربة خير البحر ومسرح البلد ومسرحية بهمتنا حترجع زي أول.
وتتناول الفعاليات عروض الاستناد أب الكوميدية ومعرض السيارات القديمة وكورة في الحارة والكتاب.
ويعرض المهرجان أكثر من 20 أكلة شعبية متدوالة منها البليلة والمنتو وأفرموزه والفول والترمس وقرص المجرفة والمطبق وفرص الملة واللقيمات وقهوة اللوز والمنفوش والبسوبسة والحلواني.
كما يشمل المهرجان مرسم الرسامين ومعرض أدلة المعالم والفرق الفنية الشعبية والإعلانات القديمة واللوحات التاريخية والصور السينمائية المعلقة.
ويعد مهرجان المنطقة التاريخية انعكاسا للاهتمام الكبير الذي يوليه محافظ جدة من أجل أن تكون جدة واحدة من المدن الأكثر تميزا في تنظيم هذه الفعاليات التي تجد الكثير من القبول من الزوار والسياح والمقيمين.
ويشارك في المهرجان أكثر من 700 من أبناء جدة يشاركون في التنظيم وتوفير الراحة وتقديم المساعدة لزوار المهرجان.
جدير بالذكر أن إدارة المهرجان أدرجت حتى الآن إقامة ما لا يقل عن 89 فعالية تراثية وترفيهية وثقافية وتسويقية لكون المهرجان اليوم واحدا من أبرز المهرجانات التي تقام سنويا وعدد زواره يتضاعف عاما بعد عام.
وسيقدم المهرجان هذا العام صورا فريدة من البرامج والفعاليات التي كانت سائدة في الزمن الماضي وإبرازها للأجيال الحالية والقادمة لما تحمله المنطقة من تاريخ مليء بالعادات والتقاليد الجميلة والموروث الثقافي والحضاري والمجتمعي ورافد رئيسي ومهم لتعريف الأبناء بموروث آبائهم وأجدادهم من مثل وقيم وترسيخ ثقافة الانتماء بالأصالة والعراقة في مجتمع محافظ.
ويقوم عمد الأحياء ورجالات المنطقة التاريخية الذين عاصروا ولازموا واكتسبوا من آبائهم ومجتمعهم بدور مهم من أجل إبراز الحقائق والصور الجميلة التي كانت سائدة في هذه المنطقة وما يطرح من ذكريات لكبار السن في الفترات الماضية وترسيخ مفهوم التواصل الاجتماعي. بأسمى وأحلى صورة وذلك لما تمثله جدة كمدينة متفردة في كل شيء.
وتعد جدة مدينة تجمع بين عبق التاريخ وأصالة الماضي وبين زخم التطور والحداثة في تمازج فريد جعل منها حالة شديدة الخصوصية باعتبارها الأوحد على ساحل البحر الأحمر، كما أنها مدينة يجد الزائر والسائح مبتغاه فيها علما ودراسة وتاريخا وسياحة وتجارة. بينما التجوال في ربوعها ومعالمها يقتضي تفرغا وتأملا في الثراء والتنوع.