حققت الإحساء نسبة تصاعدية في الاستقطاب السياحي نظير ما تمتلكه المنطقة من مقومات السياحة الناجحة، وتعتبر الخمس السنوات الماضية من أفضل السنوات تحقيقا لقفزات نوعية من شأنها تربع المحافظة على خريطة السياحة بالمملكة، ومنها تدشين عدد من المشاريع السياحية ذات الخدمة المستدامة وذات الطابع المتنوع ما بين العالمية والتراثية والثقافية والاجتماعية.

الأحساء: قفزات نوعية تجاه التطور السياحي

حيث أكدت دراسات مسحية قامت بها الهيئة العامة للسياحة والآثار ارتفاع مؤشر إشغال مراكز الإيواء من الفنادق والوحدات السكنية بالإحساء وارتفاع أعدادها وسط تنافس إيجابي في تقديم أعلى الخدمات الجاذبة.

وبحسب ما أفاده اختصاصي السياحة والسفر سيف السلطان أن سوق السفر والسياحة بالإحساء يعيش انتعاشة واسعة نظير التكاملية وتظافر الجهود في تكوين خريطة جاذبة منها تشغيل “مطار الإحساء دولي”، مؤكدا أن نسبة التذاكر الصادرة من مطار الإحساء ارتفعت 10%، ومن المتوقع ارتفاع نسبة المبيعات في الفترة القادمة إلى 35% بحسب ما توضحه الخطط الإستراتيجية وتطلعات الإحساء السياحية.

في حين تستعد الإحساء خلال الفترة القادمة مرورا بالإجازة الصيفية بالعديد من البرامج والفعاليات المساندة باحتواء الإحساء للمناطق السياحية والتراثية، ومنها منتزه الملك عبدالله البيئي فهو الأكبر مساحة على مستوى المنطقة الشرقية، ويضم النوافير الراقصة التي تضم أكبر نافورة تفاعلية بالإضافة إلى المسطحات الخضراء والمسطحات المائية، وقرية تراثية ومناطق للألعاب والترفيه.

وجبل القارة الأثري والذي يعتبر أهم المعالم في الإحساء، وقمته التي يسهل الصعود إليها والنظر إلى جزء كبير من واحة الإحساء ونخلها الباسقات جعلته مهوى للزائرين، ويتميز بكهوفه الباردة صيفا الدافئة شتاء، وشقوقه الصخرية الرائعة التكوين فهو أشبه بالمنتجع الطبيعي الذي تحيطه النخيل من جميع الجوانب، في منظر أخاذ يحكي جمال وروعة المكان.

أما مسجد جواثا وموقعه وسط متنزه الإحساء الوطني جعله يتميز بمزيج من سياحة الآثار كمسجد أثري، والسياحة البيئية بموقعه وسط حديقة خضراء مسورة بحزام ذهبي من الكثبان الرملية الزاحفة إليه من أسفل جبل كنزان، وهو معد لاستقبال الزوار بعد عملية ترميمه التي أظهرته بحلته الرائعة.

ومنتزه الإحساء الوطني والذي يقع في مدينة العمران على بعد 3 كلم من جبل القارة، وهو متاح للزيارة من الصباح حتى غروب الشمس تتوزع فيه الحدائق وبرك السباحة وملاعب الأطفال، وبه أماكن مخصصة للعوائل، وكان المتنزه مشروعا لوقف زحف رمال الصحراء على مدينة العمران عن طريق زراعة أحزمة من الأشجار لكنها ما لبثت أن تحولت إلى غابة جميلة تجذب محبي الخضرة وهواة البر، وهو متنفس للعائلات والشباب تقام فيه العديد من الفعاليات.

إضافة إلى ذلك الحدائق والمنتزهات والاستراحات الزراعية المنتشرة في الواحة ومهرجان الإحساء للتسويق والترفيه كما تعتبر الواجهة الساحلية بالإحساء (شاطئ العقير) رمزا سياحيا ذا ثقل واسع على خريطة السياحة نظير توجه الدولة لإنشاء اكبر المشاريع السياحية في المنطقة، والذي سيكون الوجهة السياحية الأولى حيث يحوي العديد من المرافق والخدمات الترفيهية للعائلات، والتي تستقطب الزوار من داخل المنطقة وخارجها إضافة انه تم الانتهاء بالكامل مؤخرا من عملية ربط لخزانات مياه الري، وتم تشغيلها كما تم الانتهاء من مشروع دورات المياه، والتي أصبحت تعمل أوتوماتيكيا بدون أي انقطاع للمياه من أجل خدمة زوار ومرتادي الشاطئ وبصورة أفضل مما هي عليه في السابق.

وأوضح المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالإحساء علي طاهر الحاجي أن الإحساء تضم 65 وحدة سكنية مفروشة مرخصة وسبعة فنادق، وكلها تشهد نسبة إشغال متنامية طوال العام وتزيد في المواسم.

مبينا أن ما تشهده المحافظة من حراك سياحي عائد إلى الجهود المشتركة المبذولة من الشركاء في القطاعين الخاص والحكومي لاسيما أن أمانة الإحساء بذلت جهدا واسعا في تطوير البنية التحتية ووفرت طرقا حديثة وخدمات راقية مما تساعد على أريحية السائح والزائر.

وأشار رئيس اللجنة السياحية بغرفة الإحساء عبداللطيف العفالق تصاعد مؤشر الخدمات والمرافق السياحية بالإحساء، وذلك بالشراكة مع الجهات ذات الصلة والجميع بدأ بالتفاعل مع صناعة السياحة بالإحساء وتطوير خدماتها حيث تعددت الوجهات السياحية سواء كانت أماكن أثرية أو منتزهات وحدائق أو مطاعم تراثية وشاليهات أو كانت مراكز للتسوق وكلها تقدم أفضل الخدمات لاستقبال السياح.

شارك برأيكإلغاء الرد