يشهد النصف الأول من عام 2014 إنجاز شركة التطوير والاستثمار السياحي العديد من الخطوات والمراحل المهمة في أعمال الإنشاءات الخاصة بمتاحف المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات في إمارة أبوظبي.
وفقا لجريدة الاتحاد تستعد الشركة حالياً للإعلان عن المقاول الفائز بمناقصة الأعمال الرئيسية لمشروع متحف زايد الوطني بجزيرة السعديات خلال الربع الأول من 2014.
وأوضحت الشركة أن عقد أعمال المقاولات الرئيسية بالمشروع يتضمن إنجاز مراحل مهمة منها تطوير البناء الخارجي، وأعمال الإنشاءات المعدنية ونصب «الأجنحة».
وكانت شركة التطوير والاستثمار السياحي قد أعلنت في مارس الماضي طرح مناقصة التأهيل الأولية للأعمال الرئيسية لمتحف زايد الوطني.
ويأتي المتحف تكريماً لسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وتخليداً لسيرته العطرة من خلال تطوير متحف وطني يستعرض محطات من حياته، وأهم إنجازاته في بناء الدولة.
ويشكل المتحف صرحاً حضارياً متميزاً ضمن المنطقة الثقافية في السعديات على مساحة تبلغ 66,2 ألف متر مربع، ومن المقرر أن يفتتح المتحف في عام 2016.
وتولى تصميم المتحف الذي يقع في أعلى موقع ضمن المنطقة الثقافية المعماري البريطاني اللورد نورمان فوستر الحائز جائزة «برتزكر» العالمية.
ويتميز المتحف بأبراجه الخمسة العالية التي تأخذ شكل ريش أجنحة الصقر أحد رموز التراث الثقافي العريق لدولة الإمارات، ويبلغ ارتفاع أعلى ريشة منها 125 متراً.
ويضم المتحف سبع قاعات تقام فيها معارض دائمة إضافة إلى مكتبة، وبرنامج غني بالمعارض يستطيع الزوار من خلالها استكشاف تاريخ دولة الإمارات، وتراثها الأصيل، وثقافتها ومكانتها في العالم.
وكانت الشركة قد أعلنت مطلع عام 2012 عن الجدول الزمني لافتتاح متاحف المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات بدءاً بـ «اللوفر أبوظبي» عام 2015 يليه متحف «زايد الوطني» عام 2016 ثم متحف «جوجنهايم أبوظبي» عام 2017.
من جانب آخر أنجزت شركة التطوير والاستثمار السياحي مجموعة من مراحل التطوير الرئيسية لمتحف «اللوفر أبوظبي» منها إنجاز التصميم التفصيلي لمبنى المتحف، والانتهاء من تطوير البنية التحتية التي تتضمن الأعمال البحرية والحفر، وأعمال وضع الأساسات.
كما أنجزت الشركة مؤخراً مرحلة تطويرية مهمة تتمثل في وضع القسم الأول من القبة، وتركيبها في المكان المخصص لها ما يفتح فصلاً جديداً في عملية تطوير المتحف العالمي.
وشهد المتحف في أبريل 2013 إنجاز أول مرحلة رئيسية في عمليات تطوير قبته التي تتميز بتصميمها العمراني الفريد من خلال وضع الخرسانة لأول الأعمدة الأربعة التي ستحمل قبة المتحف، ويتوقع أن يكتمل تشييدها نهاية عام 2014.
وجاءت تلك الخطوة عقب الإعلان عن ترسية عقد الأعمال الرئيسية للمتحف في يناير 2013، وفاز بالعقد ائتلاف مشترك بقيادة «أرابتك» يضم «كونستراكتورا سان خوسيه إس أيه»، و«أوجيه أبوظبي ذ.م.م».
وتم بناء منصة مؤقتة في البحر في عام 2009 من أجل تطوير مبنى المتحف على اختلاف مراحله على أرضية جافة، وعند الانتهاء من تطوير المبنى (بما فيها الأعمال البحرية)، ستُزال الجدران الخرسانية بنيت في الرمال بطول 40 متراً للسماح بعدها لمياه البحر بالتدفق التدريجي إلى مناطق معينة ضمن المبنى ليبدو وكأنه جزيرة قائمة على سطح الماء.
وفاز متحف «اللوفر أبوظبي» خلال نوفمبر الماضي بجائزة «المبنى الأخضر» ضمن جوائز الشرق الأوسط للتميز البيئي، وتسلط «جوائز الشرق الأوسط للتميز البيئي» الضوء على المشاريع الراقية التي تتبع أعلى المعايير البيئية من حيث الاستدامة والتميز البيئي.
وحصل متحف «اللوفر أبوظبي» خلال عام 2013 على شهادة «ثلاث درجات لؤلؤ» ضمن تصنيف درجات اللؤلؤ للتصميم المستدام التي يمنحها مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني كجزء من «نظام تصنيف المباني» في إطار برنامج «استدامة».
ويضم المتحف صالات عرض فنية بمساحة 9200 متر مربع من بينها صالات العرض الدائمة بمساحة 6681 متراً مربعاً.
ستعرض مجموعة من التحف الفنية التي ستأخذ الزوار في رحلة تعود إلى آلاف السنين للتعرف إلى أقدم الحضارات مروراً بالمعاصرة منها من خلال أعمال فنية مستقاة من مختلف الثقافات، وتخصص الصالة المؤقتة بمساحة 2364 متراً مربعاً لتنظيم المعارض المؤقتة ضمن أعلى المعايير الدولية.
ويعد المتحف الذي جاء نتيجة لاتفاقية تعاون ثقافي مثمّر بين الإمارات وفرنسا جرى توقيعها في عام 2007 أول متحف في العالم العربي يهدف إلى ترجمة روح الانفتاح والحوار بين مختلف الثقافات والحضارات.