قدر عدد من خبراء الاقتصاد حجم الاستثمارات في البنية التحتية بمنطقة عسير لتفعيل مبادرة “عسير وجهة سياحية طوال العام” بـ 40 مليار ريال موضحين أن المنطقة ليست بكراً ولكنها لا زالت تحتاج المزيد من الاستثمارات والدعم الحكومي عبر تسهيل التشريعات اللازمة للاستثمارات.

عسير تحتاج إلى استثمارات بـ 40 مليار ريال لتفعيل مبادرة “عسير وجهة سياحية طوال العام”

وبينوا خلال حديثهم أهمية استفادة المملكة من التجارب السابقة في مجال التمويل، واستحداث جوانب تمويلية للقطاع السياحي أسوةً بالقطاع الصناعي والزراعي لما لذلك من أهمية بالغة في السياسة المالية والنقدية للمملكة، وإحياء للقطاع السياحي وتدوير السيولة بالداخل.

وذكروا أن المبادرة ستكون ذات أبعاد تنموية كثيرة لما لها من دور في دعم العامل الديموغرافي، وإتاحة فرص العمل لأبناء المنطقة، وجعل السياحة ذراعاً اقتصادياً يساهم في رفع دخل المنطقة.

أوضح خبير الاقتصاد المالي الدكتور سامي النويصر أن الاستثمار في البنية التحتية يستلزم إنشاء الطرق والمنافع الاقتصادية والاجتماعية كالمستشفيات والاستراحات والمتنزهات والفنادق، ومبادرة “عسير وجهة سياحية طوال العام” تحتم زيادة الاستثمارات في مجال البنية التحتية بالمنطقة كي تكون واجهة سياحية اقتصادية.

وذلك يتطلب التركيز على الجانب التمويلي وتشجيع الاستثمارات فمنطقة عسير ليست بكراً ولكنها تحتاج إلى جذب الاستثمارات كي تكون واجهة سياحية مكتملة، وهي بطبيعتها في الوقت الراهن تتميز بالنضارة بالإضافة إلى أهلها المضيافين والذي يجعل من المنطقة مكانا سياحيا جميلا ومناسبا.

وذكر أنه بالنظر إلى طرق الوصول إلى المنطقة والتي إما تكون جواً أو براً فإنه يستلزم الاهتمام بالاستراحات والفنادق وأماكن الترفيه، والدولة بلا شك تبذل الكثير في هذا المجال إلا أنه من الأهمية بمكان أن يفعل دور القطاع الخاص في هذا المجال عن طريق تشجيعه ودعمه للإسهام، وذلك عبر الجانب التشريعي من خلال تقديم التسهيلات اللازمة والمشجعة للمستثمرين.

وقدّر محلل الاقتصاد المالي حجم الاستثمارات التي تحتاجها المنطقة في مجال البنى التحتية لها لتفعيل المبادرة السياحية ب 40 مليار ريال مبيناً أن هذه المبادرة سيكون لها أثر اقتصادي بالغ على المنطقة من خلال خلق فرص العمل الجديدة.

وشدد النويصر على أهمية دعم القطاع التمويلي السياحي أسوةً بالقطاعات التنموية الأخرى كالصناعي والزراعي لما لذلك من دور إيجابي في تحريك السيولة، وإحياء القطاع السياحي، وخلق توازن بين مدن المملكة.

من جانبٍ آخر قال تركي الموح كاتب اقتصادي “تعد الصناعة السياحية من أهم الصناعات غير الممولة وهي مصدر دخل قومي للدولة، وبهذه المبادرة القائمة على تعزيز السياحة في منطقة عسير ستجعل منها نواة حقيقية فعالة للصناعة السياحية في المملكة”.

وتابع نحن نعلم بأن رأس المال جبان، ولكن في حين يلقى الدعم من الدولة فإنه سيصبح في أمان أكثر فللمبادرة أبعاد تنموية كثيرة حيث إنها ستدعم العامل (الديموغرافي) ، وبالتالي سيعم النفع بشكل عام على سكان المنطقة، وستساهم بفاعلية في توظيف أبناء المنطقة، وبالتالي ستصبح السياحة في المنطقة ذراعا اقتصاديا يساهم في رفع مداخيل المنطقة.

وحول حجم الاستثمارات المتوقعة التي ستجذبها المبادرة يين الموح أن كل المؤشرات تؤكد بأن حجم الاستثمارات التي ستجذبها المبادرة كبير كون هنالك جوانب تسويقية ستدعمها المبادرة وهي جزء من خطتها، وهو الأمر الذي سيجذب المستثمرين إلى المنطقة.

وأضاف تعتبر منطقة عسير من المناطق السباقة في السياحة، وربما تعد المنطقة الثانية بعد الطائف حيث كان الزوار والسياح يذهبون قديماً للطائف كونها سياحية، وعلى مقربة من الحرمين الشريفين منذ عهد المؤسس طيب الله ثراه، ومنطقة عسير لها باع طويل في السياحة، وبالتالي فالمبادرة ستدعم خبرة المنطقة وأهلها في السياحة لأن المقومات الطبيعية، وهي الأهم موجودة ومتوفرة.

شارك برأيكإلغاء الرد