أصبحت الاستعدادات المكثفة لجميع أذرع السلطات السعودية لاستقبال حجاج بيت الله الحرام في مثل هذه الأيام من كل عام أمرا مألوفا لديها، في الوقت الذي أكملت فيه الدولة كل استعداداتها لخدمة ضيوف الرحمن، وتيسير نسكهم عبر أحدث أنظمة النقل الحديثة المرتبطة بجميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية في كل المناطق.
وأسهمت أنظمة النقل وشبكة الطرقة السريعة التي نفذها قطاع النقل في السعودية بالتيسير على الحجاج القادمين عن طريق البر وتمكينهم من الوصول إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة دون مشقة، وذلك عبر خطط استراتيجية متضمنة عددا من البرامج والدراسات لتنفيذ مشروعات الطرق الجديدة، وإجراء الصيانة للطرق القائمة وما يتعلق بها من منشآت ووسائل سلامة وأعمال إنارة ومواقف إضافة إلى البدء في عمليات التنسيق مع جميع الجهات المرتبطة بأعمال الحج.
وحددت وزارة النقل السعودية عبر تقريرها الصادر أمس (الأربعاء) خططها الشاملة في موسم حج هذا العام مؤكدة أن مشروع قطار الحرمين السريع للركاب من أبرز الشواهد التي من شأنها التيسير على الحجاج في أداء نسكهم بطول 450 كيلومترا رابطا كلا من مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة، ويجري تنفيذه بجميع مراحله وفق البرنامج المعد له والمتمثل في البنية الأساسية لمسار المشروع حيث تقع محطة مكة المكرمة بمنطقة الرصيفة، ويحدها شمالا طريق مكة المكرمة – جدة السريع، وغربا الطريق الدائري الثالث إذ تعد نقطة البداية للمشروع البالغ مساحته أكثر من 2.5 مليون متر.
وشهدت ميزانية وزارة النقل لهذا العام 2013 اعتماد أكثر من 11 مليار ريال من المبلغ الإجمالي لميزانية الوزارة لتنفيذ 223 مشروعا جديدا من الطرق الرئيسة والثانوية والفرعية إلى جانب دراسة وتصميم عدد من الطرق في مختلف المناطق، وجرى طرحها في المنافسة العامة ضافة إلى احتضان إحدى أضخم شبكات الطرق التي أسهمت في التنمية بجميع صورها، وفي مختلف المناطق حيث بلغت أطوالها أكثر من 65 ألف كيلومتر تنوعت بين طرق سريعة ومزدوجة ومفردة، نفذت وفق أحدث المواصفات الفنية والتصميمية إضافة إلى ما يزيد على 145 ألف كيلومتر عبارة عن طرق زراعية ممهدة، أسهمت أيضا في تسهيل التنقلات بين المراكز والتجمعات السكانية لتسويق المنتجات وتأمين الاحتياجات الاستهلاكية.
ويبدأ مسار مشروع قطار الحرمين من مكة المكرمة على جسر معلق بطول 1600 متر، ويستمر ليتقاطع مع طريق مكة جدة السريع، ويسير على جسر بطول 170 مترا، ويستمر حتى مدينة بحرة، حيث يوجد عدة جسور، ويدخل مدينة جدة على جسر معلق بطول 700 متر يعبر فوق طريق الحرمين ليحمل القطار إلى جهة الغرب ليدخل إلى محطة جدة ويخرج منها على جسر معلق بطول 2550 مترا، وتحتوي كلتا المحطتين، إضافة للمبنى الرئيس، على صالة قدوم ومغادرة، ومسجد يتسع لعدد 1000 مصل، ومركز للدفاع المدني ومهبط للطائرات المروحية، وأرصفة لوقوف القطارات وانتظار الركاب، ومواقف السيارات قصيرة وطويلة الأمد، وصالات لكبار الشخصيات ومحلات تجارية ومطاعم ومقاه.
وأسهم صدور الكثير من القرارات المهمة والتاريخية في دعم وتطوير النقل داخل السعودية، التي جاء على رأسها الاستراتيجية الوطنية للنقل التي من شأنها تخفيف الازدحام في المدن وتحسين مستوى الحياة فيها إلى جانب صدور قرار مجلس الوزراء بتنفيذ شبكة النقل العام في مدينة الرياض خلال أربع سنوات، والمكونة من قطارات، وحافلات سريعة وحافلات عادية في الوقت الذي منحت وزارة النقل أكثر من 142 ألف ترخيص في مجال النقل البري والبحري لمزاولة الأنشطة المختلفة.
وشهد قطاع الخطوط الحديدية تنفيذ عدة مشروعات توسعية بلغ مجموع أطوالها 4350 كيلومترا هي مشروع خط الشمال الجنوب (مشروع الشركة السعودية للخطوط الحديدية) «سار» الذي يبلغ طوله الإجمالي 2750 كيلومترا، وينفذ على جزأين الأول الخط الحديدي الذي يربط مناطق إنتاج المعادن «الفوسفات والبوكسايت» شمال السعودية إلى منطقة التصنيع والتصدير في ميناء رأس الخير على الخليج العربي، والجزء الثاني الذي يجري تنفيذه حيث يبدأ من الحدود الأردنية، ويمر بمناطق الجوف وحائل والقصيم حتى الرياض، ومشروع الجسر البري البالغ طوله 1150 كيلومترا، ويربط الغرب على ساحل البحر الأحمر بالشرق على ساحل الخليج العربي عبر الشبكة الحالية القائمة بين الرياض والدمام الذي يجري حاليا إعداد الدراسات التصميمية والفنية والمالية له، وستسهم هذه المشروعات بعد إنجازها في نقل الحاويات إلى السوق المحلية والأسواق الخليجية المجاورة إضافة إلى نشاط نقل الركاب بين الرياض وجدة، وقطار مجلس التعاون الذي يربط دول الخليج بشبكة من الخطوط الحديدية.
ويتألف مشروع الملك عبد الله للنقل العام في مدينة الرياض من نظام نقل متكامل يشمل ستة قطارات للمسارات الكهربائية، وأربعة مسارات للحافلات السريعة، والكثير من الحافلات المغذية من الأحياء لمواقف النقل العام، ويشمل المدينة بأكملها، وتتضمن شبكة القطار الكهربائي «المترو» ستة مسارات بإجمالي أطوال 176 كيلومترا و85 محطة وشبكة متعددة المستويات من الحافلات التي تشمل 24 مسارا، بإجمالي أطوال 1.1 كيلومتر و776 محطة، وتتكون مسارات مشروع مترو الرياض من ستة مسارات؛ الأول محور العليا البطحاء، والمسار الثاني محور طريق الملك عبد الله طول المسار 25.3 كيلومتر، والمسار الثالث محور طريق المدينة المنورة – طريق الأمير سعد بن عبد الرحمن الأول بطول 40.7 كيلومتر، والمسار الرابع محور طريق مطار الملك خالد الدولي بطول 29.6 كيلومتر، والمسار الخامس محور طريق الملك عبد العزيز بطول 12.9 كيلومتر، والمسار السادس محور طريق عبد الرحمن بن عوف طريق الشيخ حسن بن حسين بن علي بطول 30 كيلومترا.
كما تنفذ الوزارة شبكة مماثلة في مكة المكرمة بنظام النقل العام، وسوف تستكمل الدراسات للنقل العام في المدن الأخرى إضافة إلى العمل على تطوير لوائح أنشطة النقل على جميع الأصعدة.