المستقبل – هدأ الضجيج الذي صاحب مشكلة ديون مؤسسة دبي العالمية وعاد المراقبون للنظر إلى مختلف مناحي الاقتصاد في دبي ليكتشفوا أن القطاع الفندقي فيها استفاد من كل تلك الضوضاء، إذ تراجعت أسعار الغرف الفندقية والبرامج السياحية فأصبحت عامل جذب بعدما كانت تشكل عقبة في الفترة الماضية.

وفي الوقت الذي تظهر فيه بيانات أن أسعار الغرف الفندقية تراجعت خلال عام 2009 بنسبة 17 % بسبب كثافة العروض واشتعال المنافسة بين الفنادق، فقد انخفضت أسعار البرامج السياحية بنسبة تتراوح بين 25-45%. كما أن الترويج السياحي الذي تتعاون فيه الهيئات الحكومية السياحية في دولة الإمارات مع الشركات السياحية الخاصة والفنادق، نجح في اختراق أسواق سياحية جديدة.

وتجمع الاراء على أن السياحة الخليجية موجودة بقوة في الإمارات، فرغم الآثار السلبية التي تركتها الأزمة المالية العالمية على أعداد السياح القادمين من الأسواق الأميركية والأوروبية، إلا أن السوق الخليجية بقيت في طليعة الأسواق المصدرة للأفواج السياحية إلى دبي.

وكشفت البيانات الصادرة عن موقع “هوتل دوت كوم” أن عدد الأفراد الباحثين عن الغرف الفندقية في دبي عن طريقه ارتفع بنسبة 570 %. وأظهر الموقع أن متوسط سعر الغرفة الفندقية في دبي خلال النصف الأول من عام 2009 بلغ 1020 درهما لليلة الواحدة (277 دولاراً)، بينما وصل السعر خلال هذا الشهر الى 844 درهما (229 دولارا) أي بتراجع 17 في المئة، وهو ما يوفر على السائح 1232 درهما (335 دولارا) خلال إقامته لمدة أسبوع داخل فندق خمس نجوم. وأظهر الموقع أن هناك عروضاً ممتازة في فنادق دبي تهدف إلى جذب السياح بحيث أصبحت دبي من أفضل الأماكن التي يمكن قضاء فترة نقاهة بأفضل الأسعار .

وأوضحت مصادر أن ارتفاع نسبة الباحثين عن الغرف الفندقية في دبي مؤشر ايجابي ودليل على أن الموسم السياحي القادم سيكون موسماً نشيطاً بكل المقاييس، مشيرة الى ان الأسعار الحالية في الفنادق وغيرها من المرافق السياحية أصبحت مناسبة للمقيمين في دولة الإمارات، الأمر الذي من شأنه أن ينشط السياحة الداخلية.

وقالت شركة “جي .تي .آي” ان أعداد الوفود السياحية الأوروبية والأميركية تأثرت بانعكاسات الأزمة المالية العالمية، لافتة إلى أن الربع الثالث من 2009 كان الأكثر تأثراً بالأزمة لكن بدأت الأمور تتحسن في الربع الأخير. وتقدر أوساط مختلفة نسبة التراجع في أعداد الوفود السياحية إلى دبي بنحو7% مقارنة مع عام 2008 بينما التراجع في السياحة الفردية قد يتجاوز 10%.

لكن هذه الاوساط تنبه إلى أن أسعار الغرف الفندقية في دبي، رغم تراجعها، إلا أنها تبقى من بين الأعلى في العالم، وهو ما يشكل عقبة أمام جذب المزيد من الوفود السياحية. وأشارت إلى أن قيام الفنادق بتغيير سياستها التسعيرية باستمرار، يربك الشركات السياحية ويدفع السياح إلى الانتظار وتأخير الحجوزات، لذلك يجب على الفنادق تبني سياسة سعرية ثابتة وواضحة منذ بداية العام.

ويعتبر معدل النمو السياحي في دبي خلال العام 2009 جيداً مقارنةً مع العام السابق، كما أن قيام الفنادق بتقديم المزيد من العروض من شأنه أن يدعم حركة الاستقطاب في الفترة المقبلة لاسيما في الأسواق الخليجية والآسيوية والأوروبية. ومما يدعم احتمالات النمو استمرار تدفق الحجوزات وتسجيل تقدم في بعض الأسواق مثل السوق الإيطالية واليابانية والهندية.

شارك برأيكإلغاء الرد