اختتمت مساء الثلاثاء الماضي فعاليات الدورة الثانية للقمة العالمية لصناعة الطيران التي استضافتها العاصمة أبوظبي يومي 7 و8 أبريل بمشاركة ما يزيد على 1,500 مسؤول تنفيذي يمثلون 425 شركةً عالمية عاملة في مجال صناعة الطيران في 56 دولة حول العالم.
وخلُص المشاركون في جلسات اليوم الثاني من القمة إلى ضرورة أن تعمل قطاعات الطيران التجاري وصناعة الطيران والدفاع والفضاء على توفير التقنيات الجديدة والمبتكرة لتحفيز الأجيال الشابة خاصةً في سن مبكرة إذا ما رغبت في استقطاب أفضل وألمع العقول ضمن قواها العاملة.
وتم تسليط الضوء على هذه القضية خلال الجلسة الافتتاحية لليوم الثاني, والتي ألقى الكلمة الرئيسية فيها رائد الفضاء المعروف باز ألدرين أمام حشد كبير من الحضور. وقد أشار العديد من الحضور من قادة وممثلي قطاع صناعة الطيران إلى أن الخطوات الأولى التي خطاها ألدرين على سطح القمر منذ 45 عاماً كانت الحافز الذي ألهمهم للالتحاق بمجالات مرتبطة بصناعة الطيران.
وشاركت الوفود المشاركة في فعاليات اليوم الثاني بمجموعة واسعة من جلسات الحوار والنقاش التي تناولت عدداً من القضايا الهامة والتحديات التي تواجهها قطاعات الطيران التجاري, وصناعة الطيران, والدفاع والفضاء.
وتكررت بصورة واضحة خلال هذه الجلسات قضيتان رئيستان, وهما الصعوبات التي تواجه عملية استقطاب وتدريب واستبقاء أفضل الخريجين إلى جانب الفرص التي يمكن اغتنامها من عمليات التصنيع الناجحة.
وفي هذا السياق أشار جان برنارد ليفي رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي في شركة “تاليس” إلى أن العالم يشهد حالياً نقلة نوعية في التركيز على مجال التصنيع, قائلاً: “لن نتمكن من تحقيق معدلات نمو وفيرة في الاقتصادات الغربية. ولكننا سنحقق الكثير من النمو في الشرق عندما يكون لدى شركة مثلنا أكثر من 90% من قواها العاملة في الدول الغربية فهذه دلالة واضحة على أننا بحاجة لإعادة التنظيم لاسيما وأنه يعد أحد التحديات الرئيسية أمامنا, ويجب أن نعيد ترتيب تواجدنا الصناعي في المناطق التي سنحقق فيها معدلات النمو المنشودة”.
وأيَّد كثير من المتحدثين من الأسواق الدولية هذه الفكرة حيث قال إيفور إيشكوفيتز رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمجموعة “باراماونت جروب” أكبر شركة خاصة في قطاع الدفاع وصناعة الطيران في أفريقيا: “من خلال تواجدنا في المنطقة الجنوبية لأفريقيا نرى أن لدينا مجموعة من أفضل الإمكانات والقدرات في قطاعات الدفاع وصناعة الطيران على مستوى العالم, وهناك اعتقاد خاطئ بأنه إن لم تكن من أوروبا أو الولايات المتحدة فإنك لن تقدر أن تكون لاعباً رئيسياً في هذا المجال, ولقد أثبتنا بالفعل عدم صحة هذا الاعتقاد”.
وأوضح محرم دورتكازلي الرئيس والمدير التنفيذي في الشركة التركية لصناعات الفضاء أن هذه الصناعات قادرة على أن تشكل حافزاً لنمو الناتج المحلي الإجمالي, قائلاً : “إنّ متوسط قيمة الكيلوجرام الواحد من صادراتنا في قطاعات الدفاع وصناعة الطيران أكبر من متوسط قيمة الصادرات التركية بحوالي 16 ضعفاً, وتستخدم هذه الصناعة العناصر الحيوية لجميع شركائنا في المجتمع كهيئات التعليم والشركات الصغيرة والمتوسطة كما أنها تضيف قيمة حقيقية إلى الناتج المحلي للدولة”.
من جهته علق داتو وان هاشم المدير التنفيذي لهيئة تطوير الاستثمار الماليزية أن الحصول على القوى العاملة الماهرة يُعدَ أمراً حيوياً لهذا القطاع, قائلاً: “يُنظر الآن إلى قطاع الطيران على أنه محور استراتيجي سيأخذ مجال التصنيع في ماليزيا إلى آفاق أكثر رحابة في المستقبل فالاستثمار في صناعة الطيران محفز أساسي للنمو في ماليزيا, وإنّ مصدر القوة الأول في الصناعة الماليزية هو رأس المال البشري الذي تم تدريبه وتأهيله جيداً, وليس لدينا أدنى شك في أن ماليزيا ستصبح المركز الرئيسي المقبل لصناعة الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ”.