بين الاقتصادي “فضل البوعينين” أن القطاع السياحي في المملكة بحاجة ملحّة للتطوير الفعّال الذي يمكنّه من رفع مساهمته في إجمالي الناتج المحلي من خلال استكمال البنى التحتية واستنساخ التجارب العالمية الناجحة في هذا المجال.

“أبها” تستحق أن تكون الوجهة السعودية الأولى للسياحة

وقال: “ان السائح السعودي ما زال محجماً عن السياحة الداخلية بشكل لافت لتركيزه على السياحة الخارجية بما يوائم مقدرته المالية، والحقيقة أن تركيز أولئك السياح محدود إلى حدٍ ما كونه منصباً على سياحة الترفيه والتسوق، وهو الأمر الذي نحتاج إلى إعادة صياغته بشكلٍ احترافي في المناطق السياحية بالمملكة، وعلى رأسها مدينة أبها في منطقة عسير التي تستحق أن تكون الوجهة السعودية الأولى لسياح الداخل وللخليجيين”.

وذكر أن: “التطوير الذي تحدثه هيئة السياحة والآثار في المناطق السياحية لا يكاد يظهر بشكل لافت بالرغم من جهودها الحثيثة لإعادة تأهيل القطاع وزيادة حجم مساهمته في الناتج المحلي، والسبب في ذلك يعود إلى أن تطوير المدن والمناطق يحتاج إلى عقود من الزمن وميزانيات مالية ضخمة، ومع كل ذلك لا يمكن ضمان النتائج، ولكن البديل المناسب والأسهل هو تطوير مدن سياحية مستقلة في المناطق السياحية على شكل قرى سياحية أو مدن مصغرة تضم الفنادق، ومراكز للإيواء، وقاعات مخصصة للمؤتمرات، والمعارض، ومراكز تسوق بالإضافة إلى مدن ترفيه عالمية، ولكن ماذا لو أنشئت مدينة سياحية متكاملة في مدينة أبها فإنها بذلك ستعمل على تنشيط الحركة السياحية في منطقة عسير وتجعلها الوجهة السياحية الأولى في المملكة”.

وتابع: “إن إقامة مشروع المدينة السياحية المتكاملة وفق مخططات عالمية حديثة، وربطها بمطار المنطقة عبر سكة حديدية، وكذلك ربطها داخلياً بشبكة ترام لضمان انسيابية الحركة، وعدم تجاهل حماية البيئة من التلوث من قبل الجهات الحكومية ذات العلاقة، وبذلك يمكن إحداث التغيير المنشود، وتطوير البنى التحتية، وتوفير الخدمات السياحية المتكاملة بالإضافة إلى دور هذه المدن في دعم اقتصاد المنطقة بشكل مباشر”.

وأوضح البوعينين أن الاستثمار المشترك بين القطاعين الحكومي والخاص هو السبيل الأمثل لإنشاء المدن السياحية المتخصصة، وتصنيف الإنفاق على مشروعات التطوير السياحي ضمن «الإنفاق الاستثماري» الذي يحقق عوائد متنوعة، ويسهم في خلق بيئة سياحية جاذبة للاستثمارات المالية التي ترفع من حجم الناتج المحلي وتسهم في تطوير المجتمع، وخلق الفرص الوظيفية والاستثمارية الصغيرة والمتوسطة، وتحسين دخل الفرد والمجتمع بشكل عام، وبالرغم من الدور الهام للقطاع الخاص في الاستثمار السياحي إلا أن الكثير من المستثمرين يحجمون عن ضخ أموالهم في الاستثمارات السياحية لعدة أسباب منها ضخامة الأموال التي تحتاجها المشروعات السياحية، وعدم استكمال البنى التحتية للمناطق المستهدفة بالسياحة.

وأكد البوعينين أن منطقة عسير لا سيما مدينة أبها تتميز بأجوائها الباردة وطبيعتها الساحرة والتنوع البيئي إلا أن ذلك لم يجعلها تتميز بالأفضلية السياحية لأسباب مرتبطة بخطوط الطيران والكهرباء والمياه والبنية التحتية والخدمات السياحية ووسائل الجذب كما أن سياحة التسوق والترفيه باتت المحرك الحقيقي للأسر السعودية.

وتطرق إلى ما ينفقه السياح العرب في أوروبا على المشتريات مقدراً إياه ب 300 مليون جنيه إسترليني (1700 مليون ريال سعودي).

شارك برأيكإلغاء الرد