يرى البعض أن جزء كبير من متعة السفر يكمن في الرحلة ذاتها، وأعتقد أن رحلة على متن السحاب ستكون ممتعة جداً؛ فبعيداً عن ركوب سيارة على طريق مزدحم أو انتظار قطار أو طائرة، ما رأيك في رحلة على متن سحابة؟!
السحابة أو الوسيلة الجديدة قدمها المصمم تايجو باروس Tiago Barros، وهي عبارة عن سحابة ضخمة مملوءة بالهواء تنقل المسافرين اعتماداً على حركة الرياح، ويحمل التصميم اسم “السحابة العابرة” أو Passing Cloud، وهو تصميم يعيد للأذهان أحلام طالما راودت البشر وداعبت خيال الشعراء كالسفر على بساط الريح، وأيضاً تشبه اختراعات سابقة كالسفن الهوائية ومنطاد زبلن خلال فترة ما بين الحربين.
وعرض باروس تصميمه الجديد ضمن مسابقة لرسم مستقبل السكك الحديدية بعنوان “Life at The Speed of Rial” نظمها معهد Van Alen وإدارة الشئون الثقافية في نيويورك، وعلى الرغم من أن الفكرة تبدو بعيدة نسبياً عن عالم السكك الحديدية ولم تحقق المركز الأول في المسابقة، إلا أنها قدمت رؤية مثيرة لمستقبل السفر.
ويتحدث باروس عن الفكرة، في موقعه، بقوله أنه حان الوقت للعودة من جديد إلى الاستمتاع بالسفر ذاته؛ فالناس الآن يتحركون بسرعة كبيرة ووفق جداول ومواعيد صارمة، ويصف “السحابة العابرة” بأنها صديقة للبيئة فلا تتطلب قضبان حديدية أو مد طرق أو وقود؛ فهي عبارة عن سلسلة من البالونات الكروية تتخذ شكل السحاب ومدعمة من الداخل بالفولاذ المقاوم للصدأ، ومغطاة بنسيج قوي من النايلون. وتتحرك السحابة “المسافرة” وفقاً لسرعة واتجاه الرياح السائدة، وبالتالي لن يشعر المسافر بوجود رياح أثناء الرحلة، فقط سيشعر أنه يسبح في الهواء! ولا مانع من المشي على السحاب، ولن تتطلب هذه الرحلة حجز أو وجهة محددة ولا يوجد مواعيد محددة للإقلاع أو الوصول، فرحلة كهذه أمتع بكثير من أي وجهة تقليدية.
تبدو الفكرة خيالية أو مجنونة ولا تراعي طبيعة الرياح وإمكانية أن تقود الرحلة كلها إلى السقوط المفاجئ مثلاً، لكن تجربة البشر أثبتت أن الخيال، مهما بدا خارجاً عن المألوف والقواعد، وراء كثير من الاختراعات. وكما يقول صاحب التصميم فلبحث عن وسائل جديدة ومستدامة للسفر يتطلب رؤى مبتكرة والابتعاد عن نسخ الأفكار التقليدية.
ومن يدري ربما نسافر يوماً على متن سحابة كهذه!
مزيد من صور “السحابة العابرة” (لحجم أكبر اضغط على الصورة)
[ad#Ghada648x60]